اسلام اباد (رويترز) - أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للابحاث وهو مركز بحثي امريكي أن الدعم الداخلي للحملة التي يشنها الجيش الباكستاني على الجماعات الاسلامية المتشددة تراجع في الاعوام القليلة الماضية مما يظهر معارضة متأصلة بين الجماهير الباكستانية للولايات المتحدة. وستشعر الولاياتالمتحدة بخيبة أمل من نتائج استطلاعين للرأي اجراهما مركز بيو للابحاث اذ تريد واشنطن من باكستان التعامل بقوة مع المتشددين خاصة من يقاتلون القوات الاجنبية التي تقودها الولاياتالمتحدة على الجانب الاخر من الحدود في افغانستان والتي تختبيء في جيوب حدودية بشمال غرب باكستان. وأظهر الاستطلاع الذي شارك فيه 3221 باكستانيا أن 37 في المئة منهم فقط يؤيدون الاستعانة بالجيش لقتال المتشددين في انخفاض بنسبة 16 بالمئة عن درجة التأييد لهذه المسألة قبل عامين. وأظهر الاستطلاعان ايضا أن معظم الباكستانيين بنسبة 63 في المئة لا يوافقون على الغارة الامريكية السرية التي شنتها قوات خاصة في مايو ايار وقتلت خلالها اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في حين وصفها 55 بالمئة بأنها "أمر سيء." ولم يتضح ما اذا كان المشاركون في الاستطلاع لا يوافقون على قتل زعيم القاعدة الذي لم تكن له شعبية تذكر في الاعوام القليلة الماضية ام على الغارة الامريكية السرية التي اعتبرها كثيرون انتهاكا للسيادة الباكستانية. وقال مركز بيو ان نسبة المشاركين الذين ينظرون الى الولاياتالمتحدة بايجابية بلغت 12 في المئة فقط وان ثمانية في المئة منهم ذكروا أن لديهم ثقة في أن الرئيس الامريكي باراك أوباما "سيتخذ القرار الصحيح في الشؤون العالمية." وأضاف المركز "معظم الباكستانيين يعتبرون الولاياتالمتحدة عدوا ومصدر تهديد عسكري محتمل ويعارضون جهود مكافحة الارهاب التي تقودها امريكا." ويضع الرفض السائد لاهداف الولاياتالمتحدة وجهودها في المنطقة الحكومة والجيش الباكستانيين في موقف صعب يحاولان فيه ارضاء الشعب وفي نفس الوقت التعاون مع الولاياتالمتحدة. وعلى الرغم من أن باكستان قالت ان قتل بن لادن خطوة ايجابية في مكافحة التشدد فان قتله على يد قوات خاصة تابعة للبحرية الامريكية بمخبأه في باكستان ألحق أضرارا كبيرة بالعلاقات المتوترة بالفعل بين الحليفتين. وبعد الغارة خفض الجيش الباكستاني عدد الجنود الامريكيين المتمركزين في البلاد وأنهى دوره في تدريب الجنود الباكستانيين الذين يشاركون في مكافحة المتشددين. وواجه الجيش الباكساني ايضا انتقادا نادرا في الداخل لانه لم يكتشف فيما يبدو وجود زعيم تنظيم القاعدة داخل البلاد لسنوات. غير أن مركز بيو قال ان على الرغم من الانتقادات بعد الهجوم الذي قتل خلاله بن لادن فان الجيش لاتزال لديه "شعبية طاغية" وقال 79 في المئة من المشاركين في الاستطلاع ان له تأثيرا جيدا على البلاد.