أثناء استعدادي لإجراء اللقاء معه، استغرق الوقت نصف ساعة تقريبًا، وهو في غرفته ينتهي من تحضير حاله، فهو نجم فني لا يقل شهرة عن زملاء مهنته، وما إن انتهى، حتى أخبره بعض الحاضرين أن هناك سوادًا تحت عينه لم يصححه "المكياج"، ليرتبك ويقرر العودة إلى غرفته مرة أخرى، حتى نجحت أخيرًا في إقناعه أنه أمر عادي ولا بأس به. في الوقت الذي يرى نفسه أيقونة الضحك في مصر، الأمر الذي جعله يطلق على نفسه "الخليل كوميدي"، يعتبره كثيرون "فقعة" المرحلة الحالية، أحمد حسن خليل، 25 عامًا، ابن قرية أبونور الدين التابعة لمركز بلقاس، محافظة الدقهلية، تخرج في كلية التجارة، وعقب محاولات كثيرة للحصول على وظيفة مناسبة، استقر به الحال للعمل مع شقيقه في محل هواتف محمولة تملكه الأسرة، محاولًا التخفيف من العبء على والدته، التي استعانت بفرش صغير لبيع الخضراوات أمام البيت، عقب وفاة زوجها. مع بداية 2012 بدأ خليل بث أول مقاطعه عبر "يوتيوب"، إلى أن ذاع صيته في 2014 بعد سلسة طويلة من محاولات تقليد عدد من البرامج، ليواجه نقدًا وسخرية من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كل ذلك لا ينفي أنه لفت انتباه الجميع. خليل يقتنع أن مواقع التواصل الاجتماعي هي نافذته نحو الشهرة، فدشن حسابًا أسماه "الخليل كوميدي"، مستغلًا مهارات الإنتاج والجرافيكس التي تعملها في عدد من الدورات التدريبية، وعكف عليها ليمارس أكثر شيء أحبه. وبرغم أن كثيرين يرون ما ينشره ليس مضحكًا على الإطلاق، فخليل يرى نفسه واحد من نجوم الضحك في مصر، يقول "النكت ساعات بتبقى رخمة لكن أنا مش رخم"، فهدفه تقديم فنًا هادفًا، يخدم المجتمع ويعالج المشكلات لا أكثر عن طريق النكت والتقليد، هكذا يقول. داخل غرفة صغيرة في الطابق الثاني، يعقد الخليل كوميدي جلساته للتحضير لحلقته الجديدة، وبأدوات تقنية بسيطة يبدأ تصويرها، إذ يؤدي دور الكاتب والمصور والمونتاج، غير مكترث بآراء الناس فيه، يقول خليل دايما ببص لنص الكوباية المليان، ومش بدي اهتمام للانتقاد لأن الناجح ليه أعداء، أنا عملت أكتر من 500 فيديو ما بين قضايا وترفيه، أهم حاجة عندي إن الجمهور يبقى مبسوط. يرى خليل أنه نجح في تكوين قاعدة عريضة من المتابعين، قد تكون هي بداية خطواته الفنية، إذ لا يرى نفسه ظاهرة سلبية، كما يطلق عليه البعض، لكنه ممثل ومؤدٍ استطاع أن يصل للناس بطريقته، وإن كانت بسيطة، كما يرى نفسه موهبة شاملة، يستطيع أداء جميع الأدوار، مضيفًا أنه يعكف حاليًا على تحضير سلسلة حلقات من شأنها أنها ستضيف إلى مسيرته، التي تمنى تتويجها بالظهور إعلاميًا.
