يقف أحد رجال الشرطة متجليًا وهو يشاور على "التكيف" الذي تم تركيبة في غرفة احتجاز المتهمين لتعد تلك الغرفة أول "زنزانة" مكيفة بقسم شرطة النزهة بمصر الجديدة، في مشهد احتل الصدارة والذيوع، وفخر رجال الشرطة بتطبيق نص المادة (55) من الدستور المصري والذي يفيد بعدم حبس المتهمين إلا في أماكن مخصصة لذلك لائقة إنسانياً وصحياً، وتلتزم الدولة بتوفير وسائل الإتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة. تركيب أجهزة تكييف داخل حجوزات الأقسام والحجرات التي يتم التحفظ فيها على المتهمين والمشتبه فيه، وذلك للحد من وفاة العديد من المتهمين نتيجة مرض بعضهم وعدم تحمل الآخرين ارتفاع درجة الحرارة كما حدث في أقسام المطرية وعين شمس والخليفة ودار السلام، وليصبح الموت فقط من "حفلات التعذيب" التي يقوم بها رجال الشرطة تجاه المحتجزين، بحسب بلاغات عدة قدمت بهذا الشأن. وفي نفس أقسام الشرطة التي تقرر وضع "التكيفات" بها، تلقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا شكاوى تفيد بوقوع حالات وفيات داخلها، مسترشدة بتقرير الطب الشرعي الناتج عن وفاة "عزت عبدالفتاح سليمان الغرباوي" قتيل المطرية والذي توفي يوم 8 مايو الماضي أثناء احتجازه ل 4 أيام داخل قسم شرطة المطرية على ذمة التحقيق في تهمة مشاجرة مع أحد جيرانه. وقال التقرير أن "سبب وفاته هو تعرضه للضرب حتى الوفاة نظرا لوجود سحجات في معظم أجزاء جسم المتوفى بالإضافة إلى نزيف بالمخ وكسور في 9 أضلع بالقفص الصدري ونزيف في التجويف الصدري". وأشارت المنظمة في تقرير لها تم رصدت 77 حالة وفاة داخل السجون وأماكن الاحتجاز نتيجة لتعذيب المحتجز أو نتيجة لإهمال صحى وظروف احتجاز سيئة وكارثية داخل السجون ومراكز التوقيف، لم يفرق فيها بين مسجون على خلفية قضايا سياسية أو مسجونا جنائيا فالتعذيب وسوء المعاملة وإهدار حقوق الإنسان بات منهجا مستمرا لدى السلطات الأمنية المصرية. أوضح مالك عدلي، المحامي بالمركز المصري للحقوق الشخصية، أن الداخلية تعترف بسوء أحوال الحجوزات وعدم ادميتها وهو الأمر الذي نادى به الكثير من الحقوقيين وتم تكذيبهم، في مقابل التصريح بأن الأقسام وحجرات الاحتجاز مؤهلة على أكمل وجه لاستقبال المتهمين، مستطردًا تركيب التكيفات يبدو أمر إيجابي في ظاهره ولكنه لا يحل مشكلة ضيق مقرات الاحتجاز، التي تسع أضعاف ما يمكن أن تحويه. ويستنكر عدلي محاولة الداخلية حل أزمة الموت بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتهميش حالات الموت نتيجة التعذيب البدني داخل أقسام الشرطة، وهو الأمر الذى رصدته مراكز حقوقية عدة، مشيرًا إلى للجوء لتقليل مدة الحبس الاحتياطي الغير مبررة والتجديد المستمر للمتهمين بدلًا من تركيب مكيف للهواء. فيما لقا ذيوع خبر تركيب أجهزة تكيفات للمحبوسين في أقسام القاهرة، سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فقال أسامة حشمت "اتعذب وأنت متكيف" بينما علق محمد موسى "الواحد يروح يتحبس خميس وجمعة أحسن من المروحة" واستنكر حسين محمد "أكيد هيشغلو الدفاية بدل التبريد"، وقالت منى أحمد "ياما في الحبس تكيفات".