نظم إصدار "الفيومية" التابع لمؤسسة "ولاد البلد" للخدمات الإعلامية مساء اليوم الخميس، بالتعاون مع فرع ثقافة الفيوم، ندوة بعنوان "حرية الفكر والإبداع بين دستور يعظمها وقانون يجرمها"، بمكتبة الفيوم العامة، حاضر فيها كلٍ من: الكاتب والروائي الكبير عبده جبير، وأحمد عبد القوي، المحامي، والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، والكاتب والأديب عصام الزهيري، وبمشاركة عدد من المثقفين بالفيوم، وأدارتها منال محمود، مدير مكتب "الفيومية". وقال الروائي عبده جبير، في كلمته خلال الندوة: للأسف شباب وكلاء النيابة أغلبهم أصوليون من مجتمعات محافظة، فنرى مثلًا أن محكمة الدرجة الأولى في قضية أحمد ناجي برأته، ولكن النيابة طعنت على الحكم وأعادت القضية للاستئناف والتي قضت بسجن ناجي عامين، وهو حكم مخالف لنصوص الدستور، وهذا تكرارًا لما حدث مع إسلام البحيري وفاطمة ناعوت. وأضاف جبير: حوّل النظام الرواية إلى حدث عالمي، ووصل عدد من قرأوا الرواية إلى قرابة المليون، بعد أن كانت متدوالة في محيط ضيق، هذا غباء من قبل النظام والذي يعمل ضد نفسه، فكثير من المسؤولين يتخذون قرارات كثيرة تضر بالنظام وتزيد الغضب ضده، فالحكم وضع البلد كلها في مأزق. وأردف جبير قائلًا: ناجي لم يحمل سلاحًا ولم يدعو إلى العنف، ولكنه كتب ما يريد بالشكل الذي يريد وهذا حقه. وتلاه كلمة أحمد عبد القوي زيدان، المحامي والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، والتي قال فيها: الكثير من القوانين والتي عوقب بنصها ناجي وفاطمة ناعوت وإسلام البحيري وغيرهم، هي قوانين مخالفة لمواد الدستور، والتي تنص مواده على أن حرية الإبداع مكفولة للجميع، بل وألزم الدولة بحمايتها وضمانها، ولكن ليست المشكلة في النصوص القانونية فقط، بل هذه الأحكام صادرة قاض رجعي، وهي أحكام ربما تتسق مع ذهنية التجريم والتحريم والتي تسود داخل قطاع كبير من رجال النيابة والقضاء، كما تسود داخل قطاعات كبيرة من المجتمع فهي نتاج سيادة التيار السلفي خلال سنوات طويلة. وأضاف عبد القوي، لكي نقضي على هذه السيادة الرجعية، لابد من محاربتها على كافة المستويات، وهذه مسؤولية المثقفين والسياسيين، والذين عليهم أن يخوضوا معركة التنوير، والضرب في عمق هذه الأفكار الرجعية في أحشاء المجتمع، مردفا، الحل والضمان الوحيد لتطور المجتمع هو حرية الفكر والإبداع. وبدأ الروائي والباحث عصام الدين الزهيري، كلمته قائلًا إن الواقع أصبح محزن، فلا يمكن قراءة واقعة سجن ناجي بمعزل عن سجن فاطمة ناعوت وإسلام البحيري وكرم صابر، والذي يخبرنا بأن الجميع أصبح معرض للحبس لمجرد إبداء رأيه الفكر أو الإبداعي، مضيفًا: نحن لا نزال غير قادرين على استيعاب حرية الفكر والتعبير، فما زلنا نتعامل بإرث سلفي تربوي. واستكمل الزهيري: المجتمع ليس محافظًا كما يدّعي فالكلمات التي ذكرها ناجي في روياته، والتي أقامت الدنيا ولم تقعدها نسمعها يوميًا في الشارع والمواصلات، وإذا نظرنا إلى تراثنا العربي فسنجد أنه ملىء بالكثير من الكلمات التي يعتبرونها الآن خادشة للحياء فحاكموا إذًا من كتبوا هذه الكتابات. وأردف الزهيري، لقد قدم ناجي في روياته قضية جنس مأزوم أفرزها نظام اجتماعي مأزوم، وعبر عنها وصاغها بالشكل الذي أرتآه أكثر قدرة على إيصال فكرته.