أكد إريك تراجر وديفيد شنكر الباحثان في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط أنه يتعين على الولاياتالمتحدة الانخراط بصورة أكبر في مساعدة مصر في حربها ضد الإرهاب. ويرى الباحثان أن إعلان ''جماعة أنصار بيت المقدس'' الإرهابية البيعة لتنظيم داعش مؤخرا جعل من الضروري أن تبدأ واشنطن في العمل عن كثب مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب. وأقر تراجر وشنكر بأن مصر تواجه حاليا موجة من الإرهاب على جبهات متعددة سواء من جانب العناصر الإرهابية في سيناء أو الميلشيات المتواجدة في ليبيا، بالإضافة إلى المخاوف من عودة الإخوان إلى ارتكاب أعمال عنف خاصة وأنه تردد أن كوادر تلك الجماعة قامت بإغلاق الطرق ومهاجمة أقسام الشرطة وتخريب أبراج الكهرباء خلال الفترة الماضية، أضف إلى ذلك شعور المصريين بالقلق من ما يجري حولهم حيث أصبح عدم الاستقرار هو السائد مع انهيار دول بالمنطقة أمثال ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وتعني تلك المخاوف أن الأمن أصبح يحتل أولوية كبرى بالنسبة لجموع الشعب المصري والذي يرى أن حرب جيشه في سيناء أمرا حيويا للقضاء على الإرهاب في الداخل وتجنب حالة الفوضى التي تشهدها المنطقة. ولهذه الأسباب يرى الباحثان الأمريكيان المتخصصان في الشئون المصرية أنه يتعين على واشنطن أن تقوم بدور الشريك وليس الطرف الهامشي إذا أرادات الولاياتالمتحدة أن تحارب مصر الإرهاب في سيناء بفاعلية أكبر مع الأخذ في الاعتبار حقوق الإنسان. وتتطلب الشراكة الحقيقية كما يراها الباحثان أن تتخذ الإدارة الأمريكية خطوات لضمان توفير المواد العسكرية المتعلقة بمكافحة الإرهاب لمصر بدون أي تأجيل. وقال تراجر وشنكر إن تأجيل إرسال طائرات الهليكوبتر الأباتشي العشر هذا العام لم يجعل القاهرة تشعر بالإحباط وتوتر العلاقات بين البلدين فقط بل قوض عملية مكافحة الإرهاب في سيناء أيضا. وأكد الباحثان أن تعليق مثل هذه المعدات الهامة لن يخدم المصالح المصرية أو الأمريكية في المنطقة على حد قولهما. كما تستطيع الولاياتالمتحدة توفير مساعدات فنية للجيش المصري للمساعدة في تقليل قدر الخسائر في سيناء والاهم يجب أن تساعد واشنطن مصر في وقف تدفق الأسلحة والعناصر المتشددة القادمة من ليبيا ويتعين على الإدارة الأمريكية توسيع نطاق مساعدتها الفنية والمعدات لمواجهة المشاكل الحدودية بما في ذلك برنامج التدريب الأمريكي في مجال الاعتراض البحري. ويتعين على واشنطن عدم منع أي عمل وقائي تقوم به مصر على الجانب مع ليبيا، إذ يرى الباحثان أن ما يجرى في ليبيا حاليا هي حرب أهلية وليس تحولا ديموقراطيا، بالإضافة إلى ذلك يجب أن تكون واشنطن شريكا لمصر بدعم الخطة الاقتصادية لتنمية سيناء والصحراء الغربية حتى لا تكون هذه المناطق أرضا خصبة للعناصر الإرهابية. ويؤكد الباحثان الأمريكيان انه يجب على واشنطن اتباع مثل تلك الخطوات في ضوء أهمية العلاقات الاستراتيجية طويلة الأمد بين البلدين، فالقيادة المصرية أثبتت التزاما فريدا في التصدي للإرهاب وعلى واشنطن مساعدة القاهرة في خوض تلك الحرب بفاعلية وبصورة إنسانية حسبما قال الباحثان.