قال سكان في المناطق الجنوبية في اليمن إن نهاية عاصفة الحزم هي بداية "الحرب الحقيقية" ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في مدينة عدن الساحلية وبقية مدن الجنوب. ولا يزال القتال مستمرا على الأرض بين متمردي الحوثيين والقوات الموالية للحكومة اليمنية في مدينة عدن - ثاني أكبر المدن في البلاد - وبلدات أخرى الأربعاء، بالرغم من انتهاء الحملة التي تقودها السعودية، بحسب ما ذكره شهود عيان. وأفاد سكان أيضا بوقوع اشتباكات في المدينة اليمنية الثالثة، تعز، ومدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، بعد توقف غارات التحالف عند منتصف الليل. وقال شهود إن هناك إصابات. يأتي ذلك بعد إعلان التحالف الذي تقوده السعودية الثلاثاء وقف حملته الجوية التي بدأها في 26 مارس مساندة لقوات الرئيس هادي، لكنه قال إنه سيقف متأهبا لاستئناف الحملة إذا اقتضت الضرورة. وأعلنت وزارة الدفاع السعودية أن قرار إنهاء الحملة اتُخذ بناء على طلب الحكومة اليمنية، مؤكدة أن حملة "عاصفة الحزم" حققت أهدافها العسكرية. وتشهد العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم هدوء حذرا عقب توقف الضربات الجوية، حيث بدأت الحركة الطبيعية تعود إلى مجراها بشكل بسيط، إلا أن الخدمات الأساسية لم تتوفر حتى اليوم، فلا يزال انقطاع الكهرباء مستمرا منذ أكثر من اسبوع، مع انعدام المشتقات النفطية. ويقول سكان في عدن إنه "مع نهاية إعلان حرب عاصفة الحزم تبدأ الحرب الحقيقة ضد المليشيات الحوثية الإجرامية في عدن والجنوب". وأضاف شهود إلى الحرب ما زالت مستمرة على الأرض والمليشيات الحوثية والقوات الموالية لصالح لازالت تقصف إحياء عدن. وقال مواطن يدعى أحمد الدماني "حتى هذه اللحظة الضرب مستمر على الجنوبيين من قبل قوات صالح والحوثيين". ورغم الإعلان رسميا عن توقف غارات عاصفة الحزم، إلا أن تقارير تفيد بمواصلة التحالف غاراته التي تستهدف الحوثيين في مدينة تعز. وكان مصدر في الجيش اليمني قد أفاد بأن المتمردين الحوثيين سيطروا على مقر للواء موال للحكومة في مدينة تعز الأربعاء بعد ساعات فقط من انتهاء حملة التحالف التي استمرت أربعة أسابيع. ونقلت وكالة فرانس برس عن ضابط في الجيش من داخل الموقع قوله إن مقر اللواء 35 المسلح الموجود في ضواحي المدينة الشمالية سقط في أيدي الحوثيين بعد قتال عنيف أدى إلى وقوع عدد من القتلى والإصابات. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية في الجنوب لمصراوي إن "انتهاء عاصفة الحزم لا يعني وقف إطلاق النار.. سيتم ضرب اي تحركات عسكرية للحوثيين وصالح". وأعلنت تحالف عاصفة الحزم بدء ما سماه عملية "إعادة الأمل" تركز على إيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن. وشكر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السعودية على دعم "شرعيته" في كلمة بثتها محطات تلفزيونية. وقال هادي من الرياض التي فرّ إليها عقب اندلاع العنف في بلاده "اتقدم باسمي ونيابة عن الشعب اليمني بخالص الشكر والتقدير لأشقائنا العرب والمسلمين وشركائنا في تحالف دعم الشرعية." وأضاف "سننتصر بإذن الله، وليس هناك أدنى شك في ذلك، وسوف نتخطى هذه الأزمة ونعود لبلدنا العزيز قريباً، سنعود إلى صنعاءوعدن لإعادة الأمل ولرسم الابتسامة على وجوه شعبنا." وأشار هادي إلى أنه سيبذل قصارى جهده لبناء وتطوير ومعالجة أي مصاب، كما أنه سيتم تعويض الأشخاص الذين عانوا من الأزمة الأخيرة، مشدداً على "البدء ببناء اليمن الجديد".