"زلة لسان" تلك الجملة باتت عاملًا مشتركًا بين إقالة وزير العدل المستشار أحمد الزند، وسابقه المستشار محفوظ صابر، فالأول خانه التعبير برده على سؤال وجه إليه هتحبس الصحفيين؟ ليجيب هحبس النبي، والآخر أطلق تصريحات مفادها أن ابن الزبال ليس من حقه أن يصبح قاضيًا، ليجد الوزيرين "السوشيال ميديا" لهما بالمرصاد إلى أن أقيلا من منصبهما. ففي شهر مايو الماضي ظهر المستشار محفوظ صابر، وزير العدل في حكومة "محلب"، ببرنامج البيت بيتك المذاع على فضائية "تن" وأطلق تصريحات بإن ابن عامل النظافة لن يصبح قاضيًا، لأن القاضي لا بد أن يكون قد نشأ في وسط مناسب لهذا العمل، مبديًا احترامه لعامل النظافة. وأضاف صابر أن ابن عامل النظافة لو أصبح قاضيًا سيتعرض لأزمات عدة، ولن يستمر في هذه المهنة، قائلًا "كتر خير عامل النظافة إنه ربى ابنه وساعده للحصول على شهادة، لكن هناك وظائف أخرى تناسبه". بعدها عمت موجه من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي ودشن متسخدموها وقتها هاشتاج " أقيلو_وزير_العدل " وغرّد البعض قائلًا "دول ولاد الناس البسيطة وصلوا لمناصب عليا في باقي بلاد العالم واليابان عملت تمثال لعامل النظافة مش احتقروه تبًا لوزير لعدل". الأمر الذي دفع حكومة محلب لمطالبة وزير العدل بتقديم استقالته، وأكد بيان لمكتب رئيس الوزراء وقتها قبول الاستقالة مشيرًا إلى أن تصريحاته المثيرة للجدل كانت "زلة لسان". وبعد أن أدى اليمين الدستورية، كوزيرًا للعدل خلفًا ل "محفوظ "، قال المستشار أحمد الزند، في لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، في برنامج " نظرة" المذاع على فضائية صدى البلد، إن تصريحات وزير العدل السابق، المستشار محفوظ صابر، حول ابن عامل النظافة كانت غير مقصودة و"زلة لسان"، موضحًا أن "صابر" لم يقصد أبدًا الإساءة أو الإهانة لأبناء عمال النظافة على الإطلاق، مشيرًا إلى أن الإنسان بطبيعته خطاء، ووزير العدل السابق شخصية محترمة، ولم يقصد أن يهين أي فرد في المجتمع. يبدو أن تلك الكلمات لم تعف وزير العدل المقال، أحمد الزند، ولم تنبه حينما جلس على نفس الكرسي بذات البرنامج "نظرة" مع الإعلامي حمدي رزق، ليرتكب "زلة لسان" أكبر من سابقه، فردًا على سؤال رزق هتحبس الصحفيين الدستور بيمنع كده؟ فأجابه الزند قائلًا: "لو النبي أخطأ هحبسه استغفر الله العظيم"، ما أثار غضب العديد من المواطنين الذين دشنوا هاشتاجًا يطالبون فيه بإقالة وزير العدل. واعتذر الزند بعدها عن تصريحاته، موضحًا أنه لم يقصد ذلك، وأن هناك بعض من مستخدمي "فيسبوك" تناولوا الموضوع بشكل شخصي يرجع إلى انتماءات البعض الإخوانية، قائلًا: "أخشى أن يكون أحد الصحفيين، هو الذي أثار هذه الزوبعة من خلال السوشيال ميديا.. وأنا استغفرت الله العظيم مرات ومرات ومرات". وتابع: "يا سيدي يا رسول الله جئتك معتذرًا، وأنا أعرف أن اعتذاري مقبولاً لأن رسول الله قَبِلَ اعتذار الكفار عندما أطلق سراحهم خلال فتح مكة، وقال لهم اذهبوا أنتم الطلقاء، وأنا لست منهم، ولكن المسألة تم إثارتها لأغراض سياسية.. وهكذا إعلام مصر والسوشيال ميديا". وأشار الزند إلى أنه لم يقصد بالطبع هذه التصريحات، قائلًا: استغفرت الله العظيم في التو واللحظة، وأقول للي بيفهم في اللغة العربية، إن ده أمر افتراضي، ولا أحد يتاجر بمشاعري تجاه ديني وسيد الخلق عليه الصلاة والسلام"، مضيفًا: محدش يزايد عليّا.. أنا حافظ معظم القرآن الكريم، وأحافظ على الصلاة، وأداوم على الحج والعمرة كل عام، ومش عاوز اتكلم عن نفسي، وكل اللي بيثيروا هذه الزوبعة مايجوش 40 أو 50 واحد، وأنا أرفض هذا إطلاقًا". الاعتذارات والأسف لم تعف وزير العدل المقال من محاكمة "السوشيال ميديا"، ولم تهدأ المعركة سوى بإصدار المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، قرارًا بإعفاء المستشار أحمد الزند، وزير العدل من منصبه، بعد تصريحاته المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.