قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة ان على باكستان ان تتخذ خطوات حاسمة ضد التشدد الاسلامي وان العلاقات بين البلدين -المتوترة منذ مقتل اسامة بن لادن- قد وصلت الى نقطة تحول. وبدا ان كلينتون وهي ارفع مسؤول امريكي يزور باكستان منذ قتلت قوات خاصة امريكية زعيم تنظيم القاعدة في مجمع خارج اسلام اباد هذا الشهر تحاول تخفيف حدة التوتر بقولها مرارا انه ليس هناك دليل على ان اي مسؤول باكستاني رفيع كان يعرف مكان بن لادن. لكنها قالت في الوقت نفسه انها طلبت من الرئيس اصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني وكذلك من قائد الجيش الجنرال اشفق كياني بذل المزيد من الجهد في محاربة المتشددين. وقالت كلينتون عقب اجتماع مع مسؤولين باكستانيين حضره رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الاميرال مايك مولن "كانت زيارة مهمة بشكل خاص لاننا وصلنا الى نقطة تحول. "نحن ننتظر من باكستان.. من حكومة باكستان ان تتخذ خطوات حاسمة في الايام القادمة." ورفضت كلينتون الخوض في تفاصيل هذه الخطوات المتوقعة لكن احد المسؤولين الامريكيين المسافرين معها رجح ان تشمل هذه الخطوات عمليات خاصة للهجوم على المتشددين. وقال المسؤول الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته في حين عادت كلينتون جوا الى بلادها "كثير من هذه الاشياء شديد الحساسية. انهم اناس يهددون باكستان. انهم اناس يهددون افغانستان. انهم اناس يهددون الولاياتالمتحدة -- او انها انشطة تهدد باكستانوافغانستانوالولاياتالمتحدة." واثار اكتشاف وجود ابن لادن في بلدة تبعد 50 كيلومترا فقط عن العاصمة الباكسانية وقتله في الثاني من مايو ايار شكوكا جديدة بشأن الاعتماد على باكستان كشريك في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الجماعات الاسلامية المتشددة. وقالت كلينتون ان مسؤولين باكستانيين اخبروها ان "شخصا ما في مكان ما" كان يقدم الدعم لبن لادن في باكستان لكنها اكدت على انه ليس هناك اي دليل على معرفة اي مسؤول باكستاني رفيع بذلك. وقالت "نريد ان نحل لغز وجود بن لادن في ابت اباد... لكنني اريد ان اؤكد مرة اخرى على انه لا يوجد مطلقا سبب للاعتقاد بأن احدا في المستوى الاعلى للحكومة كان يعرف ذلك." واكدت كلينتون على استمرار حاجة الولاياتالمتحدة الى العمل بشكل وثيق مع اسلام اباد لكن زيارتها الى باكستان جاءت في وقت يشكك فيه مشرعون امريكيون في جدوى حصولها على مليارات الدولارات من المساعدات. ورحبت الحكومة الباكستانية بمقتل زعيم القاعدة لكنها انتقدت المهمة السرية التي قام بها فريق من القوات الامريكية الخاصة في أبوت اباد -حيث عاش بن لادن لسنوات- قائلة انها انتهاك لسيادتها. ولم تبد في لهجة كلينتون اي نبرة اعتذار عن الغارة الامريكية التي كانت احدث حلقة في سلسلة من الامور التي تسببت في توتر العلاقات بين البلدين بداية من الغارات بطائرات بدون طيار داخل باكستان واعتقال متعهد يعمل لحساب المخابرات المركزية الامريكية لقتله شخصين باكستانيين. وبدلا من ذلك اشارت كلينتون الى ان باكستان تتركز فيها نسبة كبيرة من قادة المتشددين.