قبل أيام من بدء العام الدراسي الجديد، ينتظر طلاب مدرسة التجارة الثانوية المشتركة بمركز سمسطا جنوب غربي بني سويف، بفترتيها الصباحية والمسائية، بما لا يقل عن 4 ألاف طالب وطالبة الموت في أية لحظة، بسبب تصدع وتهالك جدران المدرسة التي مضى على بنائها أكثر من 40 عامًا، وصدور عدة قرارات للصيانة والترميم، وعدم تنفيذها. ''مدرسة آيلة للسقوط وحياة أبنائنا في خطر''، هكذا يصف ''أحمد م.''، أحد أولياء الأمور مدى معاناتهم وقلقهم طوال اليوم الدراسي قائلًا لمصراوي: ''المدرسة حالتها لا تسر عدو ولا حبيب، التشققات في كل جنب، العام الماضي كنا بستنى اليوم اللي ينتهي خوفًا من انهيار المدرسة على رؤوس أبنائنا، وحل العام الدراسي الجديد والوضع كما هو عليه بل ازداد سوءًا وظهرت التشققات بشكل أكبر داخل المدرسة، وعدد كبير من اللجان زاروها وطلعت قرارات ترميم، ومحدش سأل، منتظرين حدوث الكارثة للتحرك، إحنا محتارين من أمرنا نعلمهم ولا نموتهم''. ويقول '' محمود أ.''، مُعلم بالمدرسة: ''المدرسة تحتاج لإزالة كاملة، نحن مهددون والتلاميذ طوال اليوم الدراسي بانهيار المدرسة فوق رؤوسنا جميعًا، لدرجة اهتزاز المدرسة مع مرور سيارات النقل الثقيل، ولا نملك حينها إلا طمأنة التلاميذ والخوف يملأ قلوبنا، في إحدى المرات شعرنا بانهيار المدرسة، وانتابتنا حالة من الخوف والهلع حتى قمنا بإعداد التلاميذ لعملية الإخلاء الفوري للمدرسة، وفوجئنا بأنها سيارة نقل كبيرة محملة بالرمال مرت من جانب سور المدرسة''. وأكد مُعلم بالمدرسة ''رفض ذكر اسمه، احتمالية سقوط المدرسة وانهيارها ما بين الحين والآخر، ''حيث قامت الأبنية التعليمية بتصوير المدرسة أكثر من مرة، وأصدرت توصيات بسرعة ترميم وصيانة للمدرسة منذ أكثر من عام، ولم تُنفذ حتى الآن، فهي تحتاج لتدخل سريع من مسؤولي الدولة، ووزير التربية والتعليم بالنظر إلى المدرسة بنفسه، لأنها تحتاج لإزالة كاملة، ونقل التلاميذ لمدرسة أخرى بديلة حتى يتم الانتهاء من أعمال الإزالة والبناء، أو حتى الانتهاء من الترميم إذا قرر الوزير ذلك''. من جانبه قال مدير المدرسة رجب فارس لمصراوي، إن هناك قررًا منذ عام تقريبًا بترميم المدرسة بمبلغ 2 مليون جنيه، نظراً للحالة التي وصلت إليها من تصدعات بالفصول وتشققات بالحوائط ودورات المياه، على الرغم من أن عدد تلاميذ المدرسة يصل إلى 4 ألاف طالب، على فترتين، في 42 فصلًا لكل فترة، و200 مُعلم بالإضافة إلى العمال والإداريين، لأنها تغطي المركز وجميع القرى التابعة له. وأشار فارس إلى إغلاقه لدورات المياه بالمدرسة، وعدم الاقتراب منها لظهور التصدعات عليها ''بشكل يُخيفنا جميعاً من استعمالها