تصوير- علاء أحمد ومروة محمد: وسط قنابل الغاز وطلقات الخرطوش وهرولة العشرات في شارع متكدس بالسيارات، حاول أحد المواطنين إنقاذ شيماء الصباغ، أمين العمل الجماهيري بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. لم يحالفه الحظ وألقت قوات الأمن القبض عليه، وأودعته في سيارة الترحيلات، بعد أن سقط ''شاله'' على الأرض وسقطت بعده شيماء على الأرض، وحملها شخص آخر إلى مقهى قريب من ميدان طلعت حرب، في محاولة لإسعافها لكن وسط العشرات الذين سكبوا عليها الماء ومحاولة إيقاف نزيف الدماء، ذهبت في غيبوبة، لم يكن المتواجدون يعلمون أنها اللحظات الأخيرة في حياتها. لم يكن رفقائها الذين شاركوها المسيرة المحملة بالورود، التي تحركت من شارع هدى شعراوي، متجهة إلى ميدان طلعت حرب ومن ثم إلى التحرير، عبر السير على الأرصفة دون قطع للطريق، لوضع الأكاليل على النصب التذكاري لشهداء الثورة، يتخيلون أن الوردة المتحركة تارة في أول المسيرة وتارة في آخرها ستلقي حتفها في يوم كانوا يعتبروه عُرس لمصر، حيث أطاحت في مثل هذه الأيام بنظام اعتبروه فاسد. ''عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية''، آخر ما هتفت به الصباغ، قبل أن تفض قوات الأمن الوقفة السلمية التي دعا لها حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، للاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، المطالبين فيها باستكمال أهداف ومطالب الثورة.
