تعاني قلعة صناعة الغزل والنسيج بمدينة المحلة الكبري من أزمة كبيرة، بعدما طالب أصحاب 1200 مصنع داخل المنطقة الصناعية من الحكومة بتحقيق الخروج الآمن وإيقاف النشاط داخلها والسماح لهم بإغلاقها بعد ارتفاع أسعار المواد الخام من الغزول وتفاوت أسعار الغاز والمازوت والكهرباء . تشمل المنطقة الصناعية بمدينة المحلة على 1500 مصنع مقامة على 50 فدان يعانون من خسائر فادحة بسبب ارتفاع الأسعار وتجاهل الحكومة رغم قرارات الإصلاح الاقتصادي بتعويم الجنيه المصري أمام أسعار صرف الدولار عالميا والتي تستهدف من خلاله الدولة رفع كفاءة الإنتاج وزيادة فرص معدلات الإنتاج بموجب الحفاظ على معايير صناعة الغزل والنسيج الوطنية . " مصراوي" تجول داخل المنطقة الصناعية بالمدينة العمالية للتعرف على حقيقة مشاكل أصحاب المصانع والأزمة الاقتصادية التي تتعرض لها صناعة الغزول. أحمد شفيق، أحد مالكي مصانع التريكو والنسيج بالمنطقة الصناعية، أكد أن أسعار غزول البوليستر زادت من 17 ألف إلى 36 ألف جنيه للطن الواحد، وارتفع سعر طن الغزول الخام من 44 ألف إلى 74 ألف جنيه، أضف إلى ذلك غلاء أسعار المواد البترولية التي تعد ضمن مشتملات التصنيع مع نقص كميات مواد الغزول المستورة من الهند وبوركينا فاسو وسوريا وتركيا. واستكمل شفيق إنه تم زيادة أسعار المنتجات حتي يضاهي زيادات المواد الخام مما أدى إلى ركود في عمليات البيع والشراء وتسويق المنتجات في السوق المحلي وعدم القدرة على منافسة المنتجات المستوردة من ملابس جاهزة والوبريات والصوف والمنسوجات من دول أسيا والهند وأوروبا والتي تتميز بأنها عالية الجودة وأرخص سعرا . وأشار حسين السامولي، أحد أصحاب المصانع، أن الأزمة جعلت أصحاب المصانع يقررون إغلاق مصانعهم بسبب الخسائر الفادحة التي لحقتهم، ولكن إغلاق المصانع يعد أزمة حقيقية صعب أن يتحملها كاهل أصحاب المصانع بمفردهم دون وجود دعم من أعضاء اللجنة الصناعية بمجلس النواب والحكومة في الوقت الحالي . وقال السامولي:"إحنا مش عارفين نحقق أرباح من تجارتنا بسبب الركود وكمان مشكلات صرف أجور شهرية لآلاف العمال دون وجود أي دخل مادي جديد يضمن لنا استمرار معدلات التصنيع مع غياب دور الدولة عن دعم الصناعة". من جانبه قال المهندس أحمد أبو عمو، رئيس رابطة مصانع الغزل والنسيج بالمحلة : أصحاب المصانع طلبوا مننا مناشدة الحكومة لتحقيق الخروج الآمن وإيقاف النشاط"، لافتا أن أصحاب المصانع لجئوا إلى تخفيض ساعات العمل من ثلاث ورديات إلى وردية واحدة مع ضغط العمالة خلال ساعات النهار لعدم توافر سيولة مادية ونقدية، الأمر الذي دفع البعض منهم إلى السعي وراء هدم المصانع وإقامة مشروعات استثمارية مربحة منها بناء الأبراج السكنية أو من خلال عرض مصانعهم للبيع وإيقاف مزاوله النشاط". وأكد "أبو عمو" أن الحكومة تتجاهل مأساة مصانع الغزل والنسيج الخاصة وتلتفت إلى دعم مصانع شركات غزل المحلة والوبريات سمنود وشبين الكوم وكفر الدوار حفاظا على العمالة الحكومية من التشرد .
