رقص، وغناء، وتمثيل، كل العوامل الفنية اكتملت فيها، هي الفنانة نعيمة عاكف ابنة مدينة طنطا، التي ولدت لأسرة تعمل في مجال "السيرك"، وتقدم عروضها بالتزامن مع الاحتفال بمولد "السيد البدوي"، هكذا عاشت نعيمة دون أن تعرف أنها ستصبح يوما من كبار فناني الاستعراض في مصر والوطن العربي. كان لنشأتها عامل رئيسي في تكوينها، ظهرت ابنة مدينة طنطا، لتجد نفسها "بهلواناً" يُضحك الأخرين ويرسم البسمة علي وجوههم، وتجد نفسها بين الوحوش والحيوانات مع أبيها وأمها في "السيرك"، لتقدم عروضاً استعراضية متنوعة، وعند بلوغها العاشرة تركت والدتها السيرك وتزوج أبيها من امرأة أخري ليتركوا طنطا وتعيش في القاهرة مع أمها بشارع محمد علي. بحثت نعيمة بعد ذلك عن عمل في ملاهي منطقة "الكيت كات"، وبالفعل عملت في تلك الملاهي لفترة طويلة الى ان جاءت النقلة الفنية لها من خلال المخرج أحمد كامل مرسي، ومن هنا التقطها المخرجون والمنتجون وكانت البداية معه وقدمها كراقصة في فيلم "ست البيت". اثبتت نعيمة نفسها في هذا الفيلم إلى ان شاهدها المخرج حسين فوزي، فوقع اختياره عليها، وبالفعل قدمت معه فيلم "العيش والملح"، وتطورت العلاقة بينهم فقام بتوقيع عقد احتكار معها لتقديم عدد من الأفلام، وكما تطورت علاقتهما الفنية تطورت علاقتهما الشخصية وتزوجا، لتنتقل من شارع محمد علي إلى فيلا بمنطقة "مصر الجديدة". كانت أول بطولة سينمائية لها من خلال فيلم "لهاليبو"، لتقدم مع زوجها عدد أخر من الافلام التي أخرجها منها "بلدي وخفة، بابا عريس، فتاة السيرك، جنة ونار، تمر حنة، يا حلاوة الحب"، ودام الزواج بينهما لعشر سنوات، تعلمت نعيمة فن الاتيكيت، وعدد من اللغات منها الفرنسية والانجليزية، وانفصلا بعد أن دبت الغيرة بينهما وأصبحت الخلافات هي التعامل الأساسي بينهما. قدمت نعيمة مع فوزي ما يقرب من 15 فيلماً سينمائياً، تزوجت بعد ذلك من المحاسب صلاح الدين عبد العليم، وانجبت منه ابنها الوحيد محمد، واصبح لنعيمة جمهور خاص، وذاع صيتها كراقصة غنائية، وفي فترة قصيرة وسن صغير. قدمت أروع الاعمال مع الفنان الراحل سليمان نجيب، وتطور ادائها ونضج على مدار مشوارها الفني، الذي نتج عنه 25 فيلما أشهرهم "بحبك يا حسن، تمر حنة، لهاليبو، يا حلاوة الحب، فتاة السيرك، أمير الدهاء، مدرسة البنات، 4 بنات وضابط، العيش والملح". عمر قصير عاشته في الحياة فقد رحلت عن عمر يناهز 37 عاماً ولكنها بقيت بأعمالها، رحلت نعيمة بعد معاناة مع المرض لاصابتها بالسرطان، وظلت ملازمة الفراش لمدة 6 اشهر, وتم منعها من السفر لتلقي العلاج في الخارج نظراً لسوء الحالة الصحية، وماتت نعيمة وهي على ذمة زوجها الثاني لتكون النهاية المأسوية لهذه الفنانة المفعمة بالحيوية. اشتهرت نعيمة عاكف في عالم الفن ب"لهاليبو أو ولعة" وهما الشخصيتين الأبرز في أفلامها، لترحل عن عالمنا تاركة ورائها رصيداً غنائياً وفنيا متنوعاً انضم إلى علامات السينما المصرية والعربية.
