بنايات مميزة تكلفت ملايين حتى أنشئت، امتدت لارتفاع 3 طوابق، مقسمة إلى عنابر لرعاية وعلاج المرضى جميعها خاوية، يسودها الهدوء التام، هذا ما يظهر عند دخول وحدة طب الأسرة بدموة، الواقعة على طريق دكرنس- المنصورة. تكلف إنشاء وحدة طب الأسرة بين 7 إلى 8 ملايين جنيها، وتخدم أكثر من 80 ألف نسمة يعيشون بالوحدة المحلية بدموه التابعة لمركز دكرنس، بمحافظة الدقهلية.
"ولاد البلد" تجولت في وحدة طب الأسرة بدموه، لترصد الأوضاع على أرض الواقع، فعلى مساحة 2000 متر يوجد مبنى مكون من 3 طوابق، تتناثر منه عنابر للمرضى ومعمل تحاليل الدم وغرف للأشعة وجهاز صدمات القلب وجناح للعمليات وغرفة إفاقة وعيادات أسنان وباطنة، تفصلهم ممرات وطرقات طويلة مكسية بالرخام الأبيض يكسوهم الغبار والأتربة الكثيفة كأن المكان مهجور منذ عشرات السنوات.
إحدى غرف المركز رافق مراسل "ولاد البلد"، الدكتور سعد مكي، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، خلال إحدى الزيارات للوحدة، برفقة الدكتور جمال شيحة، رئيس جمعية مرضى الكبد بالدقهلية، أواخر العام المنصرم، أثناء تفقدهم للوحدة لإعادة هيكلتها ضمن عدة وحدات وقع الاختيار عليها، ضمن بروتوكول تعاون بين صحة الدقهلية والجمعية لافتتاحهم مراكز لرعاية مرضى الكبد بالدقهلية، ولكن توقف المشروع فجأة عن الاستمرار في العمل دون إبداء أية أسباب واضحة من الطرفين.
مكي وشيحة يتفقدان غرفة العمليات بالمركز وعلق مكى على ذلك خلال هذا الوقت بأنه اكتشف أن هذه الوحدات ستكون علاجًا بأجر يستفيد منه جمعية رعاية مرضى الكبد فأوقف البروتوكول، وجار العمل على تحويل هذا الوحدات لمراكز غسيل كلوي. "منذ رئاستي الوحدة المحلية بدموه عام 2012 وأنا أحاول جاهدا في تشغيل الأجهزة والعنابر بها وخاطبت جميع المسؤولين الذين تولوا مديرية الصحة بالدقهلية الأربع سنوات ولكن لم تستغل" هكذا استهل المهندس عبد المنعم حبيب، رئيس الوحدة المحلية بدموه، حديثه المليء بالأمل والتفاؤل وأنه يستطيع تشغيل الوحدة بتخصصات جديدة والاستفادة من الأجهزة الطبية المهدرة بالمركز. يقول حبيب، وحدة طب الأسرة بدموه، بها31 غرفة موزعة على طابقين كل غرفة بها 2 أسرة وكومدينو وترابيزة مأكولات ودورة مياه كاملة بالسخان والشفاط، وكل ذلك مغلق نهائيا، وطالبت مرارا وتكرارا بانتداب أطباء نساء وتوليد وعظام وعيون وفني تحاليل وأشعة لتشغيل عيادات مختلفة بالوحدة من مستشفى دكرنس العام، ولكن جميع المسؤولين رفضوا ذلك، لافتًا إلى أن المستشفى به 53 طبيب نساء وولادة، و29 طبيب باطنة، و22 طبيب جلدية، و19 طبيب عظام، و26 طبيب عظام، و10 أطباء أنف وأذن، وكل ذلك غير مستغل.
إحدى غرف المركز واستكمل حبيب أن ذلك المبنى شيد عام 2006 بتكلفة بلغت من 6 ملايين إلى 8 ملايين جنيها، وتم تزويده عن طريق تبرعات أهالي القرية بأحدث الأجهزة الطبية والأسرة وجميع المفروشات، بالإضافة إلى وجود جناح وطابق كامل للعمليات مجهزة بالأجهزة الطبية وكل ذلك محبوس داخل غرف مغلقة. جهاز تحاليل الدم ويضيف حبيب أنه أثناء زيارة المهندس إبراهيم محلب لمحافظة الدقهلية أواخر العام الماضي ومعه وزير الصحة، تفقد الدكتور عادل عدوي المبنى والتجهيزات الطبية وفوجىء بأن كل هذه الإمكانيات غير مستغلة ووجه وكيل الوزارة باستغلالها وحتى الآن ما زال الوضع كما هو عليه.
جهاز الأشعة ويقول الدكتور هشام مسعود، وكيل مديرية الصحة بالدقهلية، إن الوزارة كلفت جميع وكلاء الوزارة على مستوى الجمهورية بعمل حصر شامل لجميع وحدات طب الأسرة المجهزة بكامل طاقتها الفنية والمعدات الطبية لوضع خطة عمل للاستفادة منها وتشغيلها لتقديم خدمات طبية للمرضى. ويضيف مسعود حصرنا جميع الوحدات على مستوى المحافظة، وأرسلنا كشفا بها لوزارة الصحة، وفي انتظار الرد لكيفية الاستفادة من هذه المعدات والتجهيزات الطبية ببعض الوحدات التي بالمحافظة.
جهاز صدمات كهربائية للقلب بينما يقول حسني محمود، أحد مواطني قرية دموه، نطالب وزير الصحة، باستغلال وحدة طب الأسرة بدموه وتشغيلها لجميع العيادات المختلفة للكشف لأهالي الوحدة، إذ إن الوحدة لا يوجد بها غير تخصصات باطنة وأسنان فقط. ويضيف حسني"عايزين عيادة نسا وولادة وعظام وجراحة، وفنى أشعة وتحاليل"، إذ إن الوحدة بها تجهيزات طبية على أعلى مستوى تم شرائها بالجهود الذاتية بداية من أسطوانات الأكسجين وغرفة الافاقة وجهاز تحاليل وجهاز أشعه وجناح عمليات كامل مجهز بأحدث الأجهزة، وبلغت تكلفتة المادية فوق المليون جنيه، وكل ذلك داخل حجرات مغلقة لا يتم الاستفادة منه نهائيا.
حسنى يطالب بتشغيل غرفة الأفاقة "كل يوم لازم يحصل حادث على طريق دكرنس- المنصورة ولما سيارة الإسعاف تيجي تكون الناس ماتت" هكذا يستهل مختار إبراهيم وصفه لكثرة الحوادث على طريق دكرنس - المنصورة. ويطالب مختار بتحويل وحدة طب الأسرة إلى جناح طوارىء فقط لسرعة إنقاذ المصابين بسبب الحوادث التي تنتج على هذا الطريق، لافتا إلى أنهم قدموا العديد من الشكاوى والمطالب إلى المسؤولين بصحة الدقهلية لتشغيل المعدات الطبية بالوحدة والاستفادة منها، بدلا من وجودها في حجرات مغلقة، لكن جميعها باءت بالفشل، حتى في زيارة الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة والسكان الأسبق، أثناء زيارته للمركز وجه المسؤولين بسرعة تشغيل الوحدة والاستفادة من إمكانياتها ولكن لم يحدث ذلك حتى الآن. إحدى دورات المياه بغرف بالمركز يقول السيد محمد، أحد مواطنى قرية دموه، "أنا والدي تعب وجاله أزمة قلبية وروحنا بيه مستشفى الطوارىء ملقناش سرير فاضي لاستقباله وكان هيموت وفضلنا يومين لحد ما اتوفر له سرير، وعندنا في وحدة طب الأسرة بدموه عشرات الأسرة تكسوها الأتربة والصدا لعدم استخدامها". ويطالب محمد، مسؤول الصحة بالدقهلية باستغلال المباني الشاسعة والتجهيزات الطبية بالوحدة في جناح طوارىء أو عنايات مركزة ليس في فتح عيادات أو تخصصات جديدة، لأن الوحدة بها غرفة عمليات غير موجودة بمستشفى دكرنس ومجهزة بأحدث الأجهزة الطبية ولكن مع الأسف مغلقه في وجه المرضى. معمل التحاليل بالمركز ويقول الدكتور تامر الطنبولي، مدير الإدارة الصحية بدكرنس، إن وحدة طب الأسرة بدموه من أفضل الوحدات على مستوى المركز من ناحية التجيهزات الطبية عالية الجودة والمستوى، بالإضافة إلى مساحتها الشاسعة التى تمتد ل2000 متر ومقسمه إلى ثلاثة أدوار كاملة. ويضيف الطنبولي أن الوحدة كانت من قبل مستشفى تكاملى ويجرى بها بعض العمليات والتخصصات الجراحية ولكن بعد قرار وزارة الصحة بإغلاق مستشفيات التكامل، لعدم وجود كوادر بشرية تعمل على تشغيلها، فتم تحويلها لمركز طب أسرة مرة أخري، لافتا إلى أن مركز دكرنس يوجد به وحدتين طب أسرة مجهزين بكامل التجهيزات ولم يستغلوا، وهم دموة ونجير، وأرسلنا مذكرة لمديرية الصحة بذلك بناء على حصر الوحدات التي كانت تعمل كمستشفى تكامل من قبل للاستفادة منها.