مسقط (رويترز) - قال درويش البلوشي وزير المالية العماني يوم الثلاثاء ان سلطنة عمان تخطط لاستثمار ما يصل الى 15 مليار دولار في مشروعات جديدة للبتروكيماويات والبنية التحتية في جنوب شرق البلاد على مدى السنوات العشر القادمة وخلق الاف الوظائف الجديدة. وتضررت السلطنة -وهي مصدر صغير للنفط خارج منظمة أوبك- جراء احتجاجات تطالب بالوظائف ورفع الاجور والقضاء على الفساد في الاشهر الثلاثة المنصرمة في ظل انتشار الاضطرابات في العالم العربي. وقال البلوشي في منتدى اقتصادي واستثماري في العاصمة مسقط ان عمان تخطط لانفاق عشرة الى 15 مليار دولار في مدينة الدقم على مشروعات جديدة من بينها مصفاة ومصنع للبتروكيماويات مضيفا أن هذه المشروعات ستخلق 15-20 ألف وظيفة للمواطنين في السنوات العشر القادمة. وتم اختيار مدينة الدقم الساحلية لتكون المدينة الصناعية الثانية بعد صحار -مركز الاحتجاجات- اذ تخطط الحكومة للانفاق بسخاء على مطار وحوض لبناء السفن ومصفاة ومصانع للبتروكيماويات ومشروعات أخرى. وقال مصدر بوزارة المالية لرويترز "نحن لا نتحدث عن مشروع أو اثنين لكن هذا الاستثمار سيغطي البنية التحتية للمدينة بأكملها في السنوات العشر القادمة." ودفعت الاحتجاجات السلطان قابوس بن سعيد الذي يحكم البلاد منذ نحو 40 عاما للتعهد بحزمة انفاق بقيمة 2.6 مليار دولار في ابريل نيسان. وأعلن أيضا خططا لخلق 50 ألف وظيفة جديدة واستحدث اعانة بطالة شهرية وأجرى تعديلا وزاريا. وكشفت دول الخليج الغنية في مارس اذار عن مساعدات بقيمة 20 مليار دولار لسلطنة عمان والبحرين -التي تضررت أيضا من الاحتجاجات- للمساهمة في تهدئة التوترات الاجتماعية التي تهدد الاستقرار في تلك البلاد أيضا. وتوقعت عمان في ديسمبر كانون الاول انفاقا قياسيا قدره 8.130 مليار ريال (21.12 مليار دولار) في ميزانية 2011 بزيادة 13.2 في المئة عن العام الماضي. وتم اعداد ميزانية 2011 بعجز قدره 850 مليون ريال أو 3.8 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي بناء على أن سعر النفط 58 دولارا للبرميل بعد أن سجلت الحكومة عجزا قدره 48.4 مليون ريال العام الماضي. ورغم ذلك توقع محللون استطلعت رويترز اراءهم في مارس أن تحقق عمان فائضا في الميزانية بنسبة 5.3 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي بفضل أسعار النفط القوية. وباعت عمان نفطها بمتوسط 88.4 دولار للبرميل في الاشهر الثلاثة الاولى من 2011. (الدولار يساوي 0.3850 ريال عماني)