روى عمال المنيا العائدين من الاختطاف بدولة ليبيا لمصراوي تفاصيل ما وصفوه ب"جحيم الاختطاف"، على أيدي تنظيمات مسلحة بليبيا، وكيف تم اختطافهم بتخطيط وترتيب مسبق، وتعذيبهم على أيدي الخاطفين، ملمحين أن للتعذيب أثارا باقية على أجساد بعضهم. "كنا ننتظر الذبح" وأشار عدد من العمال إلى ما استنتجوه وهم في الأسر من جهود الأجهزة المصرية، مدللين على ذلك بتغير المعاملة في الأيام الأخيرة، وروى بعضهم كيف تم تعصيب أعينهم فتخيلوا أنها الدقائق الأخيرة قبل الذبح، وكانت المفاجأة تسليمهم من قبل المسلحين للجيش الليبي، الذي أعلمهم جنوده أن الرئيس السيسي يضغط ويلح في طلبهم بكافة السبل. وأكد العمال بأن تحريرهم أحياء من أيدي الخاطفين دون فدية أو رضوخ مصري كان أمرا مستحيلا، ولكن الضغوط المصرية التي وصفوها بالرهيبة هي التي وجهت دفة الأمور لإطلاق سراحهم. ووصف العمال مكان احتجازهم، بأنه عبارة عن حاوية دفنت في الرمال للتمويه وإخفائها عن الأعين، وكانوا جميعا محتجزين داخل غرفة أو جحر كما وصفه بعضهم، وكانت تقدم لهم مياها مالحة للشرب، ولا يزيد قوت أي منهم عن رغيف خبز واحد باليوم، وكان الضحايا ينامون متجاورين للتدفئة لعدم توافر أغطية كافية تقيهم الصقيع. وقال العامل حسن حامد سليمان، "لم ندخل لمناطق خطرة أو نختلف مع أي من الأشقاء في ليبيا، إنما تم اختطافنا من المسكن الريفي الذي كنا نقيم فيه بمنطقة زلة، وكنا وقت اختطافنا نياما في ساحة المسكن، عندما باغتنا المسلحون واقتحموا في منتصف الليل، واقتادونا موثقين والأسلحة مصوبة لرؤوسنا لسيارة نقلتنا لمكان الاحتجاز". وأضاف سليمان "أمضينا رهن الاحتجاز20 يوما، منها 18 يوما لم نرى فيها الشمس وفقدنا الأمل في الحياة، وكنا نظن أن ما يفصلنا عن لحظة الفتك بنا هو مجرد زمن سيحدده قرار الجناة وحدهم، وكل ما كان يدور برؤوسنا أننا منسيون من الجميع حتي فوجئنا بما رواه لنا المسئولون من جهود الدولة التي انتهت بمعجزة عودتنا جميعا سالمين". وقال إنه وجميع زملائه لا يعلمون مكان احتجازهم و موقعه داخل الأراضي الليبية تحديدا، لافتا لاحتجازهم بمكان خفي تحت الأرض، وقال "لم نر أشعة الشمس طيلة فترة الاحتجاز، وكثيرا ما تعدى علينا أفراد من الخاطفين بالضرب ونحن موثقين الأيدي والأرجل، وكانوا يضعوننا في حفر بالأرض لإخافتنا". و تابع كان الخاطفين يتسلون بتوجيه أسئلة لنا عن الجيش المصري وتسليحه وقياداته وعن شخصيات عامة مصرية. أما جمال عبد الباسط، وعمر نصار، عاملين آخرين من العائدين من الاختطاف، فيقولا "تمنينا أن يعجل الخاطفون بقتلنا، لأننا كنا متيقنين أن النهاية المحتمة لنا هو القتل أو الذبح، خاصة مع ما لقيناه من تعذيب بدني ونفسي". وتابعا "كنا نوضع موثقين في حفر ويضربون فوق رؤوسنا الرصاص، والقوت كان رغيف واحد في اليوم لكل منا". وأضافا "كنا محتجزين فيما يشبه جحر كبير تحت الأرض، وممنوعين من رؤية أشعة الشمس، وتغيرت المعاملة في الأيام القليلة الأخيرة دون تفسير، إلى أن علمنا أن السبب هو ضغوط الدولة المصرية التي لا يسعنا شكر رئيسها وأجهزتها". وقال عمر نصار، أنه مريض بفيروس الكبد الوبائي سي واضطر للسفر لليبيا لضيق ذات اليد لأنه يتكفل بأسرته المكونة من 7 أفراد بينهم خمسة أطفال، مشيرا إلى أن المسلحين سلبوهم أموال، وأنه شخصيا سرق منه مبلغ 12 ألف جنيه، هو كل ما تمكن من ادخاره حالما أن يعود به لأهله ويفرحهم بنتاج "عذاب الغربة"، إلا أن قضي الجناة على حلمه، ولفت أن الرئيس السيسي منح كل فرد من العمال المحررين مبلغ ألفي جنيه. أسئلة عن الجيش وتابع نصار أن زملائه تعرضوا للسلب مثله وأحد زملائه سرقت منه 9 آلاف جنيه، وسلبت متعلقاتهم حتي بطاقاتهم الشخصية. وأوضح محمود عبد الجواد وهشام جمال، عاملين من المحررين من الاختطاف، أن الخاطفين كانوا يستجوبون العمال المختطفين هل كان أي منهم جنديا سابقا بالجيش المصري، وكانوا يلجئون لضربهم بمؤخرات البنادق وسبهم بالألفاظ النابية، وفهموا من الخاطفين أنهم يفضلون الحصول على فدية مالية من السلطات المصرية أو ما يرضيهم من الأسلحة والذخائر . واستنتج عدد من العمال من معاملة الخاطفين لهم أنه ورد بذهن الخاطفين أنه يمكن تسليمهم للجيش المصري، نظير ذخائر وأسلحة، ولما باءت مخططاتهم بالفشل وشعروا بالضغوط المصرية الشديدة التي كانت تظهر بين طيات كلمات المسلحين أنفسهم، أسلموهم للجيش الليبي وتم تحريرهم. وأضاف العمال أن المعاملة الطيبة كانت عندما تسلمهم الجيش الليبي الذي أبدي قياداته احترامهم للسلطات المصرية، وأفهموهم أنهم على اتصال بالقيادة المصرية وسيتم الإفراج عنا جميعا.