تصوير- نادر نبيل: هو أشهر الأقزام الذين عرفتهم السينما المصرية، شارك في عدد كبير من المسرحيات، عرفه الجمهور من خلال فيلم "الرجل الأبيض المتوسط"، وبرنامج الكاميرا الخفية "إديني عقلك"، ورغم ارتباط الجمهور به وشهرته التي فاقت أقرانه، إلا أنه يغيب كثيرا عن الوسط الفني بسبب عدم اهتمام الإنتاج به، هو الفنان محمد عيد أو محمد الصغير. "مصراوي" التقى محمد عيد وحدثنا كيف جاء دخوله للوسط الفني، وهل أعادت شائعة وفاته الأنظار له من جديد، كما كشف لنا عن جديده، والآمال التي يتمنى تحقيقها له ولغيره من الأقزام، فإلى الحوار.. في البداية.. دعنا نتحدث عن حياتك قبل دخولك الوسط الفني؟ أنا أقصر قزم على مستوى العالم في الطول والوزن، وفي نفس الوقت أعيش حياتي كشاب عادي، وكانت والدتي أهم حاجة في حياتي إلى جوار بلال ومعاذ أشقائي، وانضمت إليهم زوجتي وفاء بعد ذلك. تركت التعليم وأنا في الثانوية العامة، لأنني لم أكن مهتما به، وجاء دخولي إلى الوسط الفني مبكرا جدا، وكثرت الأعمال التي أقدمها وأنا في الثانوية، فاستحال مع هذا الوضع الاستمرار في الدراسة. وكيف دخلت الوسط الفني؟ عُرفت في أسرتي وبين أصدقائي بأن الفن هوايتي فكنت أذهب للأفراح الشعبية التي يدعونني إليها، وأرقص وأغني، وهناك أيضا صلة قرابة بيني وبين الفنان سعد الصغير، فهو ابنة خالة والدتي، ونصحني الجميع بدخول الوسط، وتقابلت مع الفنان أحمد آدم أثناء مسرحية "حودة كرامة"، "قالي أنا مش هسيبك أنا عايزك معايا في فيلمي الجديد، ومصدقش أول ما شافني وقالي ايه ده انت بتتكلم وبتتحرك انت شقي"، واتصل بالمؤلف ومنحني دور مهم في فيلمه "الرجل الأبيض المتوسط"، وربنا كرمنا وحقق إيرادات جيدة. وما هي الخطوات التي تلت "الرجل الأبيض المتوسط"؟ شاركت في فيلم "شارع الهرم" مع السبكي، وأثناء تصوير الفيلمين كنت قد بدأت تصوير "إديني عقلك"، وأخر أعمالي كان ظهوري في فيلم "ظرف صحي". وكيف تم اختيارك لبرنامج الكاميرا الخفية "إديني عقلك"؟ ذهبت لزيارة والدي الروحي الفنان أحمد بدير أثناء تصويره مسلسل "سوق الخضار"، في مدينة الإنتاج الإعلامي، وهناك قابلت الفنان منير مكرم أحد عناصر البرنامج وعرض عليا المشاركة في البرنامج وقدمني للفنان حسين مملوك وللمخرج علي العسال، ودعم ترشيحي بدير، وبالمناسبة كنا في هذا الوقت نقدم مسرحية شاركنا فيها الفنان حسن الأسمر. كلمنا عن الكواليس وردود الأفعال التي جاءتك بعد عرض البرنامج؟ البرنامج نجح نجاح كبير، والدنيا كلها تكلمت عن العمل، وزادت شهرتي، وكلما رآني أحد في الشارع سألني عن الشنطة والزير والكرتونة، وكلها اشياء استخدمناها في المقالب خلال الحلقات، لكن أكثر تعليق لا انساه ما عرفته من إعجاب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بالبرنامج، وبي تحديدا وعرفت أنه قال عني "القزم ده قرد انا عايز اشوفه"، "وجينا نقابله تعب وبعدين قامت الثورة". ستعود من جديد لتقديم إديني عقلك.. فهل سيُعرض في رمضان المُقبل؟ بدأنا بالفعل في تصوير العمل بمحافظة الإسكندرية، ولن استطيع الكشف عن تفاصيل أكثر حول أفكار البرنامج، ومن المفترض أن يتم عرضه في شهر رمضان المُقبل، على القنوات الفضائية والتليفزيون المصري، وأشارك في البرنامج مع الفنان فتحي سعد والمخرج علي العسال. وماذا عن رأيك في برامج المقالب الحالية؟ "فبركة" الناس حفظتها، فالنجوم الذين يتم استضافتهم على علم بأنها برامج مقالب، "عشان ميكونش فيه ممثل عنده ظروف صحية فيتسبب المقلب في إيذاءه أكثر". غبت عن الوسط الفني لفترة.. فما السبب؟ لا أعرف، المنتجون لا يقومون باستغلالي في الأعمال الفنية، والتمثيل هو مصدر رزقي الوحيد، وبشكل عام المصر بمثل بلدي وبتعامل بشكل جيد، الأقزام لا يُعاملون بصورة جيدة في مصر، وخارج مصر يعاملنا الجميع باحترام وتقدير. وهل يضايقك حصرك في نوعية أدوار معينة؟ لا أحد يحصرني في أدوار معينة فعندما يُعرض الدور عليّ إذا عجبني أوافق على تقديمه، وإذا لم يعجبني أرفضه، ولا مانع لدي من تقديم شخصية جادة، لكن لا يوجد تأليف أو إنتاج. وكيف ترى الصورة التي يظهر بها الأقزام في الأعمال الفنية؟ أرفض بالطبع كل الأعمال التي تستغل الأقزام بصورة سلبية، وهناك الكثير من الأعمال التي قامت بذلك وكان يقبلها القزم لأجل لقمة العيش، فنجدهم في المسرحيات يستهزءون بالأقزام من خلال الإفيهات، لمجرد الضحك فقط، مع أن القزم إنسان طبيعي مثله مثل أي شخص أخر. قدمت الكثير من الأعمال المسرحية.. فكيف تقيم المسرح حاليا؟ المسرح كان في بداياتي أكثر لمعانا ويحرص على مشاهدته الجمهور، لكن بعد الثورة انطفأ بريقه وغاب المسرح، وهناك محاولات لاستعادته من جديد منها محاولة النجم أشرف عبدالباقي عبر "تياترو مصر"، والذي اتمنى العمل معه. قولت إنك تعتبر الفنان أحمد بدير والدك الروحي.. لماذا؟ "حبني لنفسي مش لأني قزم"، حب تفكيري، وقال لي "هي دي روح الفنان، انت فنان جميل ونجم مسرح ومتزعلش من أي حد يقولك يا قزم"، وعندما يجد دور مناسب لي في أعماله يرسله لي، فقدمنا معا مسرحيات كثيرة في السعودية، وكان أخر عمل جمع بيننا مسرحية "شيء في صبري". ما هو الدور الذي تتمنى تقديمه؟ ليس هناك دور معين اتمنى تقديمه، لكن أنا كتبت أكثر من عمل فني، ولدي الكثير من الأفكار التي تنتظر منتج. أثارت شائعة وفاتك ضجة.. فكيف استقبلت الخبر؟ كنت في الغردقة مع زوجتي، لأنها تعمل هناك، وجاءني الخبر على التليفون من صديقي مساعد المخرج محمود عثمان، وانهالت بعده المكالمات للاطمئنان عليّ، ومن بين من هاتفني النقابة، الفنان أحمد بدير، الفنانة عفاف شعيب، الفنانة فيفي عبده التي بكت عند سماعها الخبر وارتدت الأسود، الفنان عمرو يسري، الفنان محمد الصاوي، والفنان محمد رمضان من خلال مدير أعماله. وهل أعاد الخبر تسليط الاضواء عليك؟ كأنه لم يحدث، لم يتغير شيء، والأرزاق بتاعت الله، محمد عيد اتدفن في الوسط. في نهاية حوارنا.. هل هناك رسالة معينة تود توجيهها للدولة؟ أود أن يصل صوتي للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي للاهتمام بالأقزام، وهم كُثر في جميع المحافطات وليس لهم معاشات، ولا يهتم بهم أحد، واتمنى أن ننشأ نقابة للأقزام، "لأن احنا لينا ظروف خاصة والبلد مش بتهتم بينا، غير استهزاء الناس بأي قزم ماشي في الشارع، دمي محروق بسبب الأقزام اللي الناس بتستهزئ بيهم".
