الإسماعيلية على موعد دائم مع التاريخ إما شاهدة عليه أو صانعة له، حيث يفصلنا عن افتتاح قناة السويس الجديدة أيقونة النضال والتقدم 38 يوما فقط لنرسل للعالم أجمع رسالة مهمة فحواها أن مصر آمنة وقادرة على تحقيق الإنجازات. ويقول المدير التنفيذي لأعمال التكريك بمشروع قناة السويس الجديدة المهندس وجدي زكي، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن معدلات تنفيذ المشروع تفوق كل التصورات، وأن ما كتبه المؤرخ العالمي الشهير أرنولد توينبي عن تاريخ مصر الذي لخصه في كلمتين هما "التحدي والاستجابة"، ينطبق تماما على مشروعنا فهذه الأرقام والمعدلات لم تتحقق في العالم كله. وأشار زكي، إلى أن أول كراكة وصلت في نوفمبر والإعلان عن الافتتاح كان في أغسطس 2014، فالإنسان المصري لديه نزعة وسمة التحدي والإصرار في كل ما يقوم به. ووصف رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش بأنه قائد بمعنى الكلمة، قائلا: "الفريق مهاب يتعامل معنا كواحد من فريق العمل ويدعم كل العاملين في المشروع لكي يعملوا بكل جرأة وإقدام، وهذا ما يجعل المشروع ناجحا، كما أنه يتصف بالحزم مع الحكمة والانضباط الشديد في العمل، لذلك فإن جميع مراحل المشروع تتم بشكل منضبط ووفقا لما هو مخطط لها". وبين أنه بالنسبة لأعمال التكريك يزيد الإنتاج اليومي في شهر رمضان عن أي يوم عادي، مؤكدًا أن الكراكات لا تتوقف عن العمل، واصفا العاملين في المشروع خاصة على الأرض (في أحواض الترسيب) بالجنود المجهولين حيث ينجزون عملهم بشكل متميز في هذا التوقيت، الحرارة والصيام معا، مؤكدا أن إنجازهم أفضل من الأيام العادية. وجدد التأكيد على قول الفريق مهاب إن مصر خلال القرن الحالي على أبواب إنجاز غير مسبوق بعدة مشروعات عملاقة، وأن العالم ينظر حاليا إلى المصريين بقدرتهم الفائقة على تحقيق مشروع عالمي في وقت قياسي متحديا به كافة الدراسات الفنية والهندسية بالإضافة إلى التزامه بكافة المعايير الدولية. من جهته، أكد أحمد اليماني المستشار الإعلامي لمحافظة الإسماعيلية أن المحافظة ستشهد مظاهر احتفالات شعبية ضخمة احتفاء بافتتاح قناة السويس الجديدة المقرر في 6 أغسطس المقبل، مشيدا بدور القوات المسلحة الفعال في تنفيذ المشروع وكذلك مساهمة الشركات. وأشار اليماني، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إلى رغبة كل الجهات في المحافظة بالإضافة إلى أهالي الإسماعلية بأن تظهر المدينة في أبهى صورة لتشرف مصر، حيث من المنتظر أن تستقبل المحافظة العديد من الرؤساء والملوك بالإضافة إلى الدبلوماسيين لحضور حفل الافتتاح. وأكد أن المحافظة تبذل أقصى ما في وسعها لكي تظهر في أرقى وأحسن صورة، منوها بمشاركة كل الفئات "الشباب والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة"، وأنه سيتم وضع شاشات عرض عملاقة في الميادين والشوارع الرئيسية لنقل الاحتفالية التاريخية على الهواء مباشرة، وكذلك تركيب لوحات مضيئة في كل مكان بالمحافظة. وأكد ترحيب المحافظ اللواء ياسين طاهر بدعم رجال الأعمال، و منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية لتجنيب موازنة الدولة أي مصروفات، موضحا أن المحافظة تعمل الآن مع مجموعة من الفنانين التشكيلين لتصميم أعمال نحتية وغيرها لإبراز قيمة ومكانة هذا المشروع العظيم ، بالإضافة إلى أقواس النصر على مداخل المحافظة والبوابات والمخارج. وقال "إن المحافظ يقوم بسلسلة من الجولات الميدانية اليومية لمتابعة كل الترتيبات الخاصة بالافتتاح وكذلك متابعة رفع كفاءة أعمدة الإنارة وصيانة المسطحات الخضراء وقص وتهذيب الأشجار وشبكة الري ووضع نجيلة جديدة في الكثير من الأماكن". وعلى جانب آخر، قالت الدكتورة سحر مبروك، أستاذ ورئيس قسم المجالات بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببنها، إن "هناك سر يكمن في علاقة هذا الشعب بالله وإيمانه بالحياة وإن كل من يعمل بالمشروع يؤمن بما يقوم به ويعده إنجازا حقيقيا ويفتخر بالمشاركة فيه، ويشعر بأن الكل ينتظر إنجازه، وبالطبع ينبع ذلك من إيمانه بأن البلاد تستحق أن تتقدم، كما يرى متابعة كافة قيادات الدولة للعمل، بالإضافة إلى إنجازات أخرى تحدث على أرض الواقع يشاهدها مثل المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ". وأكدت أن تاريخنا يؤكد أن الشعب المصري قادر على الابتكار وتطويع الطبيعة بشكل إيجابي لصالح استثمار خيراتها، وتعد القناة الجديدة رمزا متعدد الأبعاد، ورأت أن مشروع قناة السويس الجديدة يعد صحوة كبيرة وهو مشروع قومي عظيم وترجع عظمته إلى أربعة أسباب، أولها التوقيت المناسب حيث إن اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذا التوقيت كان موفقا جدا، وكان الشعب المصري في حاجة ملحة تنشله مما كان فيه. وأضافت أن السبب الثاني، هو أن المشروع شجع في المصريين روح الإيثار فكان صحوة لهمتهم، والثالث أنه كان مدروسا بدقة بالإضافة إلى دوام المتابعة له من قبل القيادة السياسية، مؤكدة أن هذا الأمر شىء مهم جدا في أي مشروع ناجح مضيفة " لكسب رضا أي شعب امنحه شيء ملموس يحس به". وأشارت إلى أن السبب الرابع هو أن المشروع له جانب اقتصادي هائل ومتشعب ومشروعات تنمية عديدة ذات كفاءة وجودة عالية، مؤكدة أن الاقتصاد هو عصب ومحرك الدول، وقالت" إن الشعب المصري وجداني وعاطفي وكان في حاجة إلى مشروع قومي ليلتف حوله ليبدأ في بناء مصر جديدة قوية، يستطيع هذا الشعب بلورة أحلى ما فيه عندما يكون تحت ضغط وفي ظل أزمة حقيقية". وأضافت أستاذ ورئيس قسم المجالات بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببنها، أن مقولة المؤرخ العالمي الشهير أرنولد توينبي عن تاريخ مصر تتجسد معانيها في المصريين حتى وقتنا الحاضر. كما أشارت إلى أنه عندما تم الإعلان عن المشروع نال ثقة جماهيرية فورية وأصاب قطاعا عريضا من أفراد المجتمع المصري، قائلة: "إن الظروف التي مر بها الشعب قبل تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت تربة ومناخا خصبا أول ما يزرع بها بذرة تثمر وتزدهر وتكون قوية، فلدينا استعدادا لعمل أي شيء لكي تنهض البلاد". وأضافت، "لقد أحس المواطن وقتها بأن بلده يسرق منه وهناك خداع، وكان يحتاج إلى أمل وهدف يسعى إلى تحقيقه، والإنسان المصري بطبيعته عندما يحس بأزمة يبدع، فهو فنان بطبعه". وأكدت الدكتورة سحر مبروك، أنها تترقب حفل الافتتاح الأسطوري بكل مشاعر الفخر والعزة داعية الله أن يعم على مصر الأمن والرخاء. من جهتها، قالت الدكتورة حنان زينال خبير علاج بالطاقة وماستر ريكي، إن فكرة المشروع في حد ذاتها إنجاز، معربة عن انبهارها بالإصرار على تنفيذ المشروع في الوقت المحدد له وبأموال المصريين، مؤكدة أنه إنجاز يحسب للمصريين ككل بقيادة قائد باختيارهم. وبشأن الفريق مهاب مميش وجهوده التي بذلها خلال المشروع، قالت زينال، إن الشخص الذي يعمل دائما في المياه يكون هادئ في ردود أفعاله وغير متسرع ويتصرف بسرعة وبحكمة أي أن قراره يكون حكيما وسريعا، كما أنه يحلل الأمور جيدا ويتأمل الحياة بشكل أوضح. وأكدت زينال، أن الشخصية المصرية لها أبعادها الخاصة، والإنسان المصري يستطيع أن يطوع الطبيعة لاستثمار خيراتها، مضيفة: "نحن شعب فرعون وسيظل فرعون ولكن ليس بجبروت، وإنما بقدرته على مجابهة المصاعب وسرعة التصرف، مؤكدة أن القصة كلها تكمن في ضرورة أن نصدق أنفسنا".