واصل الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة فعاليات حملة التوعية بمرض سرطان الثدي، اليوم الجمعة، بكايرو فيستفال سيتي مول، بمشاركة العشرات من طلاب كليات الصيدلة في 32 جامعة مصرية، وبمشاركة متميزة للفنانة سيمون، بالإضافة إلى نخبة من الأطباء المتخصصين في أمراض السرطان بالمعاهد والجامعات المصرية ممن شاركوا في عملية التوعية بطبيعة مرض سرطان الثدي والعوامل المؤدية للإصابة به وكيفية الكشف المبكر عن السرطان وإنقاذ المريض في المراحل الأولى من المرض. وأوضحت الدكتورة نجلاء عبدالرازق، رئيس الجمعية المصرية لسرطان الثدي، أن ارتفاعًا ملحوظًا ظهر في نسب الإصابة بسرطان الثدي بين السيدات، حيث ارتفعت النسبة لتكون سيدة من بين كل 8 سيدات، لافتة إلى أن هذا المرض يعد ثاني أكبر أسباب الوفاة بين السيدات بعد أمراض القلب. وأشارت إلى عدد من العوامل المؤدية للإصابة بسرطان الثدي، من بينها العامل الجيني والتاريخ الوراثي لعائلة الأب أو الأم، وكذلك العامل الهرموني وتاريخ أول ولادة للسيدة والتي يؤثر فيها تأخر الزواج للفتيات بسبب هرمونات الأنوثة غير المستخدمة، والتي تساعد على تحفيز الخلايا السرطانية في جسم الإنسان أو استمرار الدورة الشهرية لسنوات أطول، والعوامل الخارجية كتناول الهرمونات مثل منشطات التبويض ومعوضات سن اليأس؛ علاوة على التدخين أو تناول السيدات للكحوليات، ونقص فيتامين (د) وعدم ممارسة الرياضة. وأكدت "نجلاء" أن ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي وصحي سليم أحد أهم أساليب الوقاية من سرطان الثدي، والتحليل الدوري للكشف المبكر عن الإصابة التي تساعد على الشفاء من المرض بنسبة من 98 إلى 100%، لافتة إلى أن المرض قد ينمو في خلال عام واحد ويتضاعف من المرحلة الأولى إلى المرحلة الرابعة، وأن السيدة تموت بسبب انتشار السرطان في بقية جسدها وليس من الثدي نفسه. وأشارت رئيس الجمعية المصرية لسرطان الثدي إلى أن سن المرض في مصر أقل من دول العالم، حيث تصاب النساء بالمرض في مصر في سن مبكرة يبدأ من 48 عام، بينما يكون سن الإصابة في بقية الدول من 51 إلى 68 عام، أي أن المصريات عرضة للإصابة بالمرض في عمر أقل من نظيراتهن بعشر سنوات، وأضافت أن الكشف المجاني للسيدات "بالماموجرام" يبدأ من سن 41 عام، وذلك من خلال البرنامج القومي لصحة المرأة، وأن البرنامج يوفر 12 سيارة مزودة بأجهزة الديجيتال ماموجرام للكشف المجاني، وأن البرنامج يستهدف 9 مليون سيدة في مصر. ومن جانبه أوضح الددكتور أحمد عزت أستاذ الأورام بجامعة عين شمس وعضو الجمعية الأوروبية، أن السرطان لم يعد مرض مخيف لأن الثقافات تغيرت وهناك العديد من الحالات التي حظيت بالشفاء التام، إلا أن المرض ليس له سن محددة، وأن هناك فتيات أقل من 20 سنة تعرضن للإصابة بسرطان الثدي، ناصحًا الفتيات بإجراء الكشف والفحص الدوري كل أربع سنوات، وأشار إلى أن علامات الإصابة يمكن ملاحظتها من خلال الإفرازات المدممة للثدي أو تغير شكل الجلد أو الحلمة، أو وجود تكوينات كتلية حول الثدي والإبط. وأضاف عزت أن علاج سرطان الثدي لا يقتصر على العلاج الكيماوي فقط، وإنما هناك علاج بالهرمونات أو الجراحة لاستئصال الورم، لافتًا إلى أن الرجال أصبحوا عرضة للإصابة بسرطان الثدي أيضًا، إلا أنه غير قابل للاكتشاف المبكر مثل النساء، ولذلك تكون إصاباتهم في مراحل متأخرة من المرض، ولكنها أقل من النساء، فنسبة الرجال المصابين بالمرض 1% بينما النساء 99%. واستطرد الدكتور أيمن عبد السميع أستاذ جراحة الأورام، أن الورم يمكن أن يكون حميد أو سرطاني، وحتى الأورام الحميدة لها قابلية ارتجاع، لذا يجب استئصالها، ويحتاج المريض إلى متابعة كل 6 شهور للتأكد من الشفاء بنسبة 100%، لافتًا إلى أن خطورة سرطان الثدي تتركز في كونه سريع الانتشار يبدأ بالثدي ثم يلتهم العظام وبعدها يتجه للرئة ثم المخ، وأن العلاج الهرموني يهدف إلى إطالة عمر المريض ولكنه لا يصل إلى الشفاء النهائي، وأن الماموجرام هو طريقة فحص الماموجرام هي الأكثر اتاحة دون غيرها. واختتمت الفنانة سيمون اللقاء مؤكدة أن هذه الحملات التي تهدف إلى تطبيق مقولة "الوقاية خير من العلاج" هي الحل الحقيقي لمواجهة مرض السرطان واكتشافه في مراحله المبكرة، لافتة إلى أنها تستفيد علميًا ومعرفيًا من حضور مثل هذه اللقاءات، ومؤكدة على حرصها المشاركة مع الحملة في لقائها بمدينة بنها يوم الجمعة القادمة. وأشارت سيمون إلى أنها تعرضت لتجربة قاسية مع والدتها لمدة سنة ونصف كانت تعاني فيها من مرض السرطان، والذي اكتشفته في مرحلة متأخرة، مشددة على ضرورة الدعم النفسي والمعنوي للمرضى نظرًا لما يتعرضون له من اختبار انساني قاسي في محنة مرض السرطان، خاصة وأن الكثيرين ليس لديهم المقدرة لتحمل تكاليف العلاج والأشعة.