أنقذ إسلام سليماني المنتخب الجزائري لكرة القدم من السقوط في فخ الخسارة بهدفين نظيفين أمام مضيفه منتخب تنزانيا، ليقوده نحو التعادل 2/2 اليوم السبت في ذهاب المرحلة الثانية للتصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم المقرر إقامتها بروسيا عام .2018 وظهر المنتخب الجزائري بشكل باهت للغاية وكاد أن يدفع ثمن تهاونه في اللقاء غاليا، بعدما تأخر بهدفين عن طريق إلياس ماجولي ومبواتا ساماتا في الدقيقتين 44 و55، قبل أن ينتفض سليماني ويسجل هدفين في الدقيقتين 72 و75، ليسهل كثيرا من مهمة محاربي الصحراء نحو التأهل إلى الدور الأخير (مرحلة المجموعات). وباتت الجزائر بحاجة للتعادل السلبي أو الإيجابي 1/1 في مباراة الإياب التي ستقام بملعبها يوم الثلاثاء القادم من أجل التأهل، فيما أصبح يتعين على تنزانيا الفوز بهدف نظيف على الأقل أو التعادل بنتيجة أعلى من 2/2 للاستمرار في التصفيات. ويسعى المنتخب الجزائري، الذي صعد لكأس العالم أعوام 1982 و1986 و2010 و2014، للتأهل إلى المونديال للمرة الثالثة على التوالي. وكانت الجزائر قد حققت إنجازا باهرا في النسخة الأخيرة للمونديال التي أقيمت بالبرازيل العام الماضي، بعدما تأهلت إلى دور الستة عشر للمرة الأولى في تاريخها، لتكرر الإنجاز الذي حققه منتخب المغرب الذي صعد للدور نفسه في نسخة البطولة عام 1986 بالمكسيك. لم تشهد المباراة مرحلة جس النبض، حيث بدأ المنتخب التنزاني المباراة بقوة مستغلا مؤازرة عاملي الأرض والجمهور، وأهدر مبواتا ساماتا فرصة مؤكدة في الدقيقة الثالثة، بعدما تلقى تمريرة عرضية زاحفة من الناحية اليسرى، ولكنه أطاح بالكرة إلى خارج الملعب، برغم ابتعاده بخطوات قليلة عن المرمى. وكاد توماس أوليموينجو أن يفتتح التسجيل لتنزانيا في الدقيقة التاسعة، بعدما انطلق بالكرة حتى وصل بها إلى منطقة الجزاء، ولكنه سدد الكرة دون تركيز لتخرج إلى ركلة مرمى. استشعر المنتخب الجزائري الحرج، وبدأ في مبادلة أصحاب الأرض للهجمات، وشهدت الدقيقة 11 التسديدة الأولى لمحاربي الصحراء عن طريق إسلام سليماني الذي صوب كرة ضعيفة ذهبت في أحضان علي مصطفى حارس مرمى تنزانيا. حافظ منتخب تنزانيا على محاولاته الهجومية، وصادفه سوء حظ بالغ بعدما تصدت العارضة لقذيفة مدوية من ساماتا في الدقيقة 22، قبل أن ينقذ وهاب رايس مبولحي حارس مرمى الجزائر تسديدة من أوليموينجو بعدها بدقيقة واحدة. وجاءت الدقيقة 33 لتشهد أخطر فرصة لتنزانيا بعدما تلقى ساماتا تمريرة بينية انفرد على إثرها بالمرمى بعدما كسر مصيدة التسلل التي نصبها مدافعو الجزائر، ليراوغ مبولحي ويسدد الكرة نحو المرمى، ليبعدها كارل مجاني في الوقت المناسب قبل أن تتجاوز خط المرمى. ولم تمر سوى دقيقتين حتى أهدر فريد موسى فرصة محققة أخرى لتنزانيا بعدما مر بالكرة بسهولة في حراسة مدافعي الجزائر، ليصل بالكرة إلى داخل المنطقة قبل أن يسدد على يمين مبولحي ولكنها ابتعدت عن القائم بسنتيمترات. وأنقذ مبولحي المنتخب الجزائري مجددا بعدما تصدى بفدائية لانفراد من ساماتا في الدقيقة .38 وابتسم الحظ أخيرا لمنتخب تنزانيا بعدما سجل إلياس ماجوري الهدف الأول لأصحاب الأرض في الدقيقة 44 إثر تلقيه تمريرة عرضية متقنة من الناحية اليسرى، ليضع الكرة برأسه، دون مضايقة من أحد، على يسار رايس مبولحي الذي اكتفى بالنظر للكرة وهي تحتضن شباكه. ولم تشهد الدقيقة التي احتسبت كوقت محتسب بدلا من الضائع أي جديد لينتهي الشوط الأول بتقدم تنزانيا بهدف نظيف. وقبل انطلاق الشوط الثاني، أجرى كريستيان جوركيف المدير الفني لمنتخب الجزائر التبديل الأول للضيوف بنزول نبيل بن طالب بدلا من إسحاق بلفوضيل. تحسن أداء المنتخب الجزائري نسبيا، وشهدت الدقيقة 50 تسديدة من رياض محرز عبر ركلة حرة مباشرة على حدود المنطقة ولكنها علت العارضة بقليل. وعادت تنزانيا لنشاطها الهجومي مرة أخرى، ليسجل ساماتا الهدف الثاني في الدقيقة 55 بمجهود فردي، مستغلا حالة عدم الاتزان التي عانى منها الدفاع الجزائري. وتسلم ساماتا الكرة في منتصف الملعب، لينطلق بها دون يلاحقه أحد من مدافعي الجزائر، ليصل إلى منطقة الجزاء ويسدد الكرة بسهولة على يمين رايس مبولحي داخل الشباك. وكاد ساماتا أن يضيف الهدف الثالث لتنزانيا بعدها بدقيقة واحدة، بعدما تلقى الكرة من الناحية اليسرى مراوغا عيسى ماندي مدافع المنتخب الجزائري ولكنه سدد الكرة ضعيفة في أحضان رايس مبولحي. وأجرى المنتخب التنزاني تبديلين في الدقيقة 67 بنزول مريشو نجاسا وسعيد نديلما بدلا من إلياس ماجوري ومدثر عباس. هدأ إيقاع المباراة تماما وانحصر اللعب في منتصف الملعب دون خطورة على المرميين، قبل أن يفاجيء إسلام سليماني الجميع بتسجيل الهدف الأول للجزائر في الدقيقة 72، بعدما تلقى تمريرة أمامية داخل منطقة الجزاء، ليسدد الكرة مباشرة بقدمه اليمنى فوق علي مصطفى، الذي خرج من مرماه لملاقاته لتحتضن الشباك. واستغل المنتخب الجزائري حالة الإحباط التي انتابت لاعبي تنزانيا، ليسجل الهدف الثاني لمحاربي الصحراء في الدقيقة 75، بعدما تلقى تمريرة بينية لينفرد بالمرمى بعدما كسر مصيدة التسلل، ويراوغ علي مصطفى قبل أن يسدد الكرة التي تهادت صوب الشباك. وأهدر أوليموينجو فرصة مؤكدة لتنزانيا في الدقيقة 78، بعدما تلقى تمريرة عرضية من الناحية اليمنى ليسددها برأسه ولكنها مرت بجوار القائم الأيسر. وأجرى المنتخب الجزائري تبديله الأخير قبل النهاية بدقيقتين بنزول بغداد بونجاح بدلا من سليماني. وغابت الفعالية الهجومية على المرميين خلال الوقت المتبقي من المباراة لينتهي اللقاء بالتعادل بهدفين لكل فريق.
