ضحكت لها الحياة لتصبح الأكثر شهرة والأعلى أجرا، تمتعت بجمال فائق وجاذبية خاصة وأنوثة طاغية، معروفة بحبها للمال والشهرة، ولكن نجوميتها لم تدم طويلا، لتنتهي سريعا بعد حياة مليئة بالغموض والأسرار، إنها الفنانة الغامضة "كاميليا". الميلاد والنشأة في 13 ديسمبر عام 1925، شهدت مدينة الإسكندرية مولد الفنانة كاميليا، واسمها الحقيقي ''ليليان ليفي كوهين فيكتو'' من أم إيطالية وأب فرنسي يهودي، حيث كانوا من الجاليات الأجنبية الذين كان لهم شأن في مدينة الإسكندرية. إلا أن الكاتب أنيس منصور نفى معلومة كونها يهودية وقال إنها كانت كاثوليكية، وذلك لأن ليفي كوهين لم يكن والدها الحقيقي، وأن والدها شخصا أخر كان عشيق لوالدتها لكنه أفلس فتركها وصغيرتها، فلجأت الوالدة لكوهين الذي كان يقطن في نفس البنسيون الذي توجد به والدتها، ووافق على إعطاء الصغيرة اسمه، وضاق بهم الحال وعانت أسرتها لكى تلتحق بالمدرسة الإنجليزية مثل باقي أبناء الجاليات الأجنبية. البداية اكتشفها نجم الأربعينات الراحل أحمد سالم، حيث التقى بها عام 1946 بأحد النوادي في الإسكندرية، وتقدم أحمد سالم إليها قائلا إنه يريدها للعمل في السينما وبالفعل أبدت كاميليا سعادتها بالعمل معه، وأحضر أحمد سالم معلمين يعلمونها اللغة العربية وفن الاتيكيت، وقام بعمل حملة إعلانية أحضر خلالها أغلب الصحفيين والفنانين وأصبحت على كل غلاف حتى عرفها الجمهور قبل أن تقدم شيئا، بعد أن بهرت الجميع بجمالها الفائق. النجومية وطلبها الفنان الراحل يوسف وهبي للعمل معه في فيلم ''القناع الأحمر'' مع الفنان سراج منير، ومنذ تلك اللحظة تهافت عليها المنتجون لمشاركتها أفلامهم. وقدمت فيلم ''باب عريس'' وهو أول فيلم مصري بالألوان إخراج حسين فوزى ومن بطولة الفنان محمد فوزي ونعيمة عاكف. ومن أشهر أفلامها ''قمر 14" في عام 1950 مع محمود ذو الفقار، و ''المليونير'' مع إسماعيل ياسين. الجميلة والملك اتسعت دائرة الشائعات حول علاقة كاميليا بالملك فاروق، وعلاقتها بجهاز المخابرات الإسرائيلي" الموساد"، حيث ذكرت عدة تقارير صحفية قديمة أن الملك فاروق شاهد كاميليا مع المخرج أحمد سالم وأعجب بها وبجمالها، وعندما علم المخرج أحمد سالم بإعجابه بها أخفاها عن الساحة الفنية. ولم تلبث كاميليا أن تعرفت على الملك فاروق بعد فترة، وتوطدت العلاقة بينهما بشكل كبير، وإن كانت قد اختلفت الآراء والمعلومات حول مدى قوة العلاقة بينهما. نهاية مأساوية توفيت الفنانة كاميليا في حادث طائرة متجهة إلى روما، حيث سقطت الطائرة في حقول محافظة البحيرة في 31 أغسطس 1950.
