واحداً من رجال الجيش الذين جذبهم الفن بسحره وأضواءه، فاستجاب ل''النداهة''، واتجه إلى السينما ليحق نجاحا ونجومية كبيرين، إلا أنه ظل يعتبر نفسه ممثل بالصدفة وكان دائما ما يقدم نفسه كضابط طيار. ورغم أن سنوات عمله في المجال الفني قليلة جدا، لكن مازال الجمهور يتذكره ويتذكر أفلامه، ربما يختلف كثيرون على تمثيله ويعتبروه ممثل ضعيف، لكن هذا لن ينفي وجود جمهور أحب إيهاب نافع بوسامته وهدوءه. هو محمد إيهاب نافع ولد عام 1935 في حي الموسكي بالقاهرة، تخرج من الكلية الجوية وعمل كطيار مقاتل، وطيار خاص للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وإلى جانب ذلك فهو واحدا من عملاء المخابرات. عالم المخابرات قد لا يعرف كثيرون عن إيهاب سوى أنه ممثل وسيم قدم عدد من الأفلام وتزوج من الفنانة ماجدة الصباحي، لكن حياة إيهاب مليئة بالأسرار كشف هو عنها في مذكراته، ومن هذه الأسرار التي لا يعلمها كثيرون ارتباطه بأكثر الأعمال غموضا وسرية، بعالم المخابرات، خاصة وأن هذا الارتباط كان في وقت حالك السواد على مصر، حيث تجرعت مرارة الاحتلال الاسرائيلي، فسعت مصر لاستخدام كل أدواتها لتستعيد أرضها وكان إيهاب واحدا من هذه الأدوات. علاقته بإسرائيل إيهاب استطاع اقناع العدو الإسرائيلي بأنه عميل مزدوج فكان صديقا لقائد القوات الإسرائيلية آنذاك عزرا وايزمان، والذي اصبح رئيسا لإسرائيل فيما بعد وكان يسهل دخوله لإسرائيل، ويقول إيهاب في مذكراته عن هذه العلاقة ''كنت صديق عزرا وايزمان، قائد القوات الاسرائيلية الذى أصبح رئيسًا لإسرائيل فيما بعد، وهو من مواليد حى الموسكى بالقاهرة، وكان فى ذلك الوقت يُسهل لى إجراءات السفر إلى إسرائيل للقيام بالمهام السياسية المُكلف بها من المخابرات العامة المصرية، وكان يساعدنى اعتقادا منه بأنني عميل مزدوج، فكنا نتبادل المعلومات العسكرية، بمعنى أننى كنت أعطيه المعلومة وأحصل فى الحال على معلومة مقابلة، وكانت المخابرات المصرية تريد من خلال إحدى هذه المهام التى كلفتنى بها أن تعرف وتتأكد من أن الممر الذى تقيمه إسرائيل بطول 7 كيلو مترات للطائرات السريعة تم إنشاؤه أم لا''. عمله الفني إيهاب نافع الذي التحق بالعمل الفني وبدأ بطلا منذ أدواره الأولى حيث قدم فيلم ''الحقيقة العارية'' عام 1963 مع ماجدة، قدم عدد من الأعمال الأجنبية كممثل، واستغل عمله الفني كستار يخفي وراءه دخوله وخروجه من كثير من البلدان ليحصل على المعلومات التي يريدها دون أن يثير شكوك رجال المخابرات في هذه الدول. ومن أشهر أفلام إيهاب ''للرجال فقط، هجرة الرسول، الحقيقة العارية- من أحب، النداهة''، أما أخر أعماله فكان مشاركته في فيلم ''لصوص خمس نجوم'' عام 1994، تفرغ بعد ذلك لعمله التجاري حتى توفي عام 2006، عن عمر ناهز 71 عام. الطلاق الأبيض نجح إيهاب في إقناع عذراء السينما المصرية آنذاك الفنانة ماجدة الصباحي بالزواج، حيث اعجبت بإيهاب ووافقت على الإرتباط به وانجبت منه ابنتها الوحيدة الفنانة غادة إيهاب نافع، ولكنه اضطر بعد اربع سنوات من الزواج لمغادرة مصر والسفر إلى لبنان، وحسب ما قال في مذكراته فكان السفر بسبب خلافات سياسية، ورفضت ماجدة الابتعاد عن عالمها التي اختارت أن تمنحه عمرها، وقررت البقاء في مصر ترعى ابنتها وفنها، فكان الطلاق الأبيض كما وصفته، حيث طلبت منه الطلاق أثناء تناولهما العشاء في إحدى مطاعم بيروت، واتفقا على أن يظلا صديقين. تزوج إيهاب بعد طلاقه من ماجدة 8 زيجات حملن جنسيات متنوعة فمنهن الألمانية والخليجية والاسترالية والتي انجب منها زكريا وجوهرة، وعاش في استراليا فترة شارك خلالها في أعمال سينمائية ومسلسل، أما أشهر هذه الزيجات فكان زواجه من فالترود بيتون أرملة عميل المخابرات المصرية الأشهر رفعت علي سليمان الجمال المعروف إعلاميا ب''رأفت الهجان''، وساعدها على التواصل مع المخابرات المصرية لتتأكد من صحة ما جاء في مذكرات زوجها والتي عرفت من خلالها لأول مرة حقيقة جنسية وديانة زوجها، ولكنه انفصل عنها بعد سبع سنوات. توفي إيهاب نافع بعد صراع مع المرض، حيث رقد أخر أيامه في مستشفى القوات المسلحة بعدما عانى من ضمور في خلايا المخ، ليلقى ربه في شهر ديسمبر عام 2006.
