صنعاء (رويترز) - ترددت أصداء انفجارات في شمال العاصمة اليمنية يوم الاربعاء في الوقت الذي خاضت فيه قبيلة حاشد التي تؤيد الاطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح معارك مع القوات الحكومية. وتمارس القوى العالمية ضغوطا على صالح للتوقيع على اتفاق توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي للتنحي وانهاء الفوضى التي تعم البلاد. وقال شهود انهم سمعوا دوي عدة انفجارات لكنهم غير متأكدين من سببها أو الخسائر التي ألحقتها قرب حي الحصبة مركز القتال الذي دار في الاسبوع الماضي والذي أسفر عن سقوط 115 قتيلا على الاقل ودفع البلاد أكثر الى شبح الحرب الاهلية. وهزت انفجارات يوم الثلاثاء حيا مجاورا في صنعاء يضم مقر وحدة تابعة للجيش يقودها اللواء علي محسن الذي انضم للمعارضة. كما تحدث السكان عن قتال دار أثناء الليل قرب مطار صنعاء الذي أغلق لفترة قصيرة خلال مناوشات بين قوات صالح وقبيلة حاشد بزعامة الشيخ صادق الاحمر. وقال موقع تابع لوزارة الدفاع اليمينة على الانترنت ان 14 جنديا لقوا حتفهم في قتال ليلة الاربعاء مع أفراد القبائل. وقال مسؤولون طبيون لرويترز ان خمسة اخرين على الاقل قتلوا أثناء المعركة التي نشبت مؤخرا والتي دخلت مرحلة جديدة مع انضمام بعض الجنود معهم مدرعات للمعارضة مما يشير الى المزيد من الانشقاقات عن صالح. وانشق بعض القادة العسكريين عن صالح في مارس اذار بعد أن أطلقت قواته النار على المحتجين الذين يطالبون بانهاء حكمه المستمر منذ 33 عاما. واليمن على وشك الانهيار المالي والذي يواجه فيه نحو ثلث سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة الجوع المزمن. وقالت مجموعة أوراسيا للاستشارات في مجال المخاطر السياسية في تقرير ان النتيجة الاكثر ترجيحا هي ترك صالح للسلطة من خلال اتفاق سياسي يوافق عليه من موقف الضعف أو اطاحة قوات عسكرية منشقة وزعماء قبائل به من السلطة. وقالت المجموعة في تقريرها "من غير المرجح أن يبقى صالح رئيسا لليمن طوال 2011 لكن احتمال حدوث انتقال منظم (للسلطة) يتضاءل وأصبحت محاولة الاطاحة بصالح من السلطة بالقوة أكثر ترجيحا." لكنها حذرت قائلة "ترك صالح للسلطة مبكرا لا يسفر عن قيام دولة يمنية صامدة يمكنها بسط سيطرتها على البلاد على المدى القصير." وأثار صالح غضب دول الخليج عندما وافق ثلاث مرات على التنحي وفي كل مرة يقرر عدم التوقيع على اتفاق تسليم السلطة في اللحظة الاخيرة. كما هاجمه الامين العام للامم المتحدة بان جي مون بعد أن أطلقت قواته النار على المحتجين في مدينة تعز على بعد نحو 200 كيلومتر الى الجنوب من العاصمة. وقالت نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة لحقوق الانسان ان مكتبها يحقق في تقارير عن سقوط 50 قتيلا على الاقل هناك منذ يوم الاحد. ويساور المحللين قلق من أن تدفع الاضطرابات في اليمن تنظيم القاعدة في البلاد الى شن هجمات أكثر جرأة. ويخوض سكان محليون وقوات يمنية معركة لاستعادة مدينة زنجبار الساحلية والتي سيطر عليها عدة مئات من مقاتلي القاعدة والاسلاميين المسلحين خلال مطلع الاسبوع. وقال مسؤول أمن محلي ان ستة جنود وأربعة مسلحين قتلوا في اشتباكات بمنطقتين قرب زنجبار. وقال سكان ان قذائف المدفعية وصواريخ ضربت أجزاء من المدينة في الوقت الذي تحاول فيه القوات اخراج المسلحين.