توقع اقتصاديون، عدم تأثير فوز ترامب برئاسة أمريكا خلفًا لباراك أوباما، على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث أن الولاياتالمتحدة دولة تحكمها المؤسسات وليس الأشخاص، ولكن من المحتمل أن يكون لهذا الفوز مردود إيجابي على العلاقات السياسية. وفاز دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري اليوم الأربعاء في الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، في مواجهة هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي ليخلف الرئيس المنتمي للحزب الأخير باراك أوباما في البيت الأبيض. وشهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر والولاياتالمتحدة تراجعًا خلال الفترة الأخيرة وسط حالة من الفتور في العلاقات السياسية، وانخفض التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 36.6 بالمئة خلال العام المالي الماضي (2015-2016) حيث وصل إلى نحو 3.9 مليار دولار مقابل 6.1 مليار دولار في العام السابق عليه (2014-2015). وقال الدكتور جمال محرم رئيس الغرفة الأمريكيةبالقاهرة سابقاً، إن العلاقات المصرية الأمريكية الاقتصادية لن تتغير بفوز دونالد ترامب لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكن من المحتمل أن تتغير العلاقات على المستوى السياسي للأفضل بالنسبة لمصر. وأضاف محرم خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، أن المؤسسات هي من تدير أمريكا وليس الاشخاص، وتشمل مؤسساتها (الرئاسة، والخارجية الأمريكية، والبنتاجون الأمريكي "الدفاع"، ومؤسسة الأمن القومي، والكونجرس الأمريكي)، موضحاً أنه أثناء حكم أوباما كان المساند لمصر هي وزارتي الدفاع والخارجية. وأوضح أن فوز ترامب بشخصيته المختلفة عن أوباما واختلاف توجهاته السياسية سيفيد مصر من ناحية تطور العلاقات السياسية، حيث أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد سبق والتقى بترامب قبل فوزه. والتقى الرئيس السيسي مع دونالد ترامب، على هامش حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال71 بنيويورك في سبتمبر الماضي، وأعرب المرشح للرئاسة الأمريكية وقتها، عن "دعمه القوي" للحرب التي تخوضها مصر على الإرهاب. وقال ترامب وقتها إن الولاياتالمتحدة "ستكون صديقًا وفيًا يمكن أن تعول عليه مصر، وليس مجرد حليف"، بحسب ما نشرته وكالة بلومبرج الإخبارية عن حملة ترامب الانتخابية. وهنأ السيسي ترامب اليوم فور إعلان فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية، ووصفت وسائل إعلام السيسي بأنه أول مسؤول في الأوساط الخارجية يهنئ ترامب. ولفت جمال محرم إلى أن نجاح العلاقات الاقتصادية بين مصر وأمريكا في المستقبل يتوقف على ما ستتخذه مصر من إجراءات لتشجيع الاستثمار الأمريكي في مصر، لافتا إلى أنه لابد أن تنسى مصر اتفاقية التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة حاليًا، وتركز على زيادة الصادرات إلى أمريكا وأوروبا حيث أن الرئيس الجديد لم يكن من أنصار هذه الاتفاقية مثل أوباما. ومن جانبه، أكدت الدكتورة عالية المهدي العميد السابق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن في الولاياتالمتحدة "الرؤساء يتغيرون والإدارات لا تتغير"، وأمريكا دولة تحكمها المؤسسات وليس الأشخاص. وتوقعت المهدي خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، أن تستمر العلاقات الاقتصادية بين مصر وأمريكا كما هي دون تغيير بتغير رئيس أمريكا حيث أن هذه العلاقات يحكمها اتفاقيات، وخاصة أكثر برجال الأعمال ومصالحهم المشتركة بين البلدين. ولفتت إلى ترامب شخصية غير قابلة للتنبؤ وليس لدية خبرة سابقة أو تجارب يمكن الحكم من خلالها على كيفية إدارته للبلاد والعلاقات المشتركة مع مصر، منبهة إلى أنه من الممكن أن يكون قريبًا جدًا من مصر أو عدوًا كبيرًا لها، فلا أحد يستطيع التوقع، على حد قولها. واتفق في الرأي الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، قائلًا إن أمريكا لا يقودها شخص بل تحكمها مؤسسات، وعلاقة مصر بها علاقة استراتيجية تحكمها المؤسسات وليس الحكام. وتوقع عبده خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، أن يكون فوز ترامب في الانتخابات الأمريكة لصالح مصر، بخلاف فوز هيلاري كلينتون، موضحًا أن فوز كلينتون كان سيعتبر استمرارًا لنظام أوباما دون تغيير. وأضاف أن نجاح علاقة بمصر وأمريكا تتوقف الآن على قوة ونجاح وكفاءة وزارة الخارجية المصرية في إدارة الملف الاقتصادي بين البلدين، والتأكيد على دور وحجم مصر في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح عبده أنه على صعيد العلاقات السياسية بين البلدين سيكون هناك موقف مختلف بين البلدين، حيث أن الرئيس السيسي تربطه علاقات إنسانية مع ترامب كانت قد تحدثت عنها هيلاري كلينتون أثناء زيارته إلى الأممالمتحدة والتي وصفتها وقتها بأن السيسي يدعم ترامب.