وانا (باكستان) (رويترز) - قال مسؤولو مخابرات باكستانيون ان ضربات صاروخية نفذت يوم الاثنين فيما يبدو بطائرات امريكية بلا طيار في وزيرستان الجنوبية الباكستانية على الحدود الافغانية أسفرت عن مقتل 17 متشددا على الاقل في اعقاب أنباء عن مقتل نشط كبير من القاعدة في ضربة مماثلة يوم الجمعة. ويعتبر هجوم يوم الاثنين الاكبر منذ مارس اذار وهو ثاني هجوم من نوعه في المنطقة خلال اقل من اسبوع وربما يشير الى ان الولاياتالمتحدة رصدت عضوا كبيرا من القاعدة او طالبان في وزيرستان الجنوبية او ان واشنطن رأت تهديدا متناميا في هذه المنطقة. وعادة ما كانت الضربات التي تنفذ بطائرات امريكية بلا طيار تركز على وزيرستان الشمالية. وسلطت الاضواء على الهجمات التي تنفذها طائرات امريكية بلا طيار على الحدود الباكستانية الافغانية التي تعتبر ملاذا للمتشددين منذ افاد مسؤولون باكستانيون ان الياس كشميري وهو عضو كبير بالقاعدة قتل في هجوم مماثل في المنطقة يوم الجمعة الماضي الثاني من يونيو حزيران. وقال مسؤول مخابرات محلي "الصواريخ اصابت مجمعا للمتشددين في الجبال القريبة من وانا" مشيرا الى البلدة الرئيسية في منطقة وزيرستان الجنوبية التي تقطنها قبائل البشتون. وذكر مسؤولو مخابرات ان ضربتين صاروخيتين في عملية واحدة اصابتا المجمع وأيضا مدرسة اسلامية قريبة مما أدى الى مقتل 14 شخصا من بينهم سبعة أجانب. وقتل البعض بينما كانوا يجمعون جثث زملائهم الذين سقطوا في الضربة الاولى. وفي ضربة منفصلة نفذتها طائرة بلا طيار على الحدود بين وزيرستان الجنوبية والشمالية أصاب صاروخ عربة وقتل ثلاثة متشددين في قرية على بعد 50 كيلومترا من مكان العملية الاولى. ولم يتسن التحقق من عدد القتلى من جهة مستقلة. ويشكك المتشددون عادة في البيانات الرسمية عن عدد القتلى. وفي وقت سابق قال مسؤول مخابرات اخر ان بعض القتلى من "طالبان البنجاب" وهو اصطلاح يستخدم للاشارة الى المقاتلين القادمين من اكبر اقاليم باكستان. وشن الجيش الباكستاني حملة على وزيرستان الجنوبية عام 2009 مستهدفا مقاتلي طالبان في المنطقة مما أجبر كثيرين منهم على الفرار الى وزيرستان الشمالية. لكن هذه الحملة لم تمتد الى منطقة وانا التي يعيش فيها متشددون غير معادين لحكومة اسلام اباد ويركزون اهتمامهم على عبور الحدود الافغانية لمقاتلة قوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان. والضربات التي تشنها طائرات امريكية بلا طيار لا تلقى تأييدا من السكان لانها توقع قتلى من المدنيين ويعتبرونها انتهاكا لسيادة الدولة. وكان المسؤولون الباكستانيون ينتقدونها من قبل لكن من غير المرجح ان يدينوا الضربات الجديدة لانهم واقعون تحت ضغوط لاثبات التزامهم بمحاربة التشدد منذ مقتل اسامة بن لادن زعيم القاعدة في غارة امريكية الشهر الماضي واكتشاف انه كان يعيش في باكستان منذ سنوات. وصعدت طالبان الباكستانية المتحالفة مع القاعدة هجماتها على قوات الجيش والامن منذ مقتل بن لادن.