أكد أحدث تقارير شركة إرنست ويونغ حول الاكتتابات في الشرق الأوسط، أن أسواق المال الإقليمية سجلت اكتتابات بقيمة 7 .21 مليون دولار فقط خلال الربع الأول من عام ،2011 بانخفاض بلغت نسبته 8 .94% مقارنة مع 4 .420 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2010 . كما سجلت الأسواق الإقليمية نسبة 45 .0% فقط من إجمالي الاكتتابات التي سجلتها الأسواق العالمية خلال الربع الأول من عام 2011 . وتم تأجيل طرح أو سحب تسعة اكتتابات راوحت قيمتها مجتمعة 7 .4 مليار دولار كان من المقرر طرحها في أسواق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في شهر مارس الماضي الأمر الذي كان سيشكل أكبر قيمة إجمالية للاكتتابات الشهرية منذ أكتوبر2008 . وكان الاكتتابان اللذان أصدرتهما شركة الشرق الأوسط للصرافة في سوريا بقيمة 1 .3 مليون دولار أمريكي، وشركة دار التأمين في إمارة أبوظبي بقيمة 6 .18 مليون دولار خلال الربع الأول من العام الجاري، الأدنى قيمة بين الاكتتابات الأولية جميعها التي تم طرحها في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا خلال السنوات الخمس الماضية . وفي سياق تعليقه على التقرير، قال فل غاندير، رئيس خدمات استشارات الصفقات في إرنست ويونغ الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا: “هبطت سوق الاكتتابات الإقليمية إلى أدنى مستوياتها في خمس سنوات خلال الربع الأول من العام الجاري . إذ إنه إضافة إلى التغيرات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها بعض دول المنطقة، شكل ضعف إقبال المستثمرين الناجم عن ضعف أداء أسواق الأسهم، العامل الرئيس الذي دفع أسواق الاكتتابات إلى الانخفاض . وقد تعكس هذه التوجهات مسارها في الربع الثاني من العام الجاري، إذا قرر بعض أصحاب المصلحة المُضي قُدُماً في طرح اكتتاباتهم المعلنة في الأسواق . ويؤكد الاكتتاب الذي طرحته شركة أبوظبي الوطنية للتكافل (وطنية) في دولة الإمارات، والذي تمت تغطيته بسبع مرات، أن لدى المستثمرين الرغبة في العودة إلى أسواق الاكتتابات . وقادت الاكتتابات في الولاياتالمتحدةالأمريكية في الربع الأول من عام 2011 والمدعومة باكتتابات الأسهم الخاصة، النشاط الذي شهدته الأسواق العالمية للاكتتابات، حيث تصدرت بورصة نيويورك للمرة الأولى منذ سنتين، البورصات العالمية جميعها في حجم الاكتتابات . وفي الوقت الذي شرعت فيه البورصات الأمريكية بردم الفجوة القائمة بينها وبين الهيمنة الصينية في قطاع الاكتتابات بنسبة 32%، استحوذت كبرى البورصات الصينية على أكثر من ثلث رؤوس الأموال التي تم جمعها عالمياً وبنسبة 52% . وشهدت الأسواق العالمية للاكتتابات إبرام 290 صفقة بقيمة وصلت إلى 1 .46 مليار دولار أمريكي خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الجاري، بانخفاض 14% عن نتائج الفترة نفسها من العام الماضي . وقد تصدرت بورصة نيويورك للأسهم وللمرة الأولى منذ عام ،2008 الأسواق العالمية بتسجيل 8 .13 مليار دولار أي ما نسبته 8 .29% من إجمالي حجم الاكتتابات العالمية في الربع الأول من العام الجاري، تبعتها بورصة شِنزن الصينية بقيمة 2 .11 مليار دولار أي بنسبة 3 .24%، وبورصة سنغافورة بقيمة 6 .5 مليار دولار وبنسبة 2 .12%، ثم بورصة شنغهاي الصينية بقيمة 5 .4 مليار دولار ونسبة 8 .9% . وشهدت بورصتا نيويورك وناسداك الأمريكيتان مجتمعتين اكتتابات بقيمة 15 مليار دولار، تتصدرها اكتتابات الشركات الصغيرة عموماً، وشركات قطاعي الرعاية الصحية والطاقة بصفة خاصة . وقد واصلت الشركات المستثمرة في الأسهم الخاصة التخارج من استثماراتها السابقة، بما فيها شركة “إتش سي إيه هولدنجز إنك"، كبرى شبكات المستشفيات الأمريكية، والتي سجلت 3 .4 مليار دولار في اكتتابها في مارس الماضي، في أكبر صفقة اكتتابات مدعومة بالتخارج من الأسهم الخاصة في التاريخ . وبدورها، سجلت شركة كِندر مورجان الأمريكية للطاقة، التي تحسن وضعها المالي بارتفاع أسعار النفط، اكتتاباً ناجحاً بقيمة 3 .3 مليار دولار شكل ثالث أكبر صفقة اكتتابات مدعومة بالتخارج من الأسهم الخاصة في التاريخ . وواصلت الشركات الصينية وشركات هونج كونج تصدر الأسواق العالمية للاكتتابات في الربع الأول من العام الجاري، بطرحها نحو 111 اكتتاباً بنسبة بلغت 3 .38% من إجمالي عدد الاكتتابات على مستوى العالم، وبقيمة 9 .23 مليار دولار أمريكي، شكلت ما نسبته 52% من إجمالي عائدات الاكتتابات عالمياً . وحققت البرازيل والأرجنتين والمكسيك عائدات بقيمة 7 .2 مليار دولار أمريكي من سبعة اكتتابات في الربع الأول من العام الجاري، مدعومة بالمستويات المرتفعة لمعدلات نمو إجمالي نواتجها القومية واستهلاكها المحلي وتدفق رؤوس الأموال الأجنبية إليها . وطرحت البرازيل التي تعد صاحبة أكبر اقتصادات أمريكا اللاتينية، خمسة اكتتابات بقيمة 1 .2 مليار دولار، في سياق دخول الشركات البرازيلية أسواق الأسهم لتمويل خططها التوسعية . وفي المقابل، سجلت أوروبا 5 .2 مليار دولار فقط كعائدات اكتتابات من 51 اكتتاباً في الربع الأول من العام الجاري، وهو أقل بكثير عن عائدات الاكتتابات التي سجلتها في الفترة نفسها من العام الماضي، والتي بلغت 4 .8 مليار دولار من 48 اكتتاباً . ورغم أن برامج عمل الشركات الأوروبية ظلت حافلة بمشروعات الاكتتابات الهادفة إلى جمع رؤوس الأموال، إلا أن مخاوف الديون السيادية المترتبة على الدول الأوروبية، والشكوك التي تحيط بآفاق انتعاش الاقتصاد العالمي، واصلت التأثير سلباً في تقييم المستثمرين لمخاطر تلك الاكتتابات وقلصت رغبتهم في المشاركة بها . المصدر : جريدة دار الخليج الاماراتية