حصرته ملامحه الطيبة في أدوار الشيخ الحكيم ، والأب الحنون والرجل المظلوم، أحد أهم ممثلي زمن الفن الجميل، صاحب بصمات مميزة في عالم الفن، شارك في إعداد العديد من الممثلات ممن أصبحن نجمات صف أول، هوالفنان الراحل عبدالوارث عسر . تمر ذكرى ميلاد عبدالوارث عسر في شهر سبتمبر، حيث ولد عام 1894 بحي الجمالية، لأب يعمل في المحاماة وكان صديقا للزعيم سعد زغلول ، حرص على تحفيظ ابنه القرآن الكريم ، التحق عبدالوارث بمدرسة الحقوق ، واضطر بعد وفاة والده لتركها ليهتم برعاية أملاك الأسرة، فاختارته الظروف ليؤدي دور الأب والمسئول عن الأسرة، قبل أن يختاره المخرجون لتأدية نفس الدور على الشاشة. عبدالوارث قام بآداء دور الأب لمعظم النجوم والنجمات، وأنجب ابنتين، هما هاتور ولوتس، وله حفيد يعمل بالوسط الفني هو الفنان محمد التاجي ، والذي نفى مرارا وتكرارا وجود أي علاقة تجمع بين جده وبين الفنان أحمد عبدالوارث، حيث يعتقد البعض أنه نجله. عبدالوارث تم تكريمه مطلع العام الحالي 2016 من لجنة "الأبيض والأسود" التي تهتم بتكريم فناني زمن الفن الجميل، وتعقد بين وقت وأخر حفلات يحضرها ابناء وأحفاد هؤلاء النجوم، "مصراوي" التقى بالفنان محمد التاجي في حفل التكريم، وعبر عن سعادته بتكريم جده، مضيفا "شيء مفرح والواحد بيسعد بيه ان من حين لآخر نلاقي تكريم لشخصيات كبيرة زي دي، وانها مازالت في ذاكرة الأمة والعالم كله، هذا الرجل مازال موجود بعد العمر ده كله ، يبقى هو كان على الطريق الصح". رفض عبدالوارث أن يعمل حفيده بالفن، وعن سبب ذلك يقول التاجي "كان رافض دخولي المجال الفني لأنه طريق صعب، لكنه وافق بعدما وجدني مُصر، لكن طلب مني ألا استغل اسمه في الحصول على الأدوار، وألا أذكر صلة القرابة التي تجمعني به، وهو ما فعلته حيث عملت بالوسط الفني لمدة تزيد عن ال15 عام دون أن يعرف أحد أنه جدي، حتى بعد وفاته، عُرف الأمر في فترة متأخرة بعدما أصبحت أُطلب بالاسم في المشاركة بالأعمال الفنية، وخاصة بعد نجاحي في مسلسل ( البشاير ) ". يضيف التاجي " قالولي سمي نفسك محمد عسر قولت لا أنا محمد التاجي، مش هنكر اسم أبويا "، وعن رأيه في آدائه كممثل، قال "نادرا ما كان يشاهد أعمال فنية، بسبب ضعف نظره، لكنه شاهدني أكثر من مرة على خشبة مسرح الطليعة في بدايتي الفنية، واليوم الذي كان يأتي فيه إلى المسرح، يبقى أنيل يوم في العرض، يزداد توتري جدا، كنت أخاف منه للدرجة التي جعلتني اعتذر عن الوقوف أمامه في عمل عُرض علينا". ومن الأفلام التي يحب التاجي مشاهدتها لجده: " الملاك الظالم "، " عيون سهرانة "، " ليلة من عمري "، " شباب امرأة "، و" السكرتير الفني " التي جعلته يرى في جده كوميديان عبقري لم يتواجد مثله حتى الآن، " لم أجد كوميديان بعبقرية عبدالوارث عسر قدم شخصية الشيخ خميس في السكرتير الفني بشكل استمتع بمشاهدته حتى يومنا هذا". توفي عبد الوارث عسر في 22 أبريل عام 1982، بعد مشوار فني طويل، لم يكن فيه ممثلا فقط، بل شارك في كتابة سيناريوهات عدد من الأفلام، منها " عايدة "، " زينب "، و " قلب من ذهب "، بالإضافة لكونه صاحب الفضل في تعلم عدد كبير من الفنانين فن الإلقاء ، حيث وضع كتاب بعنوان '' فن الإلقاء ''، درسه بنفسه في عدد من المعاهد والكليات من بينها المعهد العالي للسينما ، وكلية الإعلام جامعة القاهرة.
