منذ أربعة أيام، استيقظت مصر على خبر حصول الطالب عبدالرحيم راضى، بكلية الصيدلة بجامعة الأزهر بأسيوط، على المركز الأول بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم بماليزيا، وحصد لقب قارئ العالم، الذى غاب عن مصر، منذ عام 2010، إذ فاز به أنذاك الشيخ هانى الحسينى. وعمت الأفراح جميع أرجاء الجمهورية، فرحا بهذا الطالب الذى رفع اسم مصر عاليا، فى الوقت الذى تواجه فيه البلاد ضربة تلو الأخرى، ولا تكاد تخرج من أزمة حتى تليها أكبر منها، وخرجت محافظة سوهاج، منشأ طالب الأزهر، عن بكرة أبيها، واستقبلته استقبال الفاتحين، عرفانًا وتقديرًا منها، بالمجهود الذى بذله، ونجاحه فى التفوق على أعتى القراء الذين أتوا من كل الدول، ليتباروا فى المسابقة الأشهر والأقوى فى العالم كله. وأقامت محافظة سوهاج، حفلًا لتكريم الطالب، حضره الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ الإقليم، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية، الذين هنأوا الطالب، ودعوا جميع زملائه، أن يحذوا حذوه، بعد أن تمكن فى رفع اسم مصر عاليًا، ببركة القرآن الكريم. وأعلنت مشيخة الأزهر إقامة حفل لتكريم الطالب، الذى وصفته بأنه يعد نموذجًا للأزهريين، المتفوقين فى دراستهم، والحاملين لكتاب الله، العاملين به، ويتخذونه منهجا ودستورًا لهم، وتم إلغاء الحفل قبيل بدئه بلحظات، لوفاة الدكتور محمد المختار المهدى، الرئيس العام للجمعية الشرعية الرئيسية. وأعلنت رئاسة الجمهورية، عن تحديد موعد مع الطالب، لتكريمه من قبل الرئيس السيسى، ومنحه شهادة تقدير، لدعمه فى مشواره الذى بدأه منذة فترة طويلة. وبعد أربعة أيام، من تصدر طالب الأزهر، لوسائل الإعلام المقرؤة والمسموعة والمرئية، فجر مصدر بالسفارة الماليزية، مفاجأة من العيار الثقيل، هزت أرجاء المجمتع المصرى، تفيد بعدم حصول عبدالرحيم راضى، على أى تأشيرة من الأساس لدخول البلاد، ما وضع المؤسسة الدينية، التى أصدرت بيانًا وهنأته، فى حرج بالغ. وقال المصدر في تصريح لمصراوى، إن المسابقة تقام سنويا فى شهر شعبان، نافيًا فوز الطالب بأى مسابقة من دولة ماليزيا، أو حصوله على تأشيرة دخول. ومن جانبه، قال الشيخ محمد فؤاد عضو لجنة اختيار المشاركين فى المسابقة العالمية للقرآن الكريم بماليزيا، إن اللجنة لم تبدأ عملها حتى الآن، ولم تختار أى شخص لتمثيل مصر، بالمسابقة التى تقام فى ماليزيا. وأضاف فؤاد في تصريح لمصراوى، أن السفارة الماليزية تخاطب وزارة الأوقاف فى كل عام، لترشيح شخصيات للمشاركة فى المسابقة العالمية للقرآن الكريم، التى تعقد فى منتصف شعبان من كل عام، مشيرًا إلى أنه لم يتم اختيار أى شخص حتى الآن. وأكد عضو اللجنة، أنه لا يدرى حتى الآن سبب ادعاء طالب كلية الصيدلة، حصوله على المسابقة، على الرغم من أن موعدها لم يأتى بعد. فيما تواصل مصراوي، مع الداعية محمد جابر دلول، الباحث والمحاضر بالجامعات والمراكز الثقافية الماليزية، والذى أعلن تعاطفه مع الطالب المصرى، بسبب ما سيتعرض له خلال الفترة المقبلة، بسبب ادعاءاته. وقال دلول، أن الطالب خُدع بسبب وجود الكثير من صغار القراء حوله، يحصلون على الشهرة بطريقة سريعة، فأراد أن يلمع نجمع مثلهم، ولم يأخذ فى الحسبان عواقب ما يفعله. وأضاف الداعية، في تصريحاته لمصراوى من ماليزيا، أن المسابقة تقام سنويا فى ال 15 من شعبان، وتشارك فيها مصر، بعد ترشيح شخصيات من وزارة الأوقاف، ويتم اختيارهم على أساس الحفظ والإتقان وفن الآداء. وأوضح، أن المسابقة تقام فى منتصف شهر شعبان، بمشاركة العديد من الدول، ويعطى لكل متسابق ورقة، تحتوى على آيات من القرآن، يتولها بصوته، أمام اللجنة، وتبدأ مرحلة التصفية. وأشار إلى أن المسابقة تقام للشباب والفتيات، ومثلت فيها مصر من قبل الشيخة سمية على الديب، وحصلت إيران على المركز الأول العام الماضى، وتوفى الفائز فى حادث رمى الجمرات بمنى، خلال موسم الحج. فيما رفضت ووزارة الأوقاف، التعليق على الواقعة من قريب أو بعيد، بالرغم من أنها الجهة المنوطة بترشيح من تنطبق عليهم الشروط للمسابقة، واكتفى الشيخ محمد عبدالرازق رئيس القطاع الدينى بغلق هاتفه المحمول. وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، إنه أجرى اتصالًا هاتفيًا بصلاح الوسيمى سفير مصر بماليزيا، وأخبره عدم دخول الطالب إلى البلاد، أو فوزه المسابقة. وأضاف شومان في تصريح له، أنه هاتف سفارة ماليزيا بالقاهرة، وأخبرته أن المسابقة تقام فى شهر شعبان، منوهًا إلى أنه كلف نائب رئيس جامعة الأزهر بأسيوط، للتحقيق مع الطالب ومعرفة الأمر. من جانبه، قال الدكتور احمد حسنى نائب رئيس الجامعة الأزهر، إن الجامعة ستجرى تحقيقا عاجلا فى الأمر، لمعرفة مدى حصول طالب كلية الصيدلة، على المركز الأول فى المسابقة العالمية للقرآن الكريم بماليزيا، من عدمه. وأضاف حسنى في تصريح لمصراوى، أنه إذا ثبت كذب الطالب، سيتم إحالته على الفور لمجلس تأديب، لاتخاذ قرار بشأنه، مشددا على أنه سيتم فصله حال إدانته. وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر، أن الجامعة ستجرى اتصالا بسفارة ماليزيا بالقاهرة، لمعرفة مدى حقيقة حصول الطالب على الجائزة من عدمه. وعقب انتهاء التحقيقات، قررت جامعة الأزهر، إحالة الطالب عبد الرحيم راضي، لمجلس تأديب بسبب ادعاءاته الكاذبة بحصوله على المركز الأول بالمسابقة العالمية لحفظ القرآن بماليزيا، وقال الدكتور أسامة عبد الرؤوف نائب رئيس جامعة الأزهر، إن الدكتور عباس شومان وكيل المشيخة أجرى اتصالًا هاتفيًا بصلاح الوسيمي سفير مصر بماليزيا، وتبين أن الطالب لم يدخل الدولة من الأساس، علاوة على أنه لم يقدم حتى الآن ما يفيد بحصوله على الجائزة العالمية.
