لم يستطع السويسري جوزيف بلاتر، أن يصمد طويلا في رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد فوزه بولاية خامسة، على إثر "عاصفة الغضب" التي انهالت على وجهه بعض فضائح الفساد التي هزت عرش الفيفا قبل الانتخابات الماضية. وأعلن بلاتر اليوم استقالته، داعيا لعقد اجتماع استثنائي للجمعية العمومية (كونجرس) للفيفا لاختيار خليفته. وواجه بلاتر أسبابا عديدة دعته لإعلان استقالته المبكرة اليوم، وشمل ذلك: 1 - فضائح الفساد في سابقة مفاجئة وقبل يومين فقط من إجراء انتخابات كونجرس فيفا، ألقت الشرطة السويسرية في زيوريخ القبض على سبعة من المسؤولين البارزين في عالم كرة القدم من بينهم نائبين لرئيس الفيفا لتسليمهم إلى الولاياتالمتحدة ضمن التحقيقات الأمريكية الجارية حاليا بشأن فضيحة فساد مما ألقى بالغموض على موقف بلاتر في انتخابات الغد. وأجرت السلطات السويسرية تحقيقا بشأن ادعاءات فساد أخرى في عملية التصويت على منح حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 إلى روسيا وقطر. وأصدرت السلطات الأمريكية بيانا موجزا للادعاءات ضد 14 من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) متهمين بالفساد، حيث كشفت المستندات أنماط الرشى والفساد وغسل الأموال، مع زيادة حجم الاموال وامتلاء جيوب المسئولين بالأموال على مر السنين. وأوضحت السلطات الأمريكية أن تهم الفساد تشمل: كأس كوباأمريكا (كأس أمم أمريكا الجنوبية) في عام 1986، والكأس الذهبية لأمم اتحاد كونكاكاف، وكوبا ليبرتادورس في عام 2000، كأس العالم 2010 والمتهم فيها جاك وارنر رئيس كونكاكاف، وانتخابات رئاسة الفيفا 2011 والمتهم فيها القطري محمد بن همام. وتتضمن قائمة المسؤولين الذين توجه إليهم الاتهامات جيفري ويب رئيس اتحاد كرة القدم في جزر كايمان ونائب رئيس الفيفا، وإيوجينيو فيجويريدو من أوروجواي وهو نائب أيضا لرئيس الفيفا ورئيس سابق لاتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية والترينيدادي جاك وارنر النائب السابق لرئيس الفيفا ورئيس اتحاد كرة القدم بمنطقة الكاريبي. وأصدرت لجنة القيم بالفيفا قرارا طارئا أمس بإيقاف 11 من المتورطين في هذه الفضيحة بشكل مؤقت عن ممارسة أي أنشطة تتعلق باللعبة محليا ودوليا انتظارا لنتائج التحقيقات. 2- غضب أوروبا مثلت فضائح الفساد المتهم فيها "رجال بلاتر" هزة قوية للعجوز السويسري، حيث انهالك المطالب فوق رأسه تطالبه بالانسحاب من خوض انتخابات رئاسة فيفا، كما دعت لتأجيل عقد كونجرس الفيفا وعدم استكمال الانتخابات. ودعا الفرنسي ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بلاتر بالتنحي وعدم خوض الانتخابات بعد هذه الفضيحة. وهدد الاتحاد الأوروبي بالانسحاب من البطولات التي يشرف عليها (فيفا) حال فوز بلاتر بالولاية الخامسة. كما أعلن الاتحاد الإنجليزي تصويته للأمير علي بن الحسين، في إشارة لرفض التجديد لبلاتر. وطالب رئيس الوزراء البريطاني بالتحقيق في فضائح الفساد بفيفا وانسحاب بلاتر من الانتخابات. وعقب إعلان بلاتر استقالته، رحب فولفجانج نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم بإعلان السويسري لذلك. وقال نيرسباخ إن هذا القرار "الصحيح بشكل مطلق جاء متأخرا". 3- قلق الرعاة ولأن لعبة كرة القدم لم تعد هواية بقدر ما تحولت إلى لعبة إستثمارية واقتصادية في المقام الأول، شكل الرعاة الكبار للفيفا من الضغط على رئيسه للمطالبة بمكافحة الفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم. وضاعف الرعاة الكبار من الضغوط الواقعة على (فيفا) إزاء فضيحة الفساد الجديدة، حيث ذكرت شركة "فيزا" لبطاقات الائتمان: "نشعر بخيبة أمل وقلق عميقين في ضوء التطورات التي حدثت اليوم.. ننتظر، كراع للاتحاد، أن يتخذ الفيفا خطوات سريعة ومباشرة لتوضيح هذه الأمور".
كما قالت شركة "هيونداي" الكورية الجنوبية لصناعة السيارات أنها "شعرت بقلق بالغ إزاء الإجراءات القانونية التي اتخذت ضد مسؤولين محددين بالفيفا وسنواصل مراقبة الموقف عن كثب". وانضمت شركة الخطوط الجوية الإماراتية إلى شركتي "أديداس" للملابس الرياضية و"كوكا-كولا" للمشروبات الغازية ، في قائمة الرعاة الذين أبدوا قلقهم.
