في طفولتها كانت جدتها تناديها عندما يُعرض فيلما للفنانة "فاتن حمامة"، تجري "ماجي أنور" أمام التلفاز، تجلس أمامه مشدوهة نحو "الفاتنة"، المثال الحي للأنوثة، للجمال والأناقة والرقة، للأداء الساحر البسيط، حفظت الطفلة عن ظهر قلب أفلامها، كل مشهد، كل كلمة، نظرة، حركة "كان لها تأثير وجزء مهم جدًا في حياتي ونظرتي للسينما"، كبرت الطفلة، صارت مخرجة شابة، كتب لها القدر مقابلة سيدة الشاشة العربية، الحديث معها لساعات، وتسجيل مقطع صوتي أصبح فيما بعد نواة لفيلما تسجيليا عن الممثلة القديرة بعد وفاتها مباشرة وصل إلى "ركن الأفلام" في مهرجان "كان "السينمائي، " اكتئبت أول ما عرفت خبر وفاتها .. بس بعد وقت قررت أعمل فيلم إهداء لها ولفنها العظيم" قالتها "ماجي" بفخر. كانت "ماجي" قد حاولت التواصل مع "فاتن" في العام الماضي، للحصول على موافقتها أن تكون الدورة الثالثة من مهرجان المنصورة للأفلام باسمها، حصلت على هاتفها، طلبت مقابلتها فرحبت بها "قالتي لي إنها مش بتقابل حد.. بس كان عندها فضول تعرف البنت اللي بتكلمها بثقة وجرأة"، لمست دفء جلستها، الود في كلماتها، سعادتها بأعمالها وبما قدمته للسينما المصرية، ثم تركت للمخرجة الشابة تسجيلا عن طفولتها وأعمالها "حولنا المهرجان باسمها. وبدأت أعد للفيلم وأتواصل مع النجوم اللي هتظهر فيه بمساعدة الفنان سامح الصريطي". نظرا لرحيل "فاتن" المفاجئ، قررت "ماجي" التصوير سريعا خلال فاعليات المهرجان، تحمس للفكرة مدير التصوير "محمد خيري"، والمونتير "هيثم كرم"، والمؤلف الموسيقى "شريف الوسيمي"، ولم تجد تعنت من النجوم التي أرادت أن يتحدثوا عن الراحلة خلال الفيلم "ساعدوني جدًا في إنجاز التصوير بتشجيعهم واستقبالهم الراقي". اختارت المخرجة الشابة "يسرا ونيللي ومحمود يس وجميل راتب وسمير صبري وهشام سليم" للظهور في فيلمها للحديث عن "حمامة"، كلا منهم يحمل في جعبته الكثير من الذكريات عن "الفاتنة"، وافقوا رغم قلة ظهورهم في وسائل الإعلام لأن الشخصية تستحق، وشغف "ماجي" وحبها لما تفعله كان يبدو جليا خلال شرح فكرتها بحماس "خلصنا الفيلم في 10 أيام ودا وقت قياسي"، في تتر النهاية كان هناك شكر خاص لعدد من الأسماء لم يظهر أحدهم في الفيلم منهم المخرج خيري بشارة والفنان عزت العلايلي " رحبوا بالتصوير لكن لظروف طارئة مصورناش.. فقررت إن أقل حاجة أشكرهم". استعانت الشابة العشرينية بمقاطع مميزة من أفلام الفنانة العبقرية تظهر خلال الفيلم "عندي أرشيف خاصة بيها.. فيديوهات وصور"، عرضتهم على الراحلة في وقت سابق، ولم يحتوِ الفيلم على الكثير من المعلومات عن "فاتن" نظرا لضيق الوقت واكتفت بما ذكره أصدقائها الفنانين عنها، وعرض في ختام مهرجان "فاتن حمامة"، وعند انتهائه ضجت القاعة بتصفيق الحضور "سمعت صوتهم من برة القاعة لأني مبعرفش أتفرج على أفلامي مع حد" كان الأمر ساحرا بالنسبة لها. "الفاتنة" من إنتاج "ماجي"، لم تلجأ إلى أحد لمساعدتها، كانت مندفعة لقرار أخذته عن إيمان وحُب ل "فاتن حمامة" ورغبة في تكريمها وإحياء ذكراها إلى أبد الأبدين، وعرض الفيلم في مهرجان مالمو للسينما العربية "أشادوا بيه واتكلمنا طول الندوة عن أعمال فاتن حمامة"، قبل أن تتلقى رسالة من مهرجان "كان" السينمائي يؤكد عرض الفيلم ضمن فاعلياته في"ركن الأفلام" بمساندة من الناقد "صلاح السرميني"، كانت أمنية لديها وتحققت "لحظة ما عرفت حسيت إني عايزة أتصل بالفاتنة وأقولها عشان تفرح معايا".
