وافق مجلس النواب الليبي، أمس الاثنين، على تعيين اللواء خليفة حفتر قائدا عاما للجيش الليبي، مع ترقيته إلى رتبة فريق. وذلك بعد أن صَوتّ مجلس النواب الليبي المنتخب، الثلاثاء الماضي، في جلسة مغلقة حضرها 80 عضواً على تعديل القانون بشأن اختصاصات المناصب القيادية العسكرية، واستحداث منصب القائد العام للجيش الوطني. ويقود حفتر عملية عسكرية أطلق عيها ''كرامة ليبيا''، بدأت في مايو من العام المنصرم، لتطهير مدينة بني غازي – ثاني أكبر المدن الليبية بعد العاصمة طرابلس – من المسلحين الذين يسيطرون عليها، وأيضا لتطهير ليبيا من ''المتطرفين الظلاميين والتكفيريين وجماعة الإخوان المسلمين'' – بحسب قوله - متوعدا بتقديم كبار مسؤولي المؤتمر الوطني العام (البرلمان) والحكومة، وهما أعلى سلطتين سياسيتين ودستوريتين في البلاد، للمحاكمة في حال اعتقالهم بتهمة ارتكاب جرائم ضد الشعب الليبي خلال فترة توليهم السلطة. وطالب حفتر وقتها ''المجلس الأعلى للقضاء في ليبيا بتشكيل مجلس أعلى لرئاسة الدولة يكون مدنيا يتولى الإشراف على مرحلة انتقالية جديدة''، مؤكدا في تصريحات صحفية أنه ''لا رغبة لديه مطلقًا في الترشح لمنصب الرئيس، ولكن إذا كانت هناك إرادة ورغبة من الشعب سأترشح، لأن هذه هي إرادته، وهو الذي يختار من يحكمه''. وعود لم تنفذ حدد خليفة حفتر، ال15 من ديسمبر الفائت، موعدا لطرد ما وصفهم ب ''الميليشيات الإسلامية'' من بنغازي وثلاثة أشهر لاستعادة العاصمة طرابلس منهم. وتشن قوات موالية للواء حفتر وعبدالله الثني رئيس الوزراء، الذي يعترف به المجتمع الدولي، هجمات في غرب طرابلس وفي بنغازي لاستعادة أكبر مدينتين في ليبيا سقطتا هذا الصيف في أيدي الميليشيات الإسلامية. وقال اللواء حفتر، في مقابلة نشرتها كورييري ديلا سيرا صحيفة الإيطالية ''بالنسبة إلى طرابلس لسنا إلا في البداية لأننا نحتاج إلى مزيد من الوقت ومزيد من الإمدادات''. وأضاف: ''أمهلت نفسي ثلاثة أشهر لكننا قد نحتاج إلى أقل من هذه الفترة، فليس من الصعب التغلب على إسلاميي فجر ليبيا، وكذلك قوات الدولة الإسلامية في مدينة درنة'' الواقعة في شرق البلاد وأصبحت معقل أنصار داعش''. وأكد حفتر أن ''بنغازي تبقى الأولوية فأنصار الشريعة متمرسون في القتال، وهذا يتطلب مزيدا من الجهود، وحتى لو لم يكن لديهم مخططون عسكريون كبار ومع أننا نسيطر على 80 في المئة من المدينة''. ويريد اللواء حفتر أن يعود البرلمان وحكومة الثني الموجودان الآن في طبرق شرق البلاد، إلى بنغازي على الأقل. وقال ''لقد حددت موعدا واضحا هو 15 كانون الأول/ديسمبر''. وشدد اللواء حفتر في المقابلة التي أجريت معه في بنغازي على أن ''برلمان طبرق هو البرلمان الذي انتخبه الشعب. وبرلمان طرابلس هو مجلس غير شرعي وإسلامي يريد إعادة التاريخ إلى الوراء''. لكن اللواء حفتر قال إن ''التهديد الحقيقي يأتي من المتطرفين الذين يسعون إلى فرض إرادتهم في كل مكان. إذا سيطر أنصار الشريعة على الحكم هنا، سيصل التهديد إلى أوروبا، إلى منازلكم''. إلا أنه ورغم مرور المهلة الأولى في ديسمبر والمهلة الثانية على وشط الانتهاء، لم يتمكن حفتر حتى الآن، من استعادة العاصمة طرابلس، أو على الأقل تحرير بني غازي. خسائر الكرامة لأكثر من 10 أشهر، تحاول قوات الفريق خليفة حفتر، تحرير مدينة بني غازي، إلا أنها تتكبد خسائر كبيرة كان أبرزها مقتل آمر الكتيبة 309 طبرق، فتحي الفرجاني، جراء الاشتباكات العنيفة خلال المعارك بين الجيش الليبي وتنظيم أنصار الشريعة بالمحور الغربي لمدينة بنغازي – بحسب ما صرح به مصدر عسكري. وقال المصدر ''إن قوات الجيش تحقق تقدما بكافة محاور بنغازي.. مشيرا إلى أن قوات الجيش كبدت أنصار الشريعة، خسائر بشرية كبيرة''. ويفسر محمد الحجازي، متحدث عملية ''كرامة ليبيا'' تأخر الحسم في بنغازي، بسبب ما وصفه ''بالمليشيات تقوم بتفخيخ المنازل، خاصة في منطقة سوق الحوت متبعين سياسة الأرض المحروقة، ولذلك فإن قوات الجيش الليبي تسير ببطء وتتقدمها كتيبة الهندسة التي تقوم بفك هذه الألغام''. وأشار إلى أن كتيبة الهندسة العسكرية فككت عدة حقائب متفجرة تزن الواحدة منها ما بين 7 إلى 9 كيلو جرامات، ولهذا السبب وحرصا منهم على سلامة الجنود، فإن الحذر هو منهجهم في التقدم نحو المدينة. السيسي وحفتر شبهت العديد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية اللواء خليفة حفتر بالمشير عبد الفتاح السيسي، إبان قيامه بعملية ''كرامة ليبيا''، خاصة مع تصريحاته التي أكد فيها أنه لا يمانع نفسه من الترشح لرئاسة ليبيا عقب انتهاء معاركه العسكرية. وقال حفتر، في مايو الفائت، إنه لم يتلقَ أي دعم من مصر أو جهات خارجية، متمنيا لقاء المشير عبد الفتاح السيسي باعتباره رجل عسكري ذو كفاءة عالية وسيقود مصر إلى الاستقرار . ونشرت ''بي بي سي'' تقريرا في نسختها باللغة العربية تحت عنوان '' هل يسعى اللواء حفتر إلى استنساخ تجربة المشير السيسي؟''. قالت فيه إن اللواء حفتر يرى أن المؤتمر الوطني العام قاد البلاد نحو نفق مظلم لا يستطيع أن يخرج منه، وأن الثورة انتهت إلى طريق مسدود. في الوقت نفسه، اتهم الإخوان المسلمين في ليبيا بتشكيل جماعات من الإسلاميين المتطرفين، ومنح مقاتليها جوازات سفر ليبية، ويضيف المسؤول العسكري الليبي أن ''الهدف من العملية هو استعادة الأمن والطمأنينة الى الليبيين وليس الاستيلاء على السلطة''. إلا أنه أشار الى احتمال ترشحه لمنصب رئيس الدولة الليبية إذا ما طلبت منه الجماهير ذلك، وعبر صناديق الاقتراع مستقبلا. ونفى اللواء حفتر تلقيه أي دعم أو مساعدة من أي جهة عربية أو غير عربية كانت، مضيفا أن أفراد القوات الموالية له لم يتلقوا رواتبهم منذ أربعة أشهر. مصر والتدخل العسكري في أكتوبر الفائت، صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، بأن لديها تقارير تفيد بقيام قوات مصرية عسكرية بمساندة اللواء خليفة حفتر في معاركة مع المسلحين في بني غازي، غير أنها تراجعت عن تلك التصريحات، قائلة: ''ليست لدينا أي معلومات تؤكد ذلك''. وهو ما أكده علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في بيان رسمي فور صدور الخبر، نافيا أن تكون الطائرات المصرية شاركت في توجيه ضربات على ليبيا. كما نفى الناطق باسم غرفة عملية ''كرامة ليبيا''، الرائد محمد الحجازي مشاركة أي طائرة مصرية في الاشتباكات التي تدور حاليا ببنغازي، لافتا إلى أن الطائرات التي قصفت مواقع لأنصار الشريعة في بنغازي تابعة لسلاح الجو الليبي. في الشهر الماضي، أعلنت القوات المسلحة المصري، شن غارات جوية على معاقل لتنظيم داعش في ليبيا بالتنسيق مع القوات الجوية الليبية ، وذلك ردا على الفيديو الذي نشر على الإنترنت وأظهر قيام تنظيم داعش الإرهابي بقتل 20 مصريا ذبحا.