تستثمر مصاف من ماليزيا والصين والهند مليارات الدولارات في موجة جديدة من تعزيز الطاقة الانتاجية لتلبية الطلب المتنامي في المنطقة بينما تقوم المصافي في الولاياتالمتحدة وأوروبا باعادة الهيكلة أو اغلاق وحدات مع تباطؤ مبيعات الوقود. وتقود الاقتصادات الاسيوية نمو الطلب العالمي على الوقود مما يزيد حصتها في سوق النفط على حساب الاقتصادات المتقدمة. وقال الرئيس التنفيذي لبهارات بتروليوم كورب الهندية قبيل انطلاق مؤتمر نفطي في العاصمة الماليزية كوالالمبور ان الشركة تخطط لاستثمار أربعة مليارات دولار لاضافة 170 ألف برميل يوميا الى طاقتها التكريرية في وحدتيها كوتشي وبينا خلال السنوات الثلاث الى الاربع القادمة. وقالت بتروناس الماليزية التي تديرها الدولة الشهر الماضي انها تخطط لبناء مصفاة ومجمع بتروكيماويات بتكلفة قدرها 20 مليار دولار مما سيزيد اجمالي الطاقة التكريرية للبلاد بمقدار النصف لتصل الى 935300 برميل يوميا. وتأتي هذه الخطط على عكس الاوضاع في أوروبا والولاياتالمتحدة حيث تسعى الشركات لبيع مئات الاف البراميل من طاقة التكرير نظرا لتراجع الطلب مع زيادة حصة الغاز الطبيعي وأنواع أخرى من الوقود في السوق. ويمنح بيع المصافي شركات الطاقة الاسيوية العملاقة فرصة لكسب موطئ قدم في أسواق ناضجة مثل الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم. وقال جريجوري جوف الرئيس التنفيذي لشركة تيسورو كورب لرويترز في مقابلة خلال مؤتمر في ماليزيا "هل سيستحوذ المستقلون على مراكز أكبر.. أم ستأتي شركات جديدة الى السوق.. نسمع أحاديث كثيرة عن شركات اسيوية تؤسس مراكز في السوق." وفي الولاياتالمتحدة أعلنت شركات طاقة كبرى من كونوكو فيليبس الى ميرفي أويل عن خطط لبيع أصول وهو ما قد يكون اعادة تشكيل لصناعة التكرير. واتفقت بتروتشاينا النفطية الصينية العملاقة في يناير كانون الثاني على شراء حصص في مصفاتين في فرنسا واسكتلندا من شركة اينيوس البريطانية معززة وجودها العالمي في قطاع التكرير. وأدى التحول الى الغاز الطبيعي كطاقة نظيفة في استخدامات متنوعة من تدفئة المنازل والمكاتب الى تشغيل الحافلات الى تراجع الطلب على النفط. وتعزز دول ناشئة مثل الهند والصين أيضا استخدام الغاز. ومن المتوقع أن يتزايد اعتمادهما على واردات الغاز الطبيعي المسال خلال العقد الحالي لتشغيل محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالغاز. وستشهد السوق تنافسا بين قطر واستراليا في توريد الغاز الطبيعي المسال. وقال سعد عبد الله الكواري الرئيس التنفيذي لشركة قطر العالمية لتسويق البترول (تسويق) يوم الاحد في كوالالمبور ان قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم ستصل الى طاقة التصدير الكاملة التي تبلغ 77 مليون طن سنويا بنهاية 2011. وتمتلك قطر بالفعل أكبر طاقة لتصدير الغاز الطبيعي المسال. وقد صدرت أول شحنة من أحدث محطة بدأ تشغيلها في فبراير شباط وهي الوحدة السابعة لشركة قطر للغاز. وقال الكوراي في مقابلة مع رويترز ان الوحدة السابعة مازالت في مرحلة تعزيز الانتاج. وقال "استقر انتاج الوحدة السابعة تقريبا وهي الان في مرحلة زيادة الانتاج. بحلول نهاية العام سننتج 77 مليون (طن)." وتتوقع ماليزيا ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم استيراد أول شحنات من الغاز المسال في 2013 بحسب عرض من مسؤول حكومي كبير يوم الاثنين وذلك مع ارتفاع الطلب على الكهرباء في ظل النمو الاقتصادي. وهذا يعني أن ماليزيا من المرجح أن تصدر شحنات أقل من الغاز الطبيعي المسال لكبار المشترين في اسيا مما قد يدفع عملاءها للبحث عن مصادر أخرى.