رأت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية أن اليهود الفرنسيين يشعرون بالفعل بأنهم موضوعون تحت حصار ''معاداة السامية''.. مشيرة إلى أن صدمة الهجمات الإرهابية خلال الاسبوع الماضي في باريس تركتهم خائفين وغاضبين وغير مطمئنين على مستقبلهم في فرنسا، وأنهم باتوا على استعداد متزايد للنظر في الانتقال إلى إسرائيل التي تمزقها الصراعات كملاذ أكثر أمنا. ونقلت الصحيفة - في تقرير نشرته في نسختها الالكترونية اليوم الثلاثاء - عن جاكلين كوهين صاحبة متجر للتحف الفنية في شارع قصر روزييه في الحي اليهودي حيث أغلقت العديد من الشركات أبوابها صباح أمس الاثنين ''إنها الحرب هنا''.. مضيفة ''بعد ما حدث، نشعر بأننا سنكون أكثر أمنا في وسط تل أبيب عن هنا في قلب باريس''. وقالت ''في إسرائيل، هناك القبة الحديدية لحمايتنا''، في اشارة الى نظام الدفاع المضاد للصواريخ في إسرائيل.. مؤكدة ''هنا نشعر بالضعف واننا مكشوفون، وأصبحنا نخشى أن نرسل أطفالنا إلى المدرسة ''. وأعرب بعض السكان اليهود في باريس عن زيادة قلقهم بعد هجوم يوم الجمعة الإرهابي عندما قام مسلح فرنسي مدجج بالسلاح باقتحام محل لأطعمة اليهود كوشير في شرق باريس، تاركين وراءه أربعة قتلى من الرهائن في تلك الواقعة قبل أن يقتله رجال الشرطة.. مشيرين إلى أن الشعور بعدم الأمن بين اليهود بات حادا جدا. من جانبه، قال سيرج كوجينبوم، الأمين العام للمؤتمر اليهودي الأوروبي، إن الضحايا الأربعة سيجرى نقل جثامينهم، اليوم الثلاثاء، لدفنهم في القدس بسبب مخاوف من تدنيس قبورهم في فرنسا. وأضاف كوجينبوم أن الهجوم على متجر ''هايبركوشيه'' اليهودي، الخميس الماضي، والذى راح ضحيته أربعة أشخاص، كان نقطة تحول ليهود فرنسا بعد الموجة الأخيرة من الهجمات المعادية للسامية، بما في ذلك المعابد والمتاجر في الأحياء اليهودية في باريس بالقنابل الحارقة والهجمات عليها، والذى تزامن مع التوغل الإسرائيلي في غزة الصيف الماضي. ووفقا للوكالة اليهودية لإسرائيل التي تنسق عملية الهجرة إلى تل أبيب، فإن فرنسا أصبحت أكبر مصدر لليهود الذين ينتقلون إلى إسرائيل، ويتوقع ناثان شارانسكى، مدير الوكالة، هجرة ما يصل إلى 15 ألف يهودي فرنسي هذا العام، وهجرة أكثر من 50 ألفا في السنوات القليلة المقبلة. وأشارت الصحيفة إلى أن فرنسا تعد أكبر موطن ليهود أوروبا بإجمالى 500 ألف شخص، وفى يناير 2013، اضطرت السلطات الفرنسية إلى وقف عرض للممثل الكوميدي الفرنسي ذي الأصول الغرب أفريقية ديودونى مبالا مبالا، بعد أن قال إنه من العار أنه لم يقتل أحد الصحفيين اليهود في أفران الغاز، كما أثار الانتقادات بعدما استخدم تحية تشبه بقوة تحية ''هتلر'' النازية. وقالت السلطات الفرنسية أمس الاثنين إن الآلاف من رجال الشرطة والجنود سيتم نشرهم لحماية المدارس اليهودية وغيرها من ''المواقع الحساسة'' في واحدة من أكبر العمليات الأمنية في وقت السلم في البلاد. ورصدت الصحيفة الأمريكية مشاهدة جنديين في حي ماريه في باريس، بدوريات قرب مدرسة يهودية. وفي نهاية تقريرها، أشارت ''نيويورك تايمز إلى أن القادة الفرنسيين، أعربوا عن خوفهم من النتائج المترتبة على هجرة اليهود من فرنسا، بتعبيرات قوية من الدعم.. مشيرة إلى قول رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، إن فرنسا من دون اليهود ليست فرنسا.
