الطرق الصحراوية، تشكل خطرًا دائمًا للمواطنين، لا ترحم صغيرًا أو كبيرًا، تلتهم من يمر عليها، في حوادث طرق تتكرر يوميًا ، دون تدخل من المسؤولين لتقليل بحور الدم. فهنا فقدت الأسرة عائلها، والأم نجلها والزوج زوجته، على رصيف لا يرحم أحد، بسبب الحوادث المتلاحقة عليه، والتي تسببت في مقتل 10 أشخاص وإصابة 86 خلال أسبوع فقط، فضلًا عن مقتل آخرين لم يستطع المسؤولون عن الصحة بقنا حصر عددهم، نظرًا لتحويل معظم الحالات الخطرة إلى مستشفى سوهاج وأسيوط لقلة الإمكانيات في مستشفيات المحافظة. مواطنون يصرخون "حسبي الله ونعم الوكيل أرواحنا هتروح هدر ومحدش سائل فينا"، وآخرون يطالبون بتوسعة الطريق ليكون ذهابًا وإيابًا مع وجود فاصل بينهما، وآخرون أيضًا يطالبون بتحسين الخدمات الصحية في المستشفيات الصحية وإنشاء نقط إسعاف على الطرق الصحراوية، لإسعاف المصابين في أقرب وقت ممكن، وأيضًا المطالبة بتحسين الخدمات الأمنية والمرورية على الطريق للحد من السرعة الجنونية لقائدي السيارات وضبط متعاطي المخدرات منهم. يقول حسام السيد، طالب، إن الطرق الصحراوية بقنا، خطر يداهم من يمر عليها، فهناك أشخاص يروحون ضحية هذه الطرق في حوادث مستمرة، وآخرون يصابون، ويتم نقلهم إلى المستشفيات الأخرى خارج المحافظة، ما يتسبب في تأخر علاجه، ويتوفى بسبب الحوادث والإهمال الطبي في المستشفيات بقنا. ويقول أشرف رفعت، مدرس، إن الطرق الصحراوية بقنا رديئة للغاية وغير صالحة، بسبب وجود منحنيات ورداءة الطريق وضيقه، وعدم وجود إشارات تحذيرية أو مرورية، على جنبات الطريق، لتعريف السائق بالمنحنيات وغيرها من المناطق التي تسبب في وقوع حوادث بشكر مستمر. وتقول ريهام محمد، طالبة، إن السرعة الجنونية لقائدي السيارات، تعد أحد العوامل الأساسية في وقوع حوادث بشكل مستمر، ويرفض السائق الاستجابة لطلب مستقلي السيارة بتهدئة السرعة في معظم الأحوال، مطالبة بضرورة تشديد الرقابة المرورية في هذه الطرق ، وضبط المخالفين، وعمل تحاليل لقائدي السيارات للتأكد من تعاطيهم المخدرات من عدمه. " حسبي الله ونعم الوكيل"، هكذا يقول عبد الهادي السيد، مزارع، موضحًا أن الطرق الصحراوية يمر عليها العديد من المواطنين يوميًا سواء لسفرهم لمحافظات أخرى، أو قضاء أعمالهم في مدينة قنا نظرًا لوجود معظم المصالح الحكومية هناك، مطالبًا المسؤولين بضرورة العمل على حل هذه المشكلة في أسرع وقت حتى لا يروح أبرياء يوميًا. ويشير وليد أحمد، مؤهل عال، إلى أن محاربة الإهمال والفساد أصعب بكثير وأهم من محاربة الإرهاب، فالإرهابيين معروفين للجميع ، أما الفساد فيتظاهر صانعه بالعفة والكرامة ويأخذ كل ما يريد حتى إن كان ذلك سيتسبب في وقوع ضحايا أو مصابين، قائلًا " على بال ما يتكشف تكون الدنيا خربت". ويطالب حسن محمود، محاسب، بضرورة إنشاء نقاط إسعاف على الطرق السريعة، لسرعة إسعاف ونقل المصابين، فضلًا عن تحسين الخدمات داخل المستشفيات سواء العامة أو الجامعية بقنا، للحد من نقل المصابين إلى مستشفيات خارج المحافظة، وهذا يتسبب في تأخر في سرعة إسعاف المريض وهو في أشد الحاجة للعلاج، فضلًا عن أن تواجد المصاب في مستشفيات خارج المحافظة يتسبب أيضًا في وجود إرهاق وتعب ومصاريف لأهل المصاب، لقيامهم بالحجز في فنادق ربما تصل لمدة شهر ، لمرافقة المريض، فضلًا عن الطعام والشراب، قائلًا "هيلاقوها منين ولا منين". ويشير أحمد علي، مهندس، إلى ضرورة إنشاء شبكات تصريف للأمطار على الطرق الصحراوية، حتى لا تؤدي إلى تهالك الطرق، فضلًا عن وضع لوحات إرشادية مضيئة، وضرورة وجود مراقبة من الأجهزة الأمنية على سرعة السيارات على الطرق السريعة. ويقول الدكتور أيمن خضاري، وكيل وزارة الصحة بقنا، إن مستشفيات قنا التسعة تتلقى يوميًا ضحايا ومصابين في حوادث طرق، سواء كان تصادم للسيارات، أو انقلابها نتيجة لاختلال عجلة القيادة، فضلًا عن الإصابات الناتجة في تصادم الدراجات البخارية، مرجعًا السبب إلى السرعة الجنونية لقائدي السيارات والدراجات البخارية. ويشير خضاري إلى أن مستشفى قنا ونجع حمادي العام، الأكثر استقبالًا للحوادث، وأن الإحصائيات الرسمية لعدد الضحايا والمصابين من أبناء قنا، لم يتم حصرها، نظرًا لتحويل عدد كبير من المصابين، ممن لا يمكن إسعافهم بسبب نقص الإمكانيات وهم في حالة خطرة، إلى مستشفيات سوهاج وأسيوط، وربما يتوفون داخل هذه المستشفيات. ويوضح أنه جار إنشاء وحدة إسعاف داخل الوحدة الصحية بقرية "بركة" بنجع حمادي، لتكون أقرب في نقل المصابين حال وقوع حوادث على الطريق الصحراوي الغربي نجع حمادي – قنا، لسرعة إسعاف المصابين. وكان اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ قنا، صرّح ل " ولاد البلد "، في نوفمبر الماضي، أنه من المقرر وضع إشارات مرورية وتحذيرية على الطرق السريعة خلال الأيام القليلة المقبلة، فضلًا عن وجود رادارات لمراقبة السائقين بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، ووضع إشارات عاكسة والتي تسمى ب"عيون القطط"، لتعكس أضواء السيارات على الطريق. ووفقًا لمصادر أمنية وطبية، فقد أصيب يوم الأربعاء 10 نوفمبر ضابط و3 مجندين ونجا 18 سائحًا صينيًا في حادث تصادم سيارة شرطة وأتوبيس سياحي عند الكيلو 42 بطريق قنا – سفاجا، وأصيب 21 آخرين في حادث تصادم أتوبيس عند الكيلو 35 بطريق قنا – سوهاج الصحراوي يوم الجمعة الماضية، وفي يوم السبت لقي اثنين مصرعهما وأصيب 16 في حادث انقلاب سيارة ميكروباص عند الكيلو 70 بطريق قنا – سوهاج، وأصيب 6 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بالطريق الصحراوي الغربي قنا – نجع حمادي، يوم الأحد الماضين وبالأمس لقي 8 مصرعهم وأصيب 25 آخرين في حادث تصادم سيارتين بطريق قنا – سوهاج الصحراوي، فضلًا عن إصابة آخرين في حوادث متفرقة.
