قالت جماعة تراقب الاوضاع في السودان ان صورا التقطت بالاقمار الصناعية اظهرت حشودا لجيش شمال السودان في ولاية جنوب كردفان واتهم متمردون في دارفور الخرطوم بمهاجمتهم بمركبات عسكرية وطائرات حربية يوم الاحد. وولاية جنوب كردفان الواقعة على الحدود مع الجنوب من بين نقاط التوتر مع تأهب جنوب السودان للانفصال في التاسع من يوليو تموز. وقالت جماعة ساتلايت سنتينل بروجكت ان صورا جديدة التقطت يوم الجمعة بالاقمار الصناعية اوضحت ان القوات المسلحة السودانية تسيطر على كادقلي عاصمة جنوب كردفان وان الاف المدنيين نزحوا عن ديارهم. وأضافت ان الصور "توضح حشدا من القوات المسلحة السودانية للمدفعية والمركبات الخفيفة ووسائل النقل الثقيلة من الانواع المستخدمة في حمل دبابات والجنود والذخيرة." واتسعت رقعة القتال بين القوات المسلحة السودانية والجماعات المتحالفة مع الجنوب في جنوب كردفان منذ الخامس من يونيو حزيران. وتقول الاممالمتحدة ان عشرات الالاف فروا من ديارهم. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية الصوارمي خالد ان الجيش لا يعتزم التصعيد في ولاية جنوب كردفان لكنه سيواصل القتال للقضاء على تمرد مسلح قائلا ان الجيش يقاتل الان بصورة اشد ضراوة للسيطرة على كل المنطقة في ولاية جنوب كردفان. وتقول جماعة ساتلايت سنتينل بروجكت التي اسسها العام الماضي الممثل الامريكي جورج كلوني وناشطون اخرون ان مشروعها يهدف الى تجنب استئناف القتال وارتكاب الفظائع في السودان من خلال نشر صور تلتقط بالاقمار الصناعية ويتم تجميعها وتحليلها بمساعدة وكالة تابعة للامم المتحدة. وجنوب كردفان هي منطقة انتاج النفط الرئيسية الوحيدة التي ستظل ضمن الشمال بعد انفصال الجنوب. ويعيش فيها الاف المقاتلين الذين حاربوا ضد الخرطوم خلال الحرب الاهلية الاخيرة وكثير منهم من منطقة جبال النوبة. ويقول مسؤولون في الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة في الجنوب ان الاشتباكات بدأت عندما حاول الجيش السوداني نزع سلاح المقاتلين هناك. وأنحى مسؤولون في شمال السودان باللائمة على جماعات متحالفة مع الجنوب في بدء القتال بعد الاعلان عن فوز مسؤول من حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال في انتخابات حاكم الولاية الشهر الماضي. وفي دارفور أكد الجيش السوداني انه اشتبك مع متمردين في منطقة جبل مرة لكنه قال انه لم يستخدم طائرات وان القتال لم يتسبب في نزوح مدنيين. وتراجع العنف في دارفور عن الذروة التي بلغها في عامي 2003 و2004 لكن زيادة في الهجمات منذ ديسمبر كانون الاول اضطرت عشرات الالوف الى الفرار. وقال ابراهيم الحلو المتحدث باسم جيش تحرير السودان الذي يتزعمه عبد الواحد محمد النور المقيم في باريس ان العنف بدأ في الضحى حين تقدمت القوات الحكومية من بلدتي كاس ونيالا. وأضاف ان 27 شخصا من بينهم 19 مدنيا قتلوا وأصيب نحو 40 اخرين بجراح بعد هجوم للقوات البرية والطائرات الحربية من طرازي انتونوف وميج. وقال الحلو متحدثا بالهاتف من باريس "بدأت الحكومة تهاجم منذ الصباح. ما يزيد على عشرة الاف مدني نزحوا من هذه المنطقة." وقال الصوارمي خالد المتحدث باسم الجيش السوداني ان قوات الجيش قاتلت متمردي جيش تحرير السودان في منطقة جبل مرة يوم الاحد الامر الذي أدى الى سقوط عدد غير مؤكد من القتلى والجرحى من الجانبين. ونفى استخدام طائرات في القتال وقال انه لم يصب مدنيون بأذى أو يجبروا على النزوح. وفي الخرطوم قال 16 ناشطا سياسيا انهم احتجزوا نحو اربع ساعات يوم الاحد بعد محاولتهم تنظيم مظاهرة ضد العنف في جنوب كردفان. وطالبت الاممالمتحدةالخرطوم بفتح المجال الجوي فوق جنوب كردفان وقالت ان حملة قصف جوي هناك أدت الى "معاناة جسيمة" للمدنيين.