مسجد "السيوطى" يقع على بُعد خطوات من ميدان المجذوب بمدينة أسيوط، وعلى مرمى البصر، ترى مئذنة خضراء كبيرة يحوطها عدد كبير من الأبنية القديمة والمتهالكة، هنا أنت في حضرة سيدى جلال الدين السيوطى، فهو يوجد بمنطقة غرب البلد بالقرب من القيسارية الأثرية ومنطقة الوكالات العثمانية القديمة بأسيوط. المسجد عبارة عن قبة معقودة على مكان الوضوء تحملها ثمانية أعمدة رخامية مكتوب بدوائرها آيات قرآنية، وبداخله مقام الشيخ الجليل. ويعد المسجد من أكثر المساجد تناسقا وانسجاما، وبين ضخامة البناء وجلال الهندسة ودقة الصناعة وتنوع الزخرف يجمع كل الفنون المعمارية والهندسية فصار قبلة أهالي المحافظة، وفي حديثنا عن عراقة وأصولية المسجد فحدث ولا حرج فعهد بناء المسجد يرجع إلي عام 766 هجرية وينتسب للإمام والشيخ الجليل والعارف بالله جلال الدين الأسيوطي، الذي ولد سنة 849ه وتوفي 911ه وحفظ القرآن كاملًا في سن الثامنة، وأتقن في علوم القرآن والتفسير. ينتسب الشيخ الجليل لأسرة عرفت بالعلم والتدين وعن رصيده الأدبي والديني نذكر أنه ألف عددا كبيرا من الكتب بلغت 600 مصنف في التفسير والفقه والحديث والأصول والنحو والبلاغة والتاريخ والأدب فأثري بها العلم ف مختلف فروعه.. ولد شيخنا الجليل في غرة شهر رجب من سنة 849 ه، الموافق سبتمبر من عام 1445م، بالقاهرة، واتجه السيوطى إلى حفظ القرآن وأتم حفظه وهو دون الثامنة، ثم حفظ بعض الكتب في تلك السن المبكرة مثل العمدة، ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك، فاتسعت مداركه وزادت معارفه ثم رحل أبوه من أسيوط لدراسة العلم وكان أبوه أحد العلماء الصالحين أصحاب المكانة العلمية الرفيعة جعلت بعض أبناء العلماء والوجهاء يتلقون العلم على يده. يحمل المسجد العديد من المعانى بالنسبة لأهل المحافظة، ويمثل الكثير والكثير لأبناء المحافظة فيعد وجهة علمية وسياحية ومقصد للكثير من أبناء المحافظة ومتجه عديد من المحتاجين والفقراء، في محيط المسجد يقيم محبو الشيخ مولد سنوى للشيخ الجليل، وفى يوم المولد يأتى أتباع الطرق الصوفية من كل مكان ويتم إحياء الليلة الختامية بالابتهالات والتواشيح الدينية، ويشارك فيها عدد من المشايخ والمشاهير وتقام كثير من الفعاليات. يذكر المؤرخون أن الإمام الأسيوطي سافر وتجول في بلاد كثيرة من الحجاز للشام لليمن للمغرب الإسلامى مسجلا ومؤرخا لمشاهداته هناك، حتى إنه وصل للهند لتحصيل العلم ودراسة الحديث، قبل أن يتفرغ للعبادة وتأليف الكتب في سن الأربعين.