التقى فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، والدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، بوعاظ وعلماء الأزهر الشريف من كافة أنحاء الجمهورية بقاعة الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، وذلك لبحث سبل النهوض بشؤون الوعظ والدعوة وكيفية مواجهة الأفكار المنحرفة التي تنال من ثوابت الدين والدعوات المضللة التي تطالب برفع المصاحف بغرض ضرب أمن الوطن واستقراره. واستهل فضيلة الإمام الأكبر كلمته بالتأكيد على سُمو رسالة الوعاظ؛ لكونها مستمدة من قوله تعالى: " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ "، ووصف فضيلته الوعاظ بأنهم القوة الضاربة التي ينتظر شعب مصر منها أن تدافع عنه وعن ثوابته وتعمل من أجل مصلحته، قائلاً لهم : أنت اليوم جنودٌ من أجل خدمة دين الله والوطن، مضيفًا أن الدعوة إلى الله هي مسؤولية وأمانة وليست مجرد وظيفة فالواعظ هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض. وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن هناك تجاهًا لتنبي مشروع مكتبة الوعظ والإرشاد يشارك فضيلته بنفسه في إعدادها ليكون الواعظ على قدرٍ كبير من الثقافة والعلم، وملماً بكل ما يجري علي الساحة من خلافات وحركات سياسية وتنظيمات إجرامية إرهابية تنفذ مخططات دولية كبرى، تنال من أمن واستقرار الوطن. وطالب فضيلته وعاظ الأزهر الشريف بضرورة التواصل اليومي مع الشعب المصري والتجاوب مع ردود الأفعال الشعبية وألا يكتفوا بالتواجد في المساجد بل ينتشروا بشكل مكثف في المدارس والجامعات والنوادي الاجتماعية والتجمعات الشبابية، وأن يطاردوا أدعياء الفتنة على الفضائيات حتى نقضي على سمومهم ونحمي المجتمع من شرورهم. وأوضح فضيلته أن هناك تحديات ضخمة تواجه الأزهر الشريف والإسلام ورجال الوعظ على أكثر من صعيد وبخاصة فوضى الأفكار التي تشوه مفاهيم الجهاد والكفر والخلافة، إضافة إلى التحديات التي تظهر على بعض القنوات الفضائية بقصد نشر الفساد وهدم ثوابت الدين الإسلامي الحنيف. ومن جانبه وجه فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، الشكر والتقدير لوعاظ الأزهر على جهودهم في الحملة التي أطلقها فضيلة الإمام الأكبر تحت عنوان " حب الوطن من الإيمان" وأضاف أنه سيتم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتكون هذه القوافل بشكل مستمر من أجل مواجهة التحديات التي يتعرض لها الوطن. وأعلن فضيلة الدكتور عباس شومان عن صرف زي أزهري متكامل يتناسب مع وعاظ الأزهر، ووجّه ببحث رفع بدل التنقل للوعاظ. ورداً على دعوات رفع المصاحف أكد الدكتور محيي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أن تلك الدعوات دعوات تخريبية تعيد إلى الأذهان ما فعله الخوارج في عام 37 ه بعد معركة صفين مضيفا أن الأزهر بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أخذ على عاتقه توجيه المصريين لعدم الانسياق لمثل هذه الدعوات التخريبية. وفي نهاية المؤتمر استمع فضيلة الإمام الأكبر لاحتياجات وعاظ المناطق ومطالبهم واعدا إياهم بتلبية تلك المطالب والتنبيه علي كل المؤسسات بتيسير أمورهم من أجل الارتقاء بمستوياتهم العلمية والمادية.
