للعام الثاني.. تقيم نحو 15 كنيسة في محافظة المنيا صلوات أعياد الميلاد وسط سواد الجدران المحترقة وآثار حطام خلفه الإرهاب منذ أغسطس 2013. ذلك المشهد الذي لم يتغير إلا بكنيستي العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك، والأمير تادرس للأقباط الأرثوذكس فقط، بعدما أنهت القوات المسلحة أعمال إعادة إعمارهما. القمص سلوانس لطفي راعي دير السيدة العذراء والأنبا إبرام بدلجا، أكد أن الدير بكنائسه الثلاث ''لا يزال على حاله كما تركه أنصار الإخوان الذين احتلوه قرابة 3 أسابيع في أغسطس 2013، ونصلي على أرض منزوعة البلاط بين حوائط يغلفها السواد من آثار الحرائق والمولوتوف وأغلب قباب الدير التي ما زالت محطمة صلبانها''. وأضاف راعي الدير، ل ''مصراوي''، على هامش احتفالات عيد الميلاد المجيد، ''مازلنا ننتظر بفارغ الصبر إعادة الإعمار من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لكنائس الدير الثلاث، ومن المفترض أن يتم تنسيق بين القوات المسلحة المصرية ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة ''اليونسكو'' للإشراف على ترميم الكنيسة الأثرية للدير التي يعود تاريخها للقرن الرابع الميلادي''. ووقع مطران وأسقف المنيا على ''وثيقة تذكارية'' خلال صلاة القداس بكنيسة الأمير تادرس الشطبي في مدينة المنيا بعد انتهاء أعمال ترميمها في نوفمبر الماضي، أرخ بها ما تعرضت له من اعتداء بين عدد من كنائس المحافظة خلال أحداث 14 أغسطس العام الماضي، وقرار الرئيس المؤقت آنذاك عدلي منصور، والفريق أول عبد الفتاح السيسي وقتها بإعادة بناء وترميم الكنيسة التي انتهت المرحلة الأولى من إعادة إعمارها نهاية العام الماضي، ولاتزال أعمال التشطيب بها مستمرة. وفي كنيسة العائلة المقدسة في ملوي بعد إعادة إعمارها وتزين جدرانها بأيقونات محت آثار حرائق الماضي، استقبل المصلون العام الجديد بفرحة كبيرة، وأكد الآباء يوسف أنور وملاك جرجس رعاة الكنيسة، أن الانتهاء من إعمار الكنيسة من قبل القوات المسلحة تم في 20 نوفمبر الماضي، وأضاف الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا للأقباط الأرثوذكس، أنه بقي التشطيب الداخلي للكنيسة تمهيدًا لإعادة افتتاحها قريبًا، بعد انتهاء الهيكل الخرساني بها. ويشير مكاريوس إلى أن المناطق التي خصصت للترميم في المرحلة الأولى من الكنائس المقرر ترميمها هي الأكثر تضررًا والتي تتطلب عملاً أكثر كثافة، موضحًا أن هناك كنائس لم يحل موعدها في الإعمار أو الترميم، منها كنيسة ''الأنبا موسى الأسود''، التي يصلي بها الأقباط المنيا وسط الحطام والجدران الهاوية، لافتًا إلى أن نحو 15 كنيسة من ضمن 20 تعرضت لاعتداءات وتنتظر إعادة إعمار شاملة أسماها الجيش ''رد الشيء لأصله''.