ينظم مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بمقره في العاصمة النمساوية فيينا يومي 18و19 نوفمبر الجاري مؤتمرا دوليا لمناهضة استخدام الدين لتبرير العنف والتحريض على الكراهية خاصة في العراق وسوريا. وقال الأمين العام لمركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ) نسخة منه اليوم الأحد إن عددا كبيرا من القيادات الدينية وصناع القرار السياسي ومنظمات دعم المهجرين والنازحين في مناطق النزاعات المسلحة سيشاركون في المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان "متحدون لمناهضة العنف باسم الدين". وأوضح بن معمر، أن مبادرة المركز لتنظيم هذا اللقاء الدولي الاستثنائي تمثل امتدادا لجهوده في إرساء قيم السلام والعدل وتعزيز فرص الالتقاء حول المشترك الديني والإنساني"، مؤكدا "أن اللقاء يهدف إلى تفعيل آليات التصدي لسوء استخدام الدين لتبرير العنف والتحريض على الكراهية في الدول والمناطق والمجتمعات التي تعاني من نزاعات سياسية مسلحة" ، مشيرا إلى ان المؤتمر سيعمل "على استنهاض المؤسسات والأفراد للمشاركة في مواجهة ظاهرة العنف والتطرف وفي مقدمتها المؤسسات التعليمية والتربوية والدينية والإعلامية من أجل محاصرة الأفكار المنحرفة التي تغذي الإرهاب والتطرف تحت شعارات دينية". وأشار إلى أن المؤتمر يسعى إلى تكوين رأي عام فاعل لمكافحة محاولات توظيف الدين في النزاعات السياسية، من خلال تعزيز المشاركة المجتمعية في مواجهة هذه الأفكار المنحرفة والوقوف على أفضل المقترحات والآليات لمواجهة هذه المشكلة وتسليط الضوء على أهمية نشر ثقافة الحوار وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، لمكافحة مثل هذه الممارسات والانتهاكات. وأوضح ابن معمر أن المؤتمر سيؤكد "على أن التنوع والاختلاف مصدر قوة للمجتمعات وليس سببا للخلاف والتناحر وكشف أباطيل جماعات التطرف الديني والسياسي والتنظيمات الإرهابية التي تختفي خلف شعارات دينية لتنفيذ أجندات سياسية وتوسيع نطاق التوتر في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره عبر الاستقطاب الديني وإذكاء النعرات العرقية والدينية". وضرب ابن معمر المثل بذلك على "غرار ما نراه من ممارسات للتنظيمات الإرهابية في مناطق متعددة من العالم وخاصة العراق وسوريا، وما حصل من قبل من اعتداءات في أفريقيا الوسطى وبورما، والتي يظلم فيها الناس بسبب انتمائهم الديني أو العرقي، إلى جانب ظهور جماعات تابعة أو موالية لهذه التنظيمات في دول أخرى، وأفراد متأثرين بأفكارها في عدد من دول العالم". وأضاف بن معمر أن المؤتمر يحظى بحضور متميز من الأممالمتحدة بجميع منظماتها، وكذلك ممثلي المنظمات متعددة الأطراف التي تقدم الدعم للنازحين والمهجرين نتيجة الصراعات المسلحة، وجرائم التنظيمات الإرهابية يستهدف بحث سبل التعاون لمناهضة العنف باسم الدين، وحماية التنوع الديني والثقافي في العراق وسورية وصياغة توصيات عمل في مجال تعزيز التعايش والمصالحة والسلام من خلال الحوار . وأشار بن معمر إلى أن جدول أعمال المؤتمر يتيح الفرصة لمشاركة فاعلة للقيادات الدينية والنخب الثقافية في المجتمعات الأكثر تضرراً من العنف والإرهاب والتطرف. وأعرب بن معمر عن أمله وتفاؤله بأن يخرج المؤتمر من خلال جلساته العلمية ببيان مشترك وواضح للقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية بدول الشرق الأوسط يدعم تعزيز المواطنة المشتركة في سورية والعراق ويحافظ على التنوع الديني والثقافي ويتصدى بكل وضوح لممارسات العنف والإرهاب باسم الدين ومساندة جهود كافة المؤسسات والأفراد المناهضة لهذه الممارسات . وكانت العاصمة النمساوية فيينا شهدت في نوفمبر 2012 ولادة منظمة دولية جديدة هي "مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات" الذي دشنه الرئيس النمساوي هانز فيشر، تتويجاً لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في احتفال كبير حضره وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والأمين العام للأمم المتحدة والمستشار النمساوي فيرنر فايمن ووزيرا خارجية النمسا وإسبانيا وشيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي، ووزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ وأكثر من 800 شخصية من أتباع الأديان والثقافات من مختلف دول العالم.