رعب وقلق يحاصران أهالى قرية النجار التابعة لمركز بنى سويف، نيران تشتعل هنا وهناك فجأة ودون سبب على حسب وصف الأهالى، أسر بأكملها انتقلت للعيش امام منازلهم خوفا على اطفالهم ان تطولهم النيران او اذى يلحق بهم، العفاريت الجن ربنا العالم كلمات يرددها الأهالى باستمرار ويجدونها تفسيرا مريحا لما يحدث لهم. على طول الطريق الزراعى ( بنى سويف الفيوم) بمسافة 300 متر قبل ان تطأ قدميك لقرية النجار تجد النيران مشتعلة على حافة الطريق أدخنة تتصاعد نيران تشتعل فى اكوام القمامة وكأنه دليل على وجود شىء غريب داخل تلك القرية التى لا تتعدى ال50 منزلًا، وفى شوارع ضيقة لا تتعد المترين او تزيد قليلا منازل فقيرة متراصة بشكل عشوائى، تنتشر الحكايات والروايات حول المجهول والذى غالبا ما يفسرونه بالعفاريت والجن الذى جاء لاستهدافهم وإشعال النيران بمنازلهم. أهالى حالتهم منهكة الاتربة تملا أجسادسه إصابات سطحية بأقدامهم وايديهم، يتجمعون فى نهاية شارع ضيق امام منازلهم وكأنهم على أهبة الاستعداد لمقاومة الحرائق وسرعة إخمادها. يقول عبد الرحمن محمود، 46 سنة، موظف، فى البداية فوجئت منذ شهرين بسقوط طوب وحجارة علينا اثناء جلوسنا امام المنزل، حاولنا الوصول لسبب سقوط تلك الحجارة او من قام بإلقائها لكننا فشلنا جميعا، وتكررت تلك الحادثة لعدة مرات على ايام مختلفة واغلبها خلال فترة النهار، إلا ان الامر تحول بعدها الى حرائق ونيران تلتهم كل ما يقابلها بمنازلنا انا واشقائى وابناء عمومتى، حتى وصل عدد المنازل المحترقة حتى الان 7 منازل لنا وجميعنا فى مناطق متجاورة، فى البداية لم يخطر ببالنا ما يحدث لنا وحاولنا بكل الطرق تأمين المنازل ومراقبتها لمعرفة سبب إشتعال النيران أو من يقوم بها، إلا اننا اكتشفنا المفاجأة، النيران تشتعل فى غيابنا جميعا، حتى لو كنا بغرفة مجاورة". ويضيف" عبد الرحمن " لسنا فى عداوه مع احد من اهالى القرية، حتى يخمن البعض او يفسر ان هناك من يشعل النيران التى تفاجئنا ونشتم رائحتها من بعيد نتوجه ناحيتها على الفور واذا تمكنا من الوصول مبكرا يمكننا إطفائها بسهولة، ولو تأخرنا لا نستطيع السيطرة عليها حتى تتمكن من التهام كل ما يقابلها من عفش او اجهزة كهربائية. ويقول محمد صلاح، النيران تشتعل بشكل مفاجئ فى عدم وجود احد داخل الغرف او المنزل، واستعنا عدة مرات بسيارات الاطفاء والتى تمكنت من إخماد النيران لكن بعدما التهمت اثاث منزل ابن عمى بالكامل، حيث كانت فى البداية عبارة عن اشتعال النيران وانطفائها دون تدخل من أحد، واستمر هذا الوضع لمدة 4 أيام، دون خسائر، وبعدها بدأت في الاشتعال في أثاث المنازل، وانتقالها من منزل لآخر حتى وصلت إلى أكثر من 7 منازل حتى الان، القران يملأ المنازل حماية لنا ولأبنائنا، حتى استعنا بعدد من المشايخ والذين فشلوا فى السيطرة على الحرائق ومنعها، سمعنا احاديث كثيرة عن وجود جن سفلي لكننا فشلنا فى معرفة السبب. ويضيف محمود صلاح" شقة شقيقى احترقت بالكامل الاثاث والعفش والاجهزة الكهربائية، ولم نتمكن من السيطرة على النيران الا بعد 4 ساعات كامل وبعد التهامها كل فى الشقة، وفى إحدى المرات اثناء تجمعنا اسفل منازلنا لحمايتها تعرضنا لإلقاء طوب وحجارة مفاجىء من اعلى اصابت احداها نجل شقيقى فى بكسر فى الجمجمة وتكلفنا اكثر من 18 الف جنية من خلال اجراء عملية بأحدى المستشفيات الخاصة، بالاضافة الى اصابة شقيقى فى قدمة، مؤكدا على تحرير محضر برقم 1966 لسنة 2015 إدارى مركز شرطة بنى سويف، يتضررون فيه من الحرائق المستمرة بالقرية، والتى لم يعرف لها سبب حقيقى حتى الآن وأدت لتدمير منازل الكثير من أهالى القرية والذين لا يملكون مأوى آخر لهم غير منازلهم التى احترقت وتحولت بعضها لأكوام من الرماد. ومن داخل القرية يقول أحمد منصور، فلاح، " احنا مرعوبين من اللى بنسمعة وخايفين للنيران توصل لمنازلنا، لحد دلوقت الحرايق فى منازل عائلة واحدة، كلهم قرايب فى بعض، النار تولع كل شوية وتطفى فى بيت واحد فيهم، القرية كلها تجرى على هناك ونحاول نطفيها، وفية ناس كتيرة بتخاف تروح ناحيتهم، لان محدش عارف سبب الحرايق اية، وعلى كلامهم بيقولوا جن وعفاريت وكل شوية يجيبوا شيخ واتنين، بس مش عارفين يمنعوا النيران دى، وربنا معاهم ومعانا".