الشهرة في عالم كرة القدم دائما ما تُمنح لأصحاب المهارات الفنية العالية واللمسات السحرية داخل المستطيل الأخضر، تلك هي من تجعل الجماهير تنصبك معشوقًا لهًا، فمع كل ركلة بقدمك أو ضربة برأسك تتهافت القلوب وتتتعالي الصحيات تشجيعًا لك، كلها قواعد اتفق عليها الجميع منذ عقود لتكون بمثابة دستور في عالم الساحرة المستديرة لكن لكل قاعدة بعض الاستثناءات، والخروج عن المألوف يكون فقط لقلة من الللاعبين، فطوال التاريخ ظهر العديد من الأسماء الرنانة في مراكز لم تعرف لمنطقة الصندوق مكانًا إلا في أضيق الحدود، فالمدافعين ولاعب خط الوسط نادرًا ما تجدهم يحصلون على الشو الإعلامي الذي يحظى به المهاجمين. حمادة طلبة، لاعب الزمالك قرر أن يتمرد على المألوف ويخرج عن الإطار الذي كتب له من قبل مدربي الفريق الأبيض، فالمدافع القادم من مصر المقاصة لملعب حلمي زامورا التاريخي في عام 2011 ، قرر خوض رحلة البحث عن الشهرة مع النادي الذي كانت البطولات غائبة عن خزائنه لسنوات عجاف، قبل أن يبتسم له الحظ في الموسم الماضي بحصد الثانية التاريخية. المجتهد بدأ طلبة مسيرته مع كرة القدم مع نادي أسمنت أسيوط، وفي موسم 2007/2008 انتقل إلى نادي مصر المقاصة ،ثم انضم اللاعب لنادى الزمالك في موسم 2011/2012 على سبيل الإعارة من نادي مصر المقاصة ،ثم انتقل نهائيا لنادى الزمالك في صفقة انتقال حر موسم2012/2013، ليسجل حضوره مع واحد من القطبين الكبار في الكرة المصرية بعد بلوغه عامه ال 30، محاولا تعويض ما فاته من سنوات، والحصول على بعض من الشهرة التي فاتته في ما مضى. وتعاقب عدد كبير من المدربين على الفريق الأبيض أبرزعم حسام حسن وأحمد حسام ميدو، وحسن شحاتة والبرتغالي فيريرا، واتفق جميعم على موهبة طلبة كلاعب مجتهد في أي مكان كلف بشغله. ومع رحيل محمد عبد الشافي، لاعب الزمالك السابق، لأهلي جدة، لم يجد الفريق الأبيض حتى الآن خليفة لعبد الشافي، وتجربة العديد من الوجوده في شغل الجبهة اليسرى، التي دائما ما كانت مكمن خطورة للزمالك. واستطاع طلبة أن يثبت نفسه في عدد من المراكز داخل الفريق الأبيض منها مدافع أو ظهير أيمن وأيسر، فهو لاعب صاحب امكانيات دفاعية مميزة، فتكوينه الجسدي يؤهله من الدفاع بشكل جيد، بالإضافة لتميزه بللعب برأسه. واندهش البعض من شغل طلبة مركز الظهير الأيسر في كثير من المباريات، على الرغم من وجود لاعبين في الزمالك أصحاب قدم مميز، فهو لديه القدرة على التنفيذ كافة التعيمات المكلف بها سواء في الشقي الدفاعي أو الهجومي ان سنحت له الفرصة بالتقدم. الجندي المجهول على الرغم من حصد الزمالك للثنائية التاريخية في العام الماضي ومساهمة طلبة مع زملائه في ذلك الانجاز، واحتفال كثير من اللاعبين على طريقتهم الخاصة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن طلبة اكتفى فقط بالتدريب للحفاظ على مكانة في التشكيل مع الموسم الجديد، فأغلب اللاعبين داخل الزمالك لديهم مشكلة مع الإدارة بسبب اهتماهم الزائد بتغيير قصات وألوان الشعر، مما يُبعدهم عن تركيزهم المطلوب داخل الملعب بالإهتمام الأكبر بالمظهر الخارجي، والشو الإعلامي. وعلى عكس هذا فتجد طلبة محافظًا على شكل ثابت طوال الوقت، دون التطرق لأمور خارج الملعب لا تغني ولا تثمن من جوع، وتدر له المشاكل مع رئيس النادي أكثر مما تنفع، بعد توعد مرتضى منصور جميع اللاعبين بعدم السماح لهم بالظهور في الفضائيات والحديث عبر مواقع التواصل. الرد في الملعب تعرض حمادة طلبة لكم كبير من الانتقادات من جانب المتابعين لكرة القدم في مصر وخاصة جماهير الزمالك، بسبب لعبه في الجبهة اليسرى، في ظل وجود لاعبني أصحاب قدم يسرى، ومع أدائه المحدود في ذلك المركز، واكتفائه بما يكلف به دون ابداع، حرصًا منه على عدم الوقوع في الخطأ. ومع مرور الوقت واثبات طلبة لأحقيته باللعب سواء كمدافع أو كظهير أسير، جعل الجماهير تغير رأيها رويدا رويدا، فدائما كان رده في الملعب. المنقذ شارك حمادة طلبة مع الزمالك ف 8 مباريات حت الآن في الدوري من أصل 14 مباراة خاضها الفريق، حيث حل كأساسي في جميعها عدا مباراة واحدة أمام وادي دجلة، والتي شارك كبديل في 13 دقيقة. وظل طلبة أسير دكة البدلاء في 5 مواجهات للفريق الأبيض بالدوري، وخرج عن القائمة في مباراة واحدة أمام اتحاد الشرطة, ولطلبة مع الزمالك هدف لا يمكن أن تنساه الجماهير البياضء، بعدما سجل في مرمى سموحة في أخر مباريات الزمالك بالدوري، لينقذ فريقه من هزيمة محققة على يد الفريق السكندري. أظهر طلبة عزيمة خلال الدقائق للمباراة، بعدما ظن الجميع بان النتيجة في طريقها للذهاب لسموحة، ولكن تكفل المدافع صاحب ال 35 عامًا بدور البطولة ويسجل برأسه في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة. هاشتاج حمادة طلبة وعقب أداء طلبة الرجولي خلال مباراة سموحة الأخيرة، والتي انقذ الزمالك من هزيمة محققة، ليدشن بعض الجماهير "هاشتاج" يحمل اسم اللاعب، ليأتي ضمن قائمة الأكثر تداولاً بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، ليعبر خلالها الجماهير العاشقة للقلعة البيضاء حبهم لطلبة، وتصفه مواقفه داخل الملعب وخرجه بالرجولي.
