تدخل محادثات السلام السورية يومها الثاني في جنيف، بعدما اجتمع ممثلو المعارضة ودبلوماسيين من الأممالمتحدة أمس. وعلى مدار عدة أيام، لم يتضح إذا كانت المعارضة ستشارك في المحادثات. وفي بادئ الأمر، طالبت المعارضة برفع الحصار المفروض على عدة مناطق وإنهاء الغارات الجوية وإطلاق سراح سجناء، وذلك قبل التوجه إلى جنيف. ووفقا لخطة الأممالمتحدة، تُجرى المحادثات عبر وسيط وليس بصفة مباشرة. ويتوجه وفد الحكومة السورية إلى مكتب الأممالمتحدة في جنيف صباح اليوم، فيما يحين دور المعارضة في المساء. ويُنظر إلى الحقيقة المتمثلة في مشاركة طرفي النزاع في المحادثات على أنه أمر إيجابي، لكن المعارضة مازالت في انتظار بادرة على أن الحكومة ستستجيب لمطالبها بشأن الإجراءات الإغاثية، بحسب إيموجين فوكس مراسلة بي بي سي في جنيف. وتزعم الحكومة السورية أن المعارضة غير جادة إزاء محاولات إرساء السلام. وقُتل أكثر من 250 ألف شخص واضطر 11 مليونا للنزوح في الحرب المستمرة منذ نحو 5 سنوات، والتي تشهد نزاعا بين حكومة الرئيس بشار الأسد وجماعات معارضة بالإضافة إلى ما يُعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية". ووصف ممثلون عن جماعات المعارضة السورية اجتماعهم أمس مع مبعوث الأممالمتحدة الخاص ستافان دي ميستورا بأنه إيجابي. لكنهم مازالوا في انتظار نتيجة مناقشات مسؤولي الأممالمتحدة مع وفد الحكومة اليوم قبل أن يقرروا الانضمام رسميا إلى عملية السلام. ودعا المتحدث باسم المعارضة، سالم المسلط، إلى الوقف الفوري لما قال إنه هجمات تشنها روسيا ضد مسلحي المعارضة. وقال المسلط "جئنا هنا لمناقشة القرار 2254 مع المبعوث الخاص... (بحثنا) رفع الحصار ووقف الجرائم المرتكبة من خلال الضربات الجوية الروسية في سوريا. واعتقد أننا تلقينا في واقع الأمر رسائل إيجابية جدا من المبعوث الخاص". وبالرغم من أن دي ميستورا طالب علنا بتبني مثل هذه الإجراءات أمس، بدا أن حدة القتال تشتد على الأرض في سوريا. وفي ظل غياب تحرك من الحكومة السورية لتحسين الوضع الإنساني للمدنيين، ربما يكون من الصعب المضي قدما بالمحادثات وتوسيع المناقشات لتشمل وقفا لإطلاق النار أو انتقالا سياسيا للسلطة، بحسب مراسلتنا.