وافق البرلمان الأوكراني اليوم الخميس، على قانون للسماح لقوات عسكرية أجنبية بدخول البلاد في إطار سعيها لقمع الانتفاضة الانفصالية الموالية لروسيا في اثنين من مناطقها في اقصى الشرق . ويسعى مشروع القانون، الذي يحظر أيضا تواجد أي قوات عسكرية تعمل ضد الحكومة، للسماح تحديدا بدخول قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، وذلك وفقا لبيان نشر على الموقع الإلكتروني للبرلمان. وشهد هذا الأسبوع أسوأ اقتتال داخلي بين المتمردين الانفصاليين والجيش الأوكراني منذ تم التوقيع على وقف إطلاق النار في شباط/فبراير الماضي. وأدان الاتحاد الاوروبي اليوم الخميس هذ التصعيد ووصفه بأنه "أخطر انتهاك لوقف إطلاق النار" وانه "يخاطر بإطلاق العنان لموجة جديدة من العنف والمعاناة الإنسانية." وقالت لجنة العمل الخارجي بالمفوضية الأوروبية على موقعها على شبكة الإنترنت :" يجب احترام وقف إطلاق النار بالكامل و سحب جميع الأسلحة الثقيلة". وفي أوسلو أعرب أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرج للصحفيين عن إدانة مماثلة. واتهم شتولتنبرج روسيا أيضا بنشر قوات في شرق أوكرانيا، وتزويد الانفصاليين بالأسلحة الثقيلة - وهي مزاعم نفتها روسيا بشدة. وألقت كل من الحكومة الاوكرانية والمتمردين الموالين لروسيا اللوم على بعضهما البعض بشأن بدء الهجوم على بلدة مارينكا التي تسيطر عليها الحكومة صباح امس الأربعاء. وقالت الحكومة الاوكرانية إن 80 من المقاتلين الموالين لروسيا قتلوا وأصيب مئة في محاولة بائت بالفشل لاقتحام بلدة مارينكا التي تقع على مسافة 30 كيلومترا جنوب غرب مدينة دونيتسك معقل المتمردين. وقال المتحدث باسم الجيش الاوكراني اندري ليسينكو للصحفيين في كييف إن خمسة جنود اوكرانيين لقوا حتفهم في القتال. وقال مراقبو الأمن الأوروبيون اليوم إن القوات المتمردة شوهدت وهي تنقل المدفعية الثقيلة إلى خط الجبهة قبل اندلاع العنف. وقالت بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بيان إن 12 دبابة وغيرها من المركبات المدرعة شوهدت وهي تتوجه من مدينة دونيتسك في وقت متأخر من أمس الأول الثلاثاء إلى مارينكا. ويمنع وقف إطلاق النار وجود المدفعية الثقيلة في نطاق 50 كيلومترا مما يطلق عليه " خط الاتصال". أبلغ الجيش الاوكراني منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنه سوف ينقل المدفعية الثقيلة إلى خط الاتصال للتصدي ل" التهديد الحقيقي " الذي يشكله القتال في مارينكا، بحسب المنظمة. وكانت البلدة لاتزال تحت سيطرة الحكومة الاوكرانية بحلول مساء أمس الأربعاء عندما أوردت منظمة الأمن والتعاون أن الوضع هادئ.