نفي مكتب الشيخ صادق الاحمر التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار مع القوات الحكومية وقال إن هناك هدنه تنتهكها القوات الحكومية على فترات متقطعة. وكان رئيس لجنة الوساطة الشيخ عوض الوزير أكد في تصريح خاص لبي بي سي تثبيت الهدنة المؤقتة بين الطرفين حتى تستكمل اللجنة عملها الأحد لتقريب وجهات نظر الطرفين حتى يتم التوصل لاتفاق نهائي لوقف اطلاق النار. ويسود هدوء نسبي في حي الحصبة شمالي العاصمة اليمنية صنعاء مع سماع اصوات طلقات نارية من أسلحة رشاشة تقول مصادر مقربة من الشيخ الأحمر إن مسلحين قبليين موالين للنظام يطلقونها باتجاه منزل الشيخ الاحمر من حين لآخر. وكان قد أصيب سبعة متظاهرين في حجة غربي اليمن في هجوم شنه مسلحون من أنصار الحزب الحاكم على مظاهرة للطلاب طالبت بإسقاط ومحاكمة النظام في مدينة عبس. وقالت مصادر طبية لبي بي سي إن قوات الأمن لم تتدخل لحماية المتظاهرين رغم انتشارها في المكان. وأ كدت مصادر خاصة لبي بي سي أن السلطات اعتقلت عددا من المتظاهرين في مدينة تعز جنوبي صنعاء وأطلقت النار بشكل مباشر على متظاهرين وأصابت اثنين منهم. يتزامن ذلك مع عصيان مدني شل الحركة في عدن وتعز وإب والحديدة وعدد من المدن اليمنية بينما شهدت العاصمة صنعاء تزايدا ملحوظا في نسبة التجار المتجاوبين مع دعوات ما يعرف بحركة شباب الثورة لتنفيذ العصيان المدني بإغلاق محلاتهم التجارية من الثامنة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا بالتوقيت المحلي. لكن السلطات تؤكد أن الحركة طبيعية في تلك المدن. في هذه الأثناء تستمر حركة نزوح سكان العاصمة باتجاه المحافظات الآمنة بعد الاشتباكات التي شهدتها صنعاء على مدى أربعة ايام بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ الذي أعلن دعمه للثورة صادق الأحمر وسط أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي ووقود السيارات ومياه الشرب، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ست عشرة ساعة في اليوم الواحد وتدهور أمني ملحوظ مع انتشار مسلحين في عدد من الأحياء دون تدخل أجهزة الأمن لضبطهم وفقا لقانون حظر التجول بالسلاح. وساد الهدوء العاصمة اليمنية بعد توقف الاشتباكات بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ المؤيد للثورة صادق الأحمر عقب مساع سعودية بذلت وما زالت مستمرة للتوصل إلى اتفاق هدنة يضمن عدم تجدد الاشتباكات. إلا أن عبد القوي القيسي مدير مكتب الشيخ صادق الاحمر قال في تصريح خاص لبي بي سي إن أنصار الشيخ ما زالوا معتصمين في بعض المنشآت الحكومية التي تمثل خطرا عليهم وأن هناك شروطا لإخلائها وضمانات يجب أن تقدم بعدم مهاجمة منزل الأحمر منها ثانية من قبل القوات الحكومية التي كانت تتمركز داخلها. وشن الطيران الحربي اليمني فيما قبل غارات جوية على مناطق قبلية خارج صنعاء ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في الوقت الذي أعلن فيه زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر وقف إطلاق نار بين أنصاره والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح في صنعاء. وقال الشيخ الأحمر لدى حضوره في جادة الستين تشييع جنازة 30 من رجاله الذين قتلوا في المعارك ثمة هدنة بيننا وبين قوات علي عبدالله صالح وثمة وساطة جارية . وأضاف اذا كان صالح يريد ثورة سلمية فنحن مستعدون لذلك لكنه اذا كان يريد الحرب فاننا سنقاتله . ويأتي إعلان الشيخ الأحمر بعد أن شن الطيران الحربي غارات استهدفت مناطق في منطقة نهم شمال شرق صنعاء حيث ترددت أنباء عن سيطرة مسلحين قبليين على حاجز لقوات الأمن. ونقلت وكالة اسوشيتدبرس عن الشيخ علي سيف قوله إن رجال قبيلته المسلحين سيطروا على موقع تابع لقوات الحرس الجمهوري اليمني الجمعة لمنعهم من التحرك والوصول إلى صنعاء حيث تدور معارك بين قوات الأمن ورجال القبائل . وصرحت مصادر خاصة لبي بي سي بأن مسلحين مجهولين يقدرون بالعشرات اقتحموا عددا من المنشآت الحكومية في لودر وزنجبار بمحافظة ابين جنوبي اليمن في أعقاب اشتباكات خفيفة مع القوات الحكومية. ويقول مراسل بي بي سي في صنعاء عبد الله غراب ان شهود عيان قد افادوا بمقتل ثلاثة اشخاص في هذه الاشتباكات. في غضون ذلك أعلنت اللجنة التحضيرية لما تعرف بثورة التغيير السلمي أن ملايين اليمنيين في العاصمة صنعاء وعدة محافظات أخرى خرجوا في تظاهرات في إطار ما سمي بجمعة سلمية الثورة للتنديد بما وصفته اللجنة بمخططات النظام لجر البلاد إلى حرب أهلية. وفي المقابل تجمع أنصار الحزب الحاكم لتأدية صلاة الجمعة في جامع الصالح بصنعاء فيما أطلقوا عليه بجمعة النظام والقانون على أن يتم أنصار صالح بالتجمع في كل محافظة فيما يبدو وكأنة محاولة من السلطات لمنع وصول قبائل من أنصار الشيخ صادق الأحمر إلى صنعاء لمساندته.