طالبت مريم رجوي، زعيمة مجاهدي خلق ، بتوفير حماية دولية للجماعة الإيرانية المعارضة في أعقاب مقتل 34 من عناصرها مؤخرا في هجوم للجيش العراقي على معسكر أشرف ، الواقع على بعد حوالي 65 كيلومترا شمال العاصمة العراقية بغداد، والذي يضم العديد من أنصار المنظَّمة. ففي كلمة ألقتها السبت في مهرجان خارج العاصمة الفرنسية باريس، وضم حوالي 15 ألف من أنصارها، قالت رجوي: يجب أن تغادر القوات المسلحة المعسكر، ويجب أن يبدأ تحقيق محايد بمذبحة الثامن من نيسان/أبريل الماضي . وأضافت: هناك أهمية مضاعفة بالنسبة للأمم المتحدة في أن تستأنف حماية معسكر أشرف . وتسعى المنظمة، التي يتزعَّمها مسعود رجوي، زوج مريم رجوي ورئيس ما يُعرف ب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية و القيادة العامة لجيش التحرير الوطني الإيراني ، إلى قلب نظام الجمهورية الإسلامية في إيران. وكانت الولاياتالمتحدة قد اقترحت إعادة تموضع مؤقَّت داخل الأراضي العراقية للمقيمين في معسكر أشرف، وذلك بانتظار ترحيلهم واستقرارهم خارج العراق في نهاية المطاف. وكان من بين من حضروا مهرجان المنظمة في باريس يوم السبت رودي جولياني، عمدة مدينة نيويورك السابق، والذي قال إنه يتعيَّن إخلاء معسكر أشرف وترحيل المقيمين فيه إلى كل من الولاياتالمتحدة وأوروبا حيث يمكنهم العيش هناك بسلام . إلاَّ أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ، وهو المظلَّة التي تنضوي تحتها منظمة مجاهدي خلق ، رفض مثل ذلك الاقتراح . يُشار إلى أن السلطات العراقية كانت قد نفت مقتل 34 شخصا في معسكر أشرف، قائلة إن ثلاثة أشخاص فقط لقوا حتفهم في هجوم الثامن من شهر نيسان الماضي، إذ أن البقية كانوا قد قُتلوا قبل دخول الجيش إلى المعسكر الذي يضم حوالي 3500 شخصا. وكانت منظمة مجاهدي خلق ، التي تأسست سنة 1965، قد طُردت من إيران بعد خلافها مع قادة الثورة الإسلامية الوليدة في تلك البلاد، وذلك على الرغم من أنها كانت قد تعاونت مع الثورة للإطاحة بنظام الشاه. كما اعتبرت الولاياتالمتحدة مجاهدي خلق منظمة إرهابية ، رغم أن الاتحاد الأوروبي أسقط عنها هذه الصفة قبل سنوات بعدة معركة قضائية طويلة. وفي أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، طلب البرلمان الأوروبي من مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون، أن تطلب من الأممالمتحدة تأمين حماية عاجلة للمعارضين الإيرانيين المنفيين في معسكر أشرف . وقد اتَّهم الأوروبيون السلطات العراقية بفرض حصار لا يعرف الرحمة على المعسكر. وكانت مواجهات دامية قد دارت أيضا بين القوى الأمنية العراقية وأنصار مجاهدي خلق في تموز/يوليو من عام 2009، أسفرت عن مقتل 11 شخصا وإصابة العشرات بجروح في صفوف المنظمة.