في تطور مفاجئ للعلاقات بين الجارتين الشاميتين، سورياوالأردن، هاجمت سوريا شقيقتها الأردنية متهمة الأخيرة بتصدير ما أسماه الإرهابيين إلى داخل أراضيه. واتهم وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، المملكة الأردنية خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البيلاروسي، أمس الاثنين، بتصدير الأردن للإرهابيين، حيث قال إن ''الأردن جزء من عملية إرسال الإرهابيين عبر حدوده إلى سوريا بعد تلقيهم التدريبات في معسكرات داخله بإشراف أمريكي وأن محاربته لداعش ما هي إلا لأسباب تعني الأردن وأنه لا يحارب جبهة النصرة على حدوده''. تأتي تلك التصريحات بعد أيام قليلة، من تصريحات المعلم والتي دعا من خلالها عمان للتنسيق فيما بينهما لمواجهة الإرهاب بعد قتل داعش للطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا. هجوم سوري قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إن سوريا أدانت الجريمة الإرهابية باغتيال الطيار الأردني معاذ الكساسبة وقدمت التعازي لعائلته وللشعب الأردني الشقيق ووجهت دعوة إلى الحكومة الأردنية للتنسيق معها في مكافحة الإرهاب رغم معرفتها المسبقة أن الأردن لا يملك قرارا مستقلا لإقامة هذا التعاون. وأضاف المعلم إن الأردن جزء من تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة وجزء من عملية إرسال الإرهابيين عبر حدوده بعد تدريبهم في معسكرات بالأردن بإشراف الولاياتالمتحدة مبيناً أن الأردن الذي يحارب داعش لأسبابه، لا يحارب جبهة النصرة وهي على حدوده. وجدد المعلم الإشارة إلى أن أحداً لم يجب على تساؤل سوريا المستغرب عن كيف يأتي الإرهابيون عبر الأردن بالعشرات للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية وعندما يرغب واحد أو اثنان منهم بالعودة إلى الأردن يتم قتله. رد أردني في المقابل، رد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، على تصريحات المعلم قائلا إن ''التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم حول الأردن مرفوضة''. وقال المومني، إن موقف الأردن القومي والإنساني تجاه ما يحدث في سوريا بائن للكافة، مشيرا إلى أن المملكة تحملت التداعيات الأكبر للأزمة السوريا. وأشار إلى أن الأردن كان الأشد حرصا على حل سياسي للأزمة السورية. تنسيق لمحاربة الإرهاب وقبل أيام حثت سوريا، الأردن على العمل سويا في مواجهة تنظيم داعش وجناح تنظيم القاعدة في البلاد – بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا – وذلك بعد إدانتها قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة فيما وصفته بأنه ''جريمة إرهابية بشعة''. وقالت وزارة الخارجية السورية في دعوتها للحكومة الأردنية ''نتعاون سويا في مكافحة الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) وجبهة النصرة الذراع الإرهابي لتنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بهما في سوريا والمنطقة.'' فيما قال العاهل الأردني، الملك عبد الله، إن الأردن داعم لإيجاد حل سياسي للأزمة، يحفظ وحدة سوريا وينهي معاناة شعبها المستمرة منذ سنوات. وأكد عبدالله، بحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الأردن يدعم أمن واستقرار العراق الشقيق، وجهود الحكومة العراقية في هذا المضمار. وعند الحديث عن الوضع في سورياوالعراق وما تعانيانه من خطر التنظيمات الإرهابية، أعاد عبدالله التأكيد على ضرورة دعم العشائر التي تواجه خطر وتهديد الإرهاب في كلا البلدين.