عربت ألمانيا عن اعتزامها تعزيز دعمها لتونس في مكافحة الجماعات الإسلامية المتطرفة. وتعهد وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، اليوم الجمعة، خلال زيارته لتونس بمساعدة خاصة في مكافحة الاضطرابات القادمة من ليبيا المجاورة، التي تشكل "تهديدا لتونس" - على حد تعبيره. وأعلن شتاينماير مع نظيره التونسي فيصل قويعة تعزيز التواصل بين سلطات الأمن في البلدين. وأكد شتاينماير ضرورة تجنب "تدفق الأسلحة والأصوليين المتطرفين" من ليبيا. يذكر أن ألمانيا وردت إلى تونس بالتعاون مع فرنسا معدات تستخدم في الرقابة على الحدود، مثل الكاميرات الحرارية. وقال شتاينماير: "نعلم أنه حتى سلطات الأمن وقوات الجيش المسلحة تسليحا جيدا لا يمكنها حل مثل هذا النزاع الموجود في ليبيا. هذا الأمر يتطلب حلا سياسيا". وذكر شتاينماير أن المساعي الدولية لإحلال السلام في ليبيا عقب أكثر من ثلاثة أعوام من سقوط ومصرع الزعيم الليبي معمر القذافي لم تحرز تقدما ملحوظا حتى الآن. وبشكل أساسي، ناشد الوزيران تصديا مشتركا للتيارات الإسلامية المتطرفة. وقال شتاينماير: "لا ينبغي علينا السماح لهؤلاء الإرهابيين بتقسيمنا... الإرهاب ليس له دين. إنه عدونا جميعا - سواء كنا مسيحيين أو مسلمين أو يهود". وبحسب بيانات قويعة، أحالت السلطات التونسية دون انضمام أكثر من 9 آلاف شاب تونسي للجهاد. وأوضح قويعة أن هناك حاليا أكثر من ألفي تونسي يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا باسم "داعش" وتنظيمات أخرى في سورية والعراق على وجه الخصوص. ومن ناحية أخرى، أشاد الوزير الألماني مجددا بالتقدم الذي حققته تونس منذ بداية الربيع العربي، معربا عن "تقديره الكبير" للإصلاحات الحالية. وتأتي زيارة شتاينماير لتونس عقب زيارته للمغرب. ومن المقرر أن يختتم الوزير الألماني جولته في شمال أفريقيا بزيارة الجزائر مطلع الأسبوع المقبل.