نقل عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قوله يوم الجمعة انه يتعين على الرئيس السوري بشار الاسد تحقيق اصلاحات تعتمد "أسلوب العلاج بالصدمة" لانهاء الاحتجاجات الدامية في سوريا. وفشلت تركيا في اقناع الاسد بانهاء حملة قمع ضد المحتجين المعارضين للحكومة وتطبيق اصلاحات بالرغم من العلاقات الدافئة بين أنقرةودمشق. وكانت تصريحات داود أوغلو من أقوى التصريحات التي يدلي بها مسؤول تركي مما يبرز قلق تركيا المتنامي بسبب أزمة أثارت غضبا عالميا. وقال داود أوغلو في تعليقات نقلتها وكالة أنباء الاناضول التركية انه يعتقد أنه من الممكن لسوريا أن تنهي الاضطرابات ولكن "العلاج" يجب أن يكون "علاجا بالصدمة" يتضمن اصلاحات في مجالات الاقتصاد والامن والسياسة والقضاء. وأدلى داود أوغلو بهذه التعليقات في مقابلة أجرتها معه قناة تلفزيونية تركية في ساعة متأخرة أمس الخميس وكررها في مقابلة منفصلة مع صحيفة نيويورك تايمز قال فيها "الان ما يحتاجه (الاسد) هو العلاج بالصدمة لكسب تأييد شعبه." وتركيا دولة مسلمة اقتصادها مزدهر وتقدمت بطلب للانضمام للاتحاد الاوروبي وأعطت دفعة لعلاقاتها الاقتصادية مع سوريا وألغت القيود على تأشيرات الدخول مما يعبر عن سياسة أوسع لبناء علاقات وثيقة مع بلدان الشرق الاوسط. ولكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اكتشف أن تأثيره على الرئيس السوري محدود بعد أن تقارب مع الاسد كصديق. وحذر اردوغان الاسد من أنه اذا لم يطبق اصلاحات عاجلة فان الاحتجاجات قد تطيح به مثلما أطاحت بحكام اخرين شموليين في الشرق الاوسط هذا العام. وقال اردوغان انه يشك في أن الاسد ينصت لنصيحته. وقالت وكالة أنباء الاناضول ان اردوغان دعا الاسد يوم الجمعة "لمناقشة الوضع في سوريا" ولم تقدم الوكالة تفاصيل أخرى. وتزايد الاضطرابات في سوريا قد يثير مخاوف أمنية في تركيا نظرا للمزيج الديني والطائفي في الدول المجاورة وقد يغرق تركيا بأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين. واستمرت الاحتجاجات ضد حكم الاسد التي بدأت قبل شهرين على الرغم من حملة قمع عسكرية دامية تقول جماعات حقوق الانسان انها أسفرت عن سقوط نحو ألف قتيل. وسيجتمع نشطاء من المعارضة السورية في تركيا الاسبوع القادم في مؤتمر لدعم الانتفاضة وتنسيق الحملة لانهاء حكم البعث المستمر منذ أكثر من خمسة عقود. وقال المعارض السوري مأمون الحمصي لوكالة أنباء الاناضول يوم الجمعة انه يتوقع أن تدعم الحكومة التركية المعارضة السورية. والحمصي شخصية بارزة في المعارضة السورية وعضو سابق في البرلمان سجن خمس سنوات في عام 2001 لمشاركته في انتفاضة ربيع دمشق. وقال الحمصي "نأمل أن نتحدث مع مسؤولين في الحكومة التركية بعد أن نختار مجموعة تمثلنا. الحكومة التركية قدمت النصح للاسد في بداية العملية لكنها فقدت الامل بعد ذلك."