ذكرت صحيفة ''هافنجتون بوست'' الأمريكية أن العولمة كان لها تأثيرا كبيرا على الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكن التأثير الذي أحدثته خلال عام 2014 كان واضحا، وغير الكثير من الثوابت الموجودة في المجتمع الأمريكي. وجمعت الصحيفة - في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني- التأثيرات الخمسة التي أحدثتهم العولمة خلال هذا العام، وهم: 1- التراجع إلى الخلف: فمنذ سبعة أعوام، كانت هناك الكثير من التساؤلات حول قدرة الولاياتالمتحدة على قيادة العالم، من الناحية الاقتصادية والسياسية، وهناك من هدد بفشلها وعدم قدرتها على فعل ذلك. ولكن تتحقق مقولة رجل الاعمال الأمريكي وارين بافيت، والتي أكد فيها على أن الدخول في رهان ضد أمريكا سيكون خاسر، لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية استطاعت بفضل العمل المتواصل، واتباع سياسات وتقنيات متطورة في كل المجالات، انعاش اقتصادها والتحكم في الكثير من دول العالم. وعلى الرغم من ذلك، فإن النظام الاقتصادي الأمريكي، يعد أضعف الأنظمة في العالم، وقد ساعدت العولمة على ذلك، حيث تصل نسبة الصادرات الألمانية إلى 52%، وتصل إلى 32% في بريطانيا، وفي الصين تصل إلى27، أما في أمريكا فهي 14% فقط. 2- الانكماش الاقتصادي: أنها المرة الأولى منذ عام 1930 التي يشهد فيها العالم خطرا حقيقيا في الاقتصاد، ويرجع ذلك إلى الانكماش الاقتصادي الذي نتج عن العولمة. ويظهر ذلك التأثير في أمريكا بالتحديد، وبصورة أكبر من تأثيره على مختلف دول العالم، بسبب المشاكل والصراعات على البترول والنفط. كما ساعدت العولمة في إلحاق الضرر بالاقتصاد الأمريكي، فكان الأمريكان يدفعون 20 دولار من أجل شراء أحد الكتب، أو يدفعون عدد من الدولارات من أجل شراء صحيفة، ولكنهم يقرأون تلك الصحف مجانا على صفحات الانترنت، ويشترون الكتب بتسعة دولارات من المواقع الإلكترونية. بالإضافة إلى تناقص سعر سيارات الأجرة بنسبة 17%، لتفضيل المواطنين ركوب المواصلات العامة، وقلة اسعار الكثير من المنتجات الأخرى، مما يتسبب في كساد الأسواق الذي يترتب عليه قلة المرتبات، وزيادة الديون، وانهيار الاقتصاد الأمريكي، الذي يؤدي بدوره إلى الحاق الضرر بالاقتصاد العالمي. 3- التكنولوجيا الحديثة: تسببت التكنولوجيا الحديثة في تغير مفهوم الشركات الكبرى عن التصنيع، وجعلت الدول الصناعية تعتمد على الوسائل الحديثة بدلا من رأس المال الانساني. ويظهر ذلك بوضوح في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي تشهد نقص كبير في دخل الطبقات الوسطى، وفي الصين التي تعد نواة التصنيع العالمية، المشكلة أكثر حدة، وخطورة. 4- عودة ألمانيا: يتوقع الكثير من الخبراء الاقتصاديين والاستراتيجيين عودة ألمانيا بقوة للسيطرة على دول العالم، وتولي زمام الأمور لتحل محل الولاياتالمتحدة، بعد انتعاش نظامها الاقتصادي، تحت قيادة المستشارة أنجيلا ميركل. 5- الهجرة والشيخوخة ونقص المواليد: تواجه الكثير من الدول الصناعية مشكلة زيادة نسبة المواليد ونقص نسبة الوفيات، وتعيش الولاياتالمتحدةالأمريكية نفس الازمة. وتختلف الطرق التي تواجه بها البلدان الصناعية تلك المشكلة، ولكن الولاياتالمتحدة قد تعجز أن تسيطر عليها، في الوقت الذي يهاجر فيه الكثير من مواطنيها إلى دول أخرى، ويؤثر ذلك على اقتصادها. وتواجه اليابان نفس الأزمة، ف20 % من سكان اليابان تتجاوز أعمارهم 65 عاما، وقد أعربت الحكومة اليابانية عن قلقها من استمرار معدل المواليد والوفيات بهذا الشكل.