يحتفل العالم في الحادي عشر من أبريل باليوم العالمي لمرض الباركنسون" Parkinson's Disease" أو الشلل الرعاشي paralysis agitans، وهو مرض عصبي يؤدي إلى مجموعة من الأعراض أبرزها الرعاش، وبطء الحركة، والتصلب، أو ما يعرف بالتخشب، والذي ينتج عنه فقدان الاتزان. ويؤكد أغلب الأطباء والباحثين أنه لا يمكن إعطاء أرقام دقيقة لمرضى باركنسون في مصر، لأن أغلب المرضى وخاصة في المراحل الأولية من المرض يعتبرون أعراضه نتيجة كبر السن أو لمشكلات صحية أخرى، ولكن الإحصاءات المتوفرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية على سبيل المثال تشير إلى وصول عدد مرضى الباركنسون إلى المليون مصاب. وتعود تسمية المرض للدكتور جيمس باركنسون، وهو أول من وصفه عام 1817 في لندن، ويتم تشخيص المرض على الفحص السريري، إضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي (IRM). وبحسب الدراسات العلمية فإن خطر الإصابة بمرض Parkinson تزداد مع تقدم العمر، حيث أن أعراضه تبدأ بالظهور بعد سن ال50 في غالبية الحالات، ولكن الاخصائيين يؤكدون أن الأمر لا يعني عدم احتمال الإصابة في سن مبكرة، إذ بينّت الدراسات أن نسبة 10 في المئة من مرضى الباركنسون أصيبوا بالمرض قبل سن ال40. كما تؤكد الدراسات أن شخصين إلى ثلاثة من أصل 100 مصاب بمرض باركنسون يصابون بالمرض بعد عمر ال60 عامًا. واللافت أن غالبية مرضى الباركنسون وخاصة في المراحل الأولية من المرض يعتبرون أعراضه نتيجة كبر السن أو لمشكلات صحية أخرى فيهملون المؤشرات أو يتعاطون معها بخفة. ويقول توني شابيرا، البروفيسور في علم الأعصاب السريري، وطبيب أعصاب استشاري فىي كتابه "مرض باركنسون" إن مرض الباركنسون هو من أكثر اعتلالات الجهاز العصبي شيوعًا، ويؤثر المرض في حركة العضلات، وتعود معظم أعراضه إلى حدوث تلف في الخلايا العصبية من منطقة صغيرة جدًا من الدماغ وتتمثل مظاهره الأساسية بالارتعاش وتصلب العضلات والحركات البطيئة . وفي المراحل الأولى من مرض باركنسون يتأثر عادة جزء واحد من الدماغ فقط، أو يتأثر جزء منه أكثر من الجزء الآخر، ولم يعرف حتى اليوم سبب تأثر جزء من الدماغ قبل الآخر. ومن أعراض المرض، التباطؤ، والتصلب أو التيبس، مقاومة الجسم للحركة الفعالة، والارتعاش وعدم توازن وضعية الجسم، وتتضمن هذه الأعراض فقدان حاسة الشم والاكتئاب وأنواعًا محددة من اضطرابات النوم التي يقوم فيها الأشخاص ولاسيما الرجال بتمثيل الأحلام التي تراودهم بشكل عنيف أحيانًا. ويوضح شابيرا في كتابه أن تطور المرض هو انعكاس للنقص المستمر في الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في منطقة المادة السوداء، إضافة إلى بدء تناقص الخلايا العصبية في مناطق أخرى من الدماغ حتى لا علاقة لها بإفراز الدوبامين. ويصاب كثير من مرضى باركنسون بالإحباط، وهو رد فعل طبيعي على المرض، وتشير بعض الدراسات إلى أن الأمر قد يحدث لدى نسبة تصل إلى 75 % من مرضى باركنسون، وغالبًا أن ذلك جزء من المرض، وماتشخص هذة الحالة من يشعر المرضى أحيانًا أن ذلك جزء من المرض ولكن هذا غير صحيح، ولابد من معالجة مشكلة الإحباط على حدة. ويتابع شابيرا: أن العلاج الطبي الذي يمكن استخدامه للتخفيف من أعراض المرض، يتضمن الأدوية المنتجة حديثًا مثل راساجيلين ورقعة روتيجوتين، وأشكال نواهض الدوبامين التي يتم تناولها مرة في اليوم، مثل براميبيكسول وروبينيرول، وتتضمن الأدوية الأخرى التي هي في مرحلة أخيرة من التطور العيادي سافينامايد، ومجموعة من الأدوية يطلق عليها أديناوسين A2A المضادة، وأظهر سافينامايد أنه مفيد للأعراض الحركية عند إضافتة إلى ليفودوبا ونواهض الدوبامين الموجودة أساسًا. أما الدكتورة مروة حنفي أبو عميرة، المدرس المساعد بقسم المخ والأعصاب بالمستشفى الجامعي، أن الباركنسون هو مرض مزمن عصبي يحدث اضطرابات في النظام الحركي نتيجة إثر الخلايا التي تفرزها مادة الدوبامين. وتعتقد أبو عميرة أن من مسببات المرض التلوث البيئي من خلال التعرض للرصاص، والحمى والتهاب المخ، وأدوية معينة لمعالجة الضغط كانت تؤدي إلى الإصابة بالباركنسون، ونوع من المبيدات الحشرية تسبب المرض، وأن المرض له علاقة بالوراثة من الممكن حدوث مشكلة في جينات معينة لها علاقة بالمخ ومع توارثها تسبب الباركنسون. وأوضحت أبو عميرة أن الحالات المصابة بمرض الباركنسون التي تأتي المستشفى تكون على فترات متباعدة، وغالبًا تكون فوق ال55 عامًا، ومعظمهم رجال وبعد الكشف عليهم ومعرفة الحالة تحال الحالات المتدهورة إلى القصر العيني للمعالجة والفحص، أما الحالات المبدئية يتم اكتشافها بمستشفى الفيوم الجامعي، ويتم معالجتها مبكرًا قبل التدهور.