يعقد جامعة الدول العربية، يوم الثلاثاء، اجتماعا طارئا، بناءً على طلب دولة ليبيا لمناقشة تطورات الأوضاع بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة سرت وهجومه على المدنيين وسقوط أكثر من 150 قتيلا بخلاف مئات المصابين. وناشدت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، "الدول العربية الشقيقة ومن واقع التزاماتها تجاه الأخوة العربية وتطبيقا لقرارات الجامعة العربية بشأن اتفاقيات الدفاع العربي المشترك بأن توجه ضربات جوية محددة الأهداف لتمركزات تنظيم داعش الارهابي بمدينة سرت بالتنسيق مع جهاتنا المعنية". وقال السفير السفير طارق عادل مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية، إن مصر أيدت الطلب الليبي بعد الاتصال الهاتفي الذى تم بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الليبي محمد الدايري أمس والذى تم خلاله بحث التطورات الخطيرة فى سرت والعمليات الإرهابية وقتل المدنيين هناك على يد تنظيم داعش الإرهابي. وتباين موقف دولة قطر المؤيد للقصف التركي على شمال العراق، وموقفها الرافض من الضربات الجوية التي شنها الجيش المصري بالتنسيق مع ليبيا على معاقل داعش في الأراضي الليبية. ولم تعلق قطر حتى الآن على الطلب الليبي من الدول العربية التدخل بشن ضربات جوية على معاقل داعش، خاصة بعد سيطرة التنظيم الإرهابي على مدينة سرت. ضربات جوية مصرية نفذت مصر في فبراير الفائت، ضربات جوية بالتنسيق مع ليبيا على معاقل تنظيم داعش، بعد ذبح التنظيم الإرهابي 20 مصريا في ليبيا. وقال بيان صادر عن الجيش المصري، إن "القوات المسلحة قامت فجر اليوم الاثنين الموافق 16/2 بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابي بالأراضي الليبية''. واجتمع مجلس الجامعة العربية، وأصدر بيانا أيد من خلاله الضربات الجوية المصرية في ليبيا، إلا أن دولة قطر أبدت اعتراضها على البيان رفضت التوقيع عليه. قال السفير طارق عادل مندوب مصر الدائم في جامعة الدول العربية، أن رفض قطر للبيان يكشف عن مواقها الداعمة للإرهاب، وهو ما تبعه من استدعاء للسفير القطري لدى القاهرة للتشاور. أكثر من مسؤول ليبي رفيع المستوى، اتهم قطر بدعم وتمويل الجماعات المسلحة داخل أراضيها، كما شمل الاتهام بتغلغل ضباط قطريين داخل ليبيا. وزير الإعلام الليبي، عمر القويري، قال في تصريحات صحفية، إن ''ضباط المخابرات القطرية موجودون في فندق كورنثيا، في طابق كامل بمدينة طرابلس، يمارسون عملهم كأنهم في الدوحة. ولدينا مستندات وأوراق بالتحويلات المالية التي تتم، والأموال التي يرسلونها حتى لبعض وسائل الإعلام التابعة لهم بطريقة غير مباشرة، أو غير معلنة، والأمور واضحة بالنسبة لنا''. تركياوالعراق شنت تركيا قصفا جويا على مقار حزب العمال الكردستاني "بي كيه كيه"، والذي يصنفه منظمة إرهابية، في شمال العراق. ما استدعى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لإصدار بيانا أعربت من خلاله عن استنكارها للقصف التركي على مناطق في شمال جمهورية العراق. وطالب الأمين العام، في بيان صحفي – وصل مصراوي نسخة منه - تركيا باحترام سيادة العراق على كامل أراضيه، وبالالتزام بمبادئ حسن الجوار وبالاتفاقات المُوّقعة بين العراقوتركيا، وعدم التصعيد، واللجوء إلى التفاهم بين البلدين للتعاون من أجل معالجة كافة الأمور المتعلقة بالحفاظ على أمن واستقرار الدولتين. إلا أن قطر، أعربت عن تحفظها على البيان الصادر عن الأمانة العامة للجامعة العربية، بشأن استنكار الجامعة للقصف التركي على مناطق في شمال العراق. وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية - إن "البيان الصادر باسم الجامعة العربية لم يتم التشاور حوله مع الدول الأعضاء في الجامعة مشددة على تضامن دولة قطر الكامل مع تركيا في ما تتخذه من إجراءات وتدابير لحماية حدودها وحفظ أمنها واستقرارها". وأكدت الخارجية القطرية في بيانها حق تركيا في الدفاع عن نفسها والقضاء على مصدر التهديد من أي جهة أتى وذلك بموجب المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة التي تعطي الدول بشكل منفرد أو جماعي حق الدفاع عن النفس في مواجهة الهجمات المسلحة وذلك بعدما أكدت الهجمات الأخيرة على الحدود وفي "سوروج" وفي الداخل التركي مدى وقوع تركيا تحت تهديد التنظيمات الإرهابية وضرورة تحركها فورا لإزالة هذا التهديد خصوصا بعدما أدت ممارسات النظام السوري الوحشية إلى تمدد هذه التنظيمات وتنامي دورها بحيث باتت تشكل خطرا على الأمن والسلم الدوليين.. واعتبرت بيان الأمين العام إنكارا لهذا الحق. موقف قطر كامل عبدالله، الباحث المتخصص في الشأن العربي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يفسر موقف قطر المؤيد للقصف التركي لشمال العراق والرافض للضربات الجوية المصرية لمعاقل داعش بليبيا، بسبب موقفها من النظام السياسي في مصر والمؤيد لجماعة الإخوان المسلمين. ويقول عبدالله، في تصريحات خاصة لموقع مصراوي، إنه يتوقع إجماعا عربيا يوم الثلاثاء في الاجتماع الطارئ على توجيه ضربات جوية على معاقل داعش في سرت الليبية، لكنه أكد أن الأهم هو من سيوجه الضربة الأولى. ويشير الباحث بمركز الأهرام في هذا السياق، إلى المنافسة على الدور الإقليمي لدول الجوار الليبي، مصر والجزائر، مؤكدًا أنها منافسة على تصدر المشهد الإقليمي. وعن تأثير عاصفة الحزم، وهي العملية العسكرية لدعم الشرعية في اليمن والتي تقودها السعودية، قال عبدالله إن عاصفة الحزم ستؤثر بشكل إيجابي على العملية العسكرية المتوقعة في ليبيا خاصة أن الأجواء حاليا مهيئة لذلك.